الشهيدأحمد ملحمة بطولة وأسطورة إحسان .

إب نيوز ٢١ يناير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاء الكبسي

الشهيد أحمد محمد أحمدالكبسي زاده الرحمن هدى فازداد وعيّاً وإيماناً بما وعد الرحمن عباده المخلصين ،تشربت نفسه نهج الثقافة القرآنية،وتعبدت ناصيته في محاريب الجهاد،فحرر نفسه من حب الحياة فآثر حب الله على كل هوى فمضى في سبيل الله بكل شجاعة واستبسال ، وجعل من نفسه شمعة تحترق ليحيا الآخرون ومن عظامه جسرا ليعبر الأخرون إلى الحرية والكرامة ،إستقر في نفسه حب الله وحب الجهاد وإعلاء كلمة الحق، فحمل هم الوطن وهم الأمة فكان للشهيد -سلام الله عليه- في هذا الزمان دورا ًوموقفا ًأبى الضيم والانكسار، رجلا اختزل آلاف الرجال في شخصه العظيم ،فكل قطرة دم منه سقت نخيل الوطن فارتفع شامخا ً، وكسرت قيود كل الطواغيت، صدق ماعاهد الله عليه فطلق الدنيا الوضيعة واتجه مجاهدا ًصادقا ًشامخا ًنحو جبهات العز والشرف والبطولة، فكان خير القدوة لمن بقي خلفه أو ارتحل بعده..

تحدث أخو الشهيد عن الحافز لانطلاقة الشهيد أحمد قائلا: كان الشهيد أحمد سلام الله عليه متدينا يحمل صفات إيمانية لذلك فالمسؤولية الدينية هي من أبرز الدوافع التي جعلته يتحرك للجهاد في ميادين الجهاد سواء هنا في صنعاء من خلال عمله أو في جبهات العز والشرف والبطولة، كذلك رؤيته للمجازر الوحشية وقصف المدارس والمباني والمساجد والمستشفيات والأسواق وكل البنية التحتية من قبل العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي ، فكان من السباقين المنطلقين للجهاد فكان يقول: ” لا أحب أن اتخلف عن الجهاد”وكان يقرأ هذه الآية {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله….}
كل هذا حفز الشهيد للتحرك في سبيل الله بكل همة وعزم وشجاعة واستبسال.

وواصل أخو الشهيد حديثه عن كيفية إنطلاقة الشهيد سلام الله عليه قائلا : أنا لا أبالغ حين أقول عن الشهيد أحمد بأنه تميز بصفات نادرة جدا كالحكمة والذكاء والفطنة والقول الرشيد،هذا الكلام لايقلل من مكانة وعظمة بقية الشهداء سلام الله عليهم فقد جُسدت فيه هذه الآية:”اتقوا الله ويعلمكم الله” ولأنه كان من المتقين المخلصين أتاه الله علما وحكما من رأسه إلى أخمص قدميه ، أنطلق الشهيد أحمد مع الشهيد ماجد ابن عمي انطلاقة كلها استشعار للمسؤولية ،فكان مقداما شجاعا لم يتوانى أبدا أويتواهن عن الذهاب للجبهات بل كان دائما من السباقين المنطلقين لدرجة أن إصابته في أحدى المرات لم تثنه عن الجهاد ،فكان يدعو الله دائما ويرجوه بأن يتقبل عمله، للأسف لم نتعرف على عظمته إلا بعد استشهاده من خلال حديث رفاقه في درب الجهاد وسرد القصص الكثيرة عن شجاعته واستبساله وايثاره واحسانه .

ثم واصل أخو الشهيد حديثه عن أبرز صفات الشهيد فقال : الشهيد أحمد اتصف بالأدب والورع والاخلاص في كل عمل، والذكاء والفطنة فكان حكيما في تصرفاته وكان يحرص أشد الحرص على الصلاة وقيام الليل، وكان طيب القلب رحيم محسن لكل الناس فمن أبرز صفات الاحسان فيه كثرة الإنفاق والإحسان لأسر الشهداء والأسر الفقيرة من جيرانه وأصدقائه، فكل رزق يأتيه ينفق منه مطبقاً لقوله تعالى:”ومما رزقناهم ينفقون”، فكان ينفق للجبهات أيضا ويشارك في إعداد وتجهيز المقاتلين وتمويل الجبهات من مال ومونة رصاص ، لقد كان يؤثر الآخرين على نفسه ولوكان به خصاصة فقبل أن ينطلق إلى أي جبهة كان يقوم بمواساة عدة أسر فقيرة، لدرجة أنهم قالوا “لولا أن الشهيد أحمد يأكل ويشرب لقلنا أنه من الملائكة”،ومن احسانه أيضا أنه كان يعطيني بعض من المال وكنت أرفض أن آخذه وأقول له الحمدلله معي مايكفيني،ولكنه كان يؤثرني على نفسه فيترك المال عندالباب قبل رحيله إلى الجبهة، ويتصل بي ويقول: ” تركت لك المال عند الباب انزل لأخذه”،كان سلام الله عليه كثير الإحسان لأهل البيت وخاصة أنا، فقد كنا كالتوأم بل كالجسد الواحد يشعر كلا منا بالآخر،لم نكن نفترق إلا عندما كان يذهب للجبهات، كان إذا تأخر في عمله أتصل له أين أنت من أجل أن نقرأ أحدى ملازم سيدي حسين رضوان الله عليه ونتناقش، وهو كذلك إذا تأخرت في عملي يتصل بي،كان لدرجة إذا جاء من ميادين القتال بعد عدة أسابيع وهو متعب يخصص لي الوقت لنقعد معا رغم عمله وانشغاله .

ثم واصل أخو الشهيد حديثه عن كيفية استشهاد الشهيد قائلا: شارك الشهيد في عدة جبهات فقد شارك في جبهة البيضاء في جبل النار، و جبهة الساحل، وجبهة الحدود في عسير وفيها استشهد، كان الشهيد في جبهة عسير يُجسد العزة والرفعة التي أرادها الله لعباده لست أقلل من تضحيات الشهداء سلام الله عليهم فكلهم شهداء، ولكن للأمانة هذا ماذكره رفاقه عندما سردوا لنا قصة استشهاده ،لقد كان الشهيد قائد للمجموعة الأمامية في جبهة عسير حوالي خمسة أشخاص، فكان الشهيد في الصفوف الأولى فعندما زحف العدو بشكل مكثف وعنيف حوالي الساعة العاشرة طلب أحد رفاقه منه الرجوع للصفوف الخلفية لأنها مُؤمّنة اكثر من الجبهة الأمامية،ونظرا لتكالب العدو عليهم ،ولكن الشهيد أحمد رفض وقال: “لايمكن أن نتراجع والعدو أمامنا ونفتح للعدو أي ثغرةأو فرصةللتقدم، فمسك بندقيته واخذ يواجه الزحف هو ورفاقه ويصدونه،فجاءت للذي بجانبه طلقة لبدقيته فتعطلت، ولكن الشهيد استبسل بكل شجاعة ونكل بحوالي 86منافقا، فكان رفاقه يقولون ياابو أحمد وطي رأسك وانت بتركب القرن ولكنه ظل شامخا رافعا رأسه أبدا ماانحنى ثابتا كما قال تعالى:”وإذ يوحي ربك للملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا”، استشهد حينها الشهيد إثر طلقة قناص غادرة هو واحد رفاقه ونال ماكان يتمناه، والحمدلله أنهم صدوا الزحف ونكلوا بإعداءالله أشد التنكيل.

وواصل أخو الشهيد حديثه عن بعض من مواقفه الخالدة قائلا: كان للشهيد موقفا عظيما جسد قوة ايمانه وارتباطه القوي مع الله،فعندما جرح أحد رفاقه قبل الزحف المكثف أخذه أحمد وضمه إلى صدره وتواصل بالمدد من أجل إسعافه، وأخذ الشهيد أحمد يتلو عليا آيات من القرآن الكريم حينها كنت لااشعر بأي وجع واشعر بالطمأنينة والسكينة وعندما كان يتوقف الشهيد أحمد من التلاوة كنت أشعر بالوجع فأقول للشهيد ياابو أحمد أقرأ لي فيقرأ لي فيختفي الألم واشعر ، واستمر الشهيد يتلو عليا لثلاث مرات، وعندما وصلت للمستشفى أخبرني الطبيب قائلا لا إله إلا الله الرصاصة ابتعدت عن القلب ثلاثة سنتيمتر،فقلت حينها والله إنهابركة تلاوة أبو أحمد سلام الله عليه،هذا ما اخبرنا رفيقه الجريح عندما جاء عندنا بعد استشهاد اخي أحمد-سلام الله عليه، كذلك أذكر أنا موقفا مع الشهيد أثر فيني كثيرا، الموقف هو أني في إحدى الأيام عندما كان أخي في الجبهة وكنت نائما ولا أعلم بموعد مجيئه من الجبهة ،أذكر في ذلك اليوم أني نهضت من نومي لأفتح ستارة النافذة حينها شاهدت أخي في الشارع عائدا من الجبهة، هرولت مسرعا لأفتح له الباب، فاستغرب وسألني هل أحد أخبركم اني سأعود الليلة؟
قلت له والله مالي علم وكأنهم جنود الله (ملائكته) أيقضوني من عز نومي لأفتح لك ،فتبسم فأردت احتضانه فقال: لاتحضني فرائحتي عرق وتراب قد لي خيرات في الجبهة، ولكني احتضنته وكانت رائحته مسك وعنبر سبحان الله!، هذا الموقف أثر فيني كثيراً جلست بعده ثلاثة أيام أسبح الله واستغفره،وافكر في الموقف،حينها أيقنت بأن أخي أحمد ولي من أوليائه، زكيت نفسه وطهرت لكي تكون له مثل هذه الكرامات.

من جانبه تحدث والد الشهيد عن ابنه الشهيد قائلا:
الولد أحمد رحمة الله عليه وجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء
كان منذ نعومةأظفاره طاهراً تقياً كريماً مميزاً بين أقرا نه وكان ورعاً ذو عقل راجح، قدم روحه الطاهرة في سبيل الله ضد إعداء الاسلام رغم أنه كان حديثاً بالزواج ولديه عملاً مرموقاً،وقد شارك في معظم الجبهات ولعدة سنوات حتى رضى الله عنه ووفقه بالشهادة وذلك في الحدود بعسير ، كذلك كان براً بوالديه،وهذه شهاده لله بحق هذا المج%D

You might also like