حيا بملطام في سبيل الله
إب نيوز ٢٢ يوليو
مرام صالح مرشد
نعم كثرت الأبواق العدائية والكاذبة، كثر الذين يبغَون أن يُطال الباطل على الحق، مع علمهم بباطلهم، لكن ذلك قد يأتي لعداء أشخاص معينة فيكون ذاك العداء معادياً للحق، بقول كلمة وإصرارهم عليها تتنافى مع كل حق، فتتعالى تلك الأصوات المصاحبة للباطل ولا تشعر بالعياء ولا بالحياء، تظل تصب كل مالديها من باطل ولا تريد من الناس اسكاتها، وكأنهم كما نقول باللهجة العامية (ميزابي) الذي يكون على سطح كل منزل فحين هطول المطر يتسرب الماء من هذه الفتحة فلا يهم أن تكون المياة راكدة أم نقية فالغرض هو الإفراغ، كذلك هو الحال عند هؤلاء الذين يصبون أقوالهم ولا يبالون بها أكانت حقيقية أم وهمية، ولكنهم يجزمون بحقيقتها!
كم تلقينا من هذه العينة من الناس، ولكنّا لم نقف متفرجين، بل اسكتناهم وحاولنا إقناعهم ومناقشتهم مناقشة قرآنية، فكان منهم من أساتذتنا وأستاذاتنا، ودكاترتنا في الجامعة بقولهم وإصرارهم على مايقولونه رغم وضوح باطله إلا أنني شخصياً واجهتهم وناقشتهم ولكنهم كانوا يتعاملون مع من يقول كلمة حق بالدرجات الدراسية تلقائياً بدون إصغاء لنا ولأي رأي، ومع ذلك لم أشكُ لأحد فما الفائدة من درجات الدنيا إن لم تتعالى عليها درجات الآخرة؟
بل كان ينتابني الضحك، والرحمة لكل تلك العقول المقفلة التي أبت إلا أن تظل على جهلها، ومع ذلك كنت أنا ومن معي بفضل الله من الحاصلات على درجات عالية والحمد لله، وكان الكثير يصابون بالدهشة: من أين لهم هذه الدرجات؟ وحمداً لله كان توفيقاً إلهياً، ويتساءلون كيف تدخلوا بنقاش (سياسي) كما يسمونه مع دكتور في الجامعة ولا تخشوا من نقصكم في الدرجات؟ فقلت: ما يسكت عن الحق إلا الشيطان، وإن كان في ذلك نقص في درجاتنا لأننا قلنا كلمة حق من أجل إعلاء كلمة الله، (فحيا بملطام في سبيل الله).
نحن في مرحلة لا يجب علينا السكوت، ولا الجمود كالصخور الذي لا تحرك ساكناً، بل على الجميع أن يتحرك من جهته حتى وإن لاقى عوائق فما بعد ذلك إلا تدخل إلهي منصف، قاصم لجباه المتكبرين، يجادلوننا بباطل وحينما نذكرهم ونجادلهم بآيات قرآنية يقولون: (لاتدخلوا في سياسة أنتم طلاب وجيتوا تدرسوا)، نعم أتينا لنتعلم، وغيرنا أتى ليتعلم، فلا يحق لنا أن نكتم مانعلمه بل يجب علينا إبلاغ الجميع ماتلقينا من علم، لا لن نشكل جبهة عدوانية سواءً في المدارس أو الجامعات بل بالحسنى كلاٌ من جانبه وفي مجال عمله، وكلما كان الكلام هادئ وجذاب كلما كان الإقبال أكثر على ماسيتم طرحه وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى البعض، وكلما كان الكلام بعنجهية وصراع وكأنهم في حلبة مصارعة فلا جدوى في ذلك، حتى وإن أتيت من كل الجوانب لن تلقى ثمرة لما تريد إيصاله، فكما يُقال في المثل الشعبي: (الكلمة الطيبة تكسر العودي اليابس)، فما علينا هو التحلي بالصبر والنصح بالكلام الطيب حتى تتضح المفاهيم الغامضة لدى البعض.
نعلم اليوم بأننا منبوذين لدى البعض حينما يرون الشعار ولواصق بصور الشهداء أو السيد القائد على هواتفنا، ففي مرة من المرات أيام الامتحانات مشيت أنا وزميلتي بالجامعة إلى أن افترقنا لتذهب كلاً منا لكليتها، فدخلت زميلتي قاعة الإمتحان وجلست في مكانها مستعدة لحل الإمتحان، فجاء من يوزع ورق الإمتحان ولاحظ ذاك الأستاذ أن زميلتي كانت تحمل كيساً عليه شعار الصرخة وقد أعطاها ورقة الإمتحان متنقلاً بين الصفوف ليكمل توزيعه، وحينها عاد خطوة للخلف وأخذ ورقتها ومزقها أمام الجميع واعتلى صوته أمام الجميع: (أخرجي من القاعة)، الطالبة: (مالكم يا أستاذ؟ مافعلت؟)، ولكن الأستاذ يحدق إليها بنظرات وكأ