حفيدُ الأشتر.. هذا الشبل من ذاك الأسد أطلق شعار ” أربعينية اليمن” لنصرة اليمن وشعبها المظلوم .

إب نيوز ٢٥ أكتوبر

محمد دريب الشريف

لا ينتظر مدحاً ولا ثناءً من أحد ، يعمل بصمت ، ويجهد بكل تفان ، ويبذل بكل سخاء ، ويعطي بلا حدود..
همه اليمن ، وحبه أهلها ، وتطلعاته نصرٌ مؤزرٌ يملأ الخافقينِ صداه ، يُكرم اللهُ به أمة اليمن الميمون..
الشيخ المجاهد العلاَّمة / أسد محمد قصير ما إن يجد فرصة للكلام إلّا ويكون لليمن من كلامه النصيب الأوفر، وأيُّ كلام ذاك الذي يَشحذ الهِمم ويرفع المعنويات ويُبشّر بفرجٍ قريب ، وفتحٍ مبين ، ويمنٍ كبير ، صامدٍ، حاضرٍ ، مهيمناً مستقبلاً ، وحاكماً غير محكوم ..
أيُّ كلام ذاك الذي يجعلك تجزم بأنّ لهذا الرجل في اليمن وأهلها عقيدة خاصة ، استخلصها من فيضِ ما أفاض اللهُ به عليه من علمٍ وحكمةٍ وعظيمِ معرفةٍ واطلاع ..
أيُّ كلام ككلام العلماء وتوقعات العارفين وبشارات الأولياء وتنبؤات الصالحين.
حقاً لها أثرها ووقعها على الروح والعقل وتأتي على بنى المشككين وترهات المتربصين لتدحضها، وتزهق ما عليه تخرصات المرجفين وأباطيل الضعفاء والمتزلزلين ..
قد لا يكون المجال مجال الثناء، وليست المرحلة مرحلة الشكر ، ولكن كلمة الحق تُقال، ومَن لا يشكر المخلوق لن يشكر الخالق، ولئلا نكون ممّن ينسى فضل المتفضلين وشكر المنعمين..
كلمةً نقولها لمن يقف معنا بكل جوارحه ، وشعوره ، وجهوده ، وأمواله ، وكلامه ، وإعلامه ومؤسساته ، ومشاريعه ، ومكانته الجليلة المرموقة المحترمة المبجلة في محفلِ أهل العلم والسمو، وشخصيته الفذة النافذة العلمائية الكبيرة الغنية عن التعريف والإشادة والقريض وبكل شغف وبكل حب وبكل تفان وإخلاص..
كلمة في حقه أقل ما يمكن أن نقدمها لمن يحبنا ، يعشقنا ، يؤمن بأهدافنا ، يدعم قضيتنا ، يُناصر مظلوميتنا ، يمدُّ يَدَهُ لفقرائنا ، ويُساند قادتنا ويشد على أيدينا ويتقطع قلبه ألماً على جراحنا ويشاركنا الهم والحزن والفرح وكل المشاعر المختلطة بالدموعِ والدماءِ ونشوةِ النصر معاً..
كلمة في حقه وكل الكلام في حقه قليل، ولو الفرات مداده وأنامل الحالمين بالنصر المؤزر أقلامه قد لا يفيه حقه ولا يعطيه مستحقه..
كلمة في حقه نقدمها ولو متواضعة وبسيطة لتُسجَّل له في سِجّل من قدّموا كل شيء في سبيل نُصرة اليمن ، ومؤازرة أهلها ، ودعم قضيتها لنعرف أصدقاءنا ونميز إخواننا ونشخِّص من وقفوا كما أصحاب الأمير في صفين، ودافعوا كما دفاع أعوان الحسين في كربلاء، وبذلواْ بذل من جاد بنفسه في موقف عزَّ فيه الباذلون وكثر فيه المدَّعون..
كلمة في حقه وجب قولها لتحفظ أجيال اليمن اسم حفيد الأشتر وبقيته الوفية ودماءه الثائرة في عروق عقبه الذين لمْ يحيدوا عن نُصرة الحق ومقارعة الباطل كما هو دأب جدهم الهزبر الأشتر اليماني المغوار بين يدي أمير المؤمنين علي عليه السلام ..
لا أستطيع أن أكتب عن كل مواقفهِ النبيلة ، وعن نجدتهِ المُعدّة لإهله في اليمن ، وعن مدى اهتمامه ، ومتابعته ، ودعمه ، ومساندته ، وإخلاصه ، ووفائه ، ودعواته ، وصرخاته ، واستغاثاته ، ونداءاته ..يقف قلمي عاجزاً حائراً يستلف ويستغيث بكل ما في مخيلتي لتعتذر بدورها ، وتعترف بعجزها عن الثناء وعبارات الشكر والامتنان لهذا العالم السند المجاهد المخلص الوفي ، ومعي إخواني وأبناء شعبي الذين لديهم نفس الشعور والحبّ والودّ والتطلع لرد الوفاءِ بالوفاءِ والإحسان بالإحسان والمعروف لإهله، وإنّه لهو حقاً أهل المعروف وأهل الوفاء وأهل المكرمة..
وكما عوَّدنا في كل عام ، ومنذ سنةِ الحرب الأولى الظالمة على اليمن وإلى اليوم ، لا يُفوت فرصة إلا ويدعو فيها الى نجدة اليمن وإغاثته ، وانطلق حاملاً لواء الدفاع عن مظلوميته في كل محفل وفي كل ناد وكل جمع وكل خطاب وكل ظهور وكل جلسة وكل حديث وكل بث وكل برنامج ، وأطلق المشاريع والبرامج والجمعيات وأنشأ المؤسسات والمحطات، وكلها تصب فيما فيه الإغاثة والنجدة والعون والمدد والدعم والسند لليمن الواقف على الجمر في معركة المصير وحرب الوجود وصراع البقاء ..
وهذا العام لمْ يكن الاهتمام منه بأقل ممّا فات ، إذ سعى وجهد وجاهد ليُوصل صوت المظلومية ونداء الاستغاثة إلى كل أحرار العالم ؛وعبر المنبر الحسيني السنوي المشهور والمهرجان الكربلائي العالمي الكبيير ، أسمع آذان الملايين- الوافدة لزيارة أبي عبد الله عليه السلام والمتقاطرين من مختلف بلدان المعمورة- نداء اليمن الجريح وصوت استغاثة الطفل اليمني المذبوح، من خلال المعارض والبرامج الإعلامية والنشاطات الدعائية التي ملأت الساحات وانتشرت على الطرقات وغطت كل المجالات..
وعلى امتداد المسيرة الأربعينية من النجف إلى كربلاء لا تجد إلّا اليمن وصوت مظلوميتها المزمجر، ولا تكاد تضع يدك إلا على جرحٍ من جراحها الغائرة، ولا تحدق ببصرك الّا على صورةٍ من صور المذابح الفضيعة والجرائم البشعة ودماء أبنائها المسفوكة ظلماً وعدواناً، ولا تسمع إلّا نداءات الأطفال واستغاثات النساء والشيوخ المحاصرين..
أربعينيةُ هذا العام هي ” أربعينية اليمن ” هكذا قالها حفيد مالك الأشتر وسمعتها منه في ثنايا حديث عام ولمْ تأخذ من اهتمامي حينها أي شيء لأجد أنّها حقاً أربعينية اليمن وبكل ما للكلمة من معنى، بل إنّ من لا يعرف عن الأربعينية شيئا سيظن أنّ هذا مهرجان أو مظاهرة عالمية خاصة باليمن وأقيمت لخصوص مظلوميته ومكانها العراق العريق الذي وجدنا أبناءه أكثر الناس وفاءً وحباً وقرباً من اليمن واليمنيين وأكثرهم- من بين جميع إخواننا العرب- تلهفاً وعشقاً وشوقاً لنجدة اليمن ونصرة أهله ورفع الظلم عنه..
” أربعينية اليمن ” أطلقها حفيد الأشتر تسمية للموسم الأربعيني هذا العام ولمْ نعلم حينها ما المقصود بهذه التسمية وكيف ستكون أربعينية اليمن وعلى أي أساس ؟
وأسئلة كثيرة أجابت عنها المعارض والصور والنشاطات الإعلامية المهولة والمكثفة وغير المسبوقة، والجمعيات والبرامج والدعوات والتغطيات والمخيمات والوقفات والقنوات والشخصيات والمهرجانات والحسينيات، وكل ما يعجز عن التعبير عنه لسان ويغطيه بيان..
نعم ؛ أطلقها “أربعينية اليمن” وكان عند كلمته وفياً معطاءً مقداماً مثابراً مجاهداً ساعياً باذلاً سخياً، وكأنه يريد أن يسابق أولئك الأبطال الحفاة المتقاطرين من كل فج على جحافل الغزاة ومجاميع الاحتلال في جبال وسهول وصحارى اليمن الجريح ليُسجّل اسمه في قائمة أوائل من جادوا وبذلوا وسبقوا إلى ساحات البطولة وميادين الفداء والبذل والتضحية..
حقاً يستحق أن يُعطى وسام الشرف ووسام الشجاعة ووسام المجاهد النبيل ووسام الدفاع عن مظلومية اليمن، ووسام الفخر والاعتزاز والإجلال اليمني لحامل الراية العالمية الداعية لنصرة اليمن ومظلومية أهلها ، وإلّا سنكون مُقصرين وجاحدين في حق من يحمل لنا كل مشاعر الوفاء ويقف من مظلوميتنا موقف المقاتل الباذل فينا مهجته ودمه وماله وكل ما أوتي من جهد وطاقة وقوة..
ولا يوجد- حسب معرفتي- من يحمل الهم ويبذل الجهد ويُتبع القول العمل في الساحة العالمية نصرة لليمن على الإطلاق كما هو الشيخ المجاهد أسد محمد قصير وأخيه سيد المقاومة القائد حسن نصرالله..
هؤلاء هم إخوتنا ومنّا وفينا، وليس في الساحة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً من يحمل ما يحمله هذان الرجلان من مشاعر الصدق والوفاء تجاه اليمن ومظلومية أبنائه وقضيته العادلة..
ويجب أن يعطى حقه ويشاد بمواقفه بما تستحق، ولو أعطيناه من الوريد لما أو فيناه ولا جزيناه، وكل ثناء في حقه قليل، كيف لا ! وكل ما يقوم به هو جهد فردي ومبادرة شخصية ليس وراءها أحد لا دولة ولا مؤسسة ولا جمعية ولا مرجعية ولا غير ذلك ..
يجب أن يُعطى ما يستحق، وفي هذا بيان يفهمه اللبيب وليجد أؤلئك الذين خذلوا اليمن ووقفوا من مظلوميته موقف المتفرج العاجز أنّ كلاً سيُذكر بما فيه، وأنّ اليمنيين يعرفون جيداً إخوانهم ومناصريهم والواقفين معهم في محنتهم والمؤازرين جهودهم في كربتهم..
وليعرفوا أنّ هنالك أسماء ستُخلّد في ذاكرة اليمنيين وقواميس بطولاتهم وتحتفظ لها القلوب بالحبّ والودّ ومشاعر الوفاء صاغراً عن كابر ..
والحقيقة التي من أجلها ربما كتبت الإشادة بموقف هذا الرجل المجاهد النبيل ما زلت أحتفظ بها وحان أوان ذكرها..
وربما قد تكون صادمة للبعض وهي أنّه وبسبب خذلان البعض وصمتهم – خصوصا العلماء والدعاة والمثقفين – تجاه ما يحدث في اليمن من مجازر ومذابح وحصار وقتل وتشريد تجد من لا يعرف اليمن ولا يعرف أين موقعه الجغرافي ولا يعرف عن هذه الحرب وعن تفاصيلها شيئاً لا من قريب ولا من بعيد..
بل عندما يجري الحديث بينك وبينه عن اليمن يصدمك بسؤال: أين تقع اليمن ؟!! وبعضهم يبادرك بالقول إنّ اليمن في عُمان وضمن جغرافيتها !! وهؤلاء ليسوا في كوكب المشترى ولا زحل بل هم في الوسط الشيعي..
والسبب يعود للقصور الإعلامي أو الجهد المحدود القاصر الذي لا يُعطي الأحداث في اليمن حقها، وكذلك المؤسسات الدينية المتمثلة في وكلاء بعض المراجع ومكاتبهم وقنواتهم وخطبائهم ومثقفيهم الذين لمْ يولوا الحدث اليمني والجرائم التي تُرتكب بحق أبنائه الاهتمام الكافي ولم يمنحوه أياً من نشاطاتهم الدعائية والإعلامية التي بالإمكان أنّ تُغطي الساحة الشيعية على الأقل وهذا التجاهل والتغاضي عن مصير شعب وأمه تحت النار والحصار لا نعلم ما هو السر وراءه؟!!
قنوات بالمئات بإمكان كل واحد منّا أن يتصفح قوائمها ويُراقب برامجها وينظر كم نصيب اليمن وأحداثه الجسام منها ..سيصدم..حقاً سيصدم لأنّه سيجد اليمن يشغل آخر اهتمامات هؤلاء وآخر ما يسدون به ثغرات وعجز نشاطهم الإعلامي في المجالات الأخرى ذات الاهتمام الكبير في منظورهم المقدس..
ولا أُريد أن أتناول من الكلام ما يُنكئ الجرح، وإلّا كم من اليمنيين من أتباع المؤسسات الأخرى في العراق وغيرها وهم بالعشرات من شخصيات وطلاب وغير طلاب بإمكانهم أن يعملوا الكثير في مهرجان عالمي كالأربعينية لوطنهم الجريح وجدناهم يصرفون النظر عما من شأنه أن يُعرّف الوافدين من مختلف بلدان العالم بمظلومية اليمن وما يجري عليها من ظلم وعدوان وما يرتكب من مذابح ومجازر وحصار بحق شعبه..
ولكن هم يفضلون العمل في مواكب ” شاي أبو علي ” كما يمليه عليهم الكبار من العلماء الذين صرفوا هم أولاً نظرهم عن اليمن واشتغلو على التقليل من شأنه وشأن مظلوميته ولمْ يُذكر لهم موقف جاد وحازم وصريح منذ انطلاقة شرارة الحرب الأولى والى يومنا هذا ، اللهم ما خلا من شعارات خاوية قاصرة يضطرون إليها استطراداً أو لتحسين صورتهم والتغطية على ما انكشف من مستور ما يحملونه من حقد تجاه اليمن على وجه الخصوص والخط الولائي على وجه العموم ..
لكن لله جنوده وأنصاره، واليمن غنية برجالها والأوفياء من حملة الراية الحسينية ولواء الثورة الخالدة الذين رأيناهم في كل الميادين مثابرين وجاهدين لنصرة اليمن والدعوة إلى مساندته وتقديم مظلوميته للعالم وبمختلف الوسائل والإمكانات..
شكراً للشيخ المجاهد العَّلامة / أسد محمد قصير.
شكراً لقائد المقاومة الإسلامية السيد / حسن نصرالله.
شكراً لسادة المجاهدين ” المقاوة الإسلامية حزب الله لبنان “.
شكراً للشعب العراقي الأبي الثائر.
شكراً لكل الأوفياء والأحرار.
شكراً لحركة عصائب أهل الحق.
شكراً لحركة النجباء.
شكراً لحزب الله العراق.
والشكر الجزيل الجميل للإخوة المجاهدين المباشرين والقائمين على العمل في المخيمات والمعارض والأنشطة الإعلامية وعلى رأسهم الأخ / عبدالكريم المطري والأخ / أمين الحاكم على جهودهم العظيمة وجهادهم الكبير..ولكل من شارك وساهم ودعم مثل هذه النشاطات والأعمال الجبارة.

You might also like