الكل مسؤول..

إب نيوز ٢ سبتمبر

د/ زياد بن عبدالكريم النوعه

الكل مسؤول.. وكلُ حارسٍ لثَغرهِ بطلْ .

ان الاسلام الذي دعى اليه محمد ابن عبدالله عليه الصلاة والسلام ، هو ذاك الاسلام الذي يقوم فيه كل فرد في المجتمع بالعمل على موهبته التي ميزه الله بها، او على ذاك العمل الذي يتقنه ويجيده ، هو ذاك الاسلام الذي يقف فيه الفرد المسلم على الثغر الذي يقوى على حراسته ، هو ذاك الاسلام الذي ربى عقولاً ادركت انه لا تستقيم الحياة، ولا تبناء المجتمعات إلاّ بالرجل المناسب في المكان المناسب ، إنه ذاك الاسلام الذي غرس في عقول معتنقيه أنّ كل انسان ميزه الله بصفة مختلفة عن غيره ، وان سبل الحياة الراقيه، الكريمه ،العزيزة، القويه ، هي باتحاد كل تلك الصفات المختلفه المقسمة على الخلق ، نعم ايها الاخوة،– فكما أنّ هذا الدين احتاج الى سيف خالدا ابن الوليد البتار في المعارك ، كان في مرحلة ما يحتاج الى تلك الابيات الشعريه من حسان بن ثابت ليهجوا بها المشركين في معركة الهجاء والكلام، وكما أن ذو الفقار للإمام عليّ كرم الله وجهه قد تصدى لعمر ابن عبد وود، وكذا مرحبْ كان قد احتاج الى دهى عمر ابن العاص ، وتعليم مصعب ابن عمير ، وحفظ ابو هريره ، وكما ان شدة وحزم وصارمة الامام عمر بن الخطاب رضي عنه كان لا بد من لين وحلم عثمان بن عفان رضي عنه ، وعلى هذا الامر قس بنفسك ،…،،كيف ان كل انسان يحمل صفة يجب عليه ان يستخدمها في الثغر الذي تحتاجه امة الاسلام بها ، فكل فرد باالامة مسؤول ورب الكعبه بحراسة الثغر الذي يقدر عليه، ولا تسقط عن احد المسؤليه ، وعليه ان يحرسه بكل ما اؤتي من قوة ، وان لا يستصغر الثغر الذي يحرسه ، او يصاب بالغرور بأن ثغره اهم من غيره، لا ،،،فهذا الدين تكامل بين اتباعه ، لا تنافس وتفاضل،
فالأبُ في كفاحهه على رزق اولاده وتعليمهم هو على ثغر ، والأمُ في بيتها على ثغر لأنها صانعة الرجال الابطال ، والمُعلم في صفه هو في اقوى واهم الثغور لأنّ الأمة الجاهله يسهل ضياعها و قياداته الى الهاويه بدون عناء ، والشباب المسلم هم على ثغور كل بما اودعه الله فيه من خصائص ، فلا نهضة للامة إلاّ بالكتافل والتعاون في تشيد أسُس البناء الصحيح ، وتوعية كل فرد بالأمة انه يقوم بحراسة ثغر من ثغورها ، وياخسارة وهزيمة وعار فرد اوتيت الامة من ثغر يقوم على حراسته..

You might also like