في ميدان كربلاء
إب نيوز ٤ سبتمبر
الحوراء أحمد
في هذا الميدان المليئ بأحداث قد تصم المتكلم لقوتها وعظمتها، فيُصم ورأسه منحني لتلك الأحداثه العظيمة (تضحيهٌ، وفداء، عطاء، و مأتم، حزن، ودماء، أروحٌ تُزهق، وباطل يضحك،)
في ميدان كربلاء وجد الأخ الذي يكون سندٌ لك في كل وقت، وجد العباس قمر بني هاشم، قطيع اليدين، محروم الماء، أثير نفسيه لأخيه،
في ميدان كربلاء وجدت الأم شبيهة أم موسى، تلقي ابنها في كربلاء كي يُنجى من نار جهنم، لتدفع به الي ميدان الجهاد وترفض عودته حتى يستشهد مع ابن بنت رسول الله، ليكن موقفها حين حُز رأسه وقُدم اليها، كلمات هي (نحن لانسترجع شي بذلناه في سبيل الله) ورمت برأسه اليهم،
في ميدان كربلاء وجدت الزوجة التي دفعت بزوجها الي كربلاء، وحين رأته شهيداً اتت اليه تسأله هل ستكون زوج لي في الجنة، فاذا بروحها تلحقهُ عند رأسه، بضربةٍ في راسها من عدو قتلها دون رحمه.
في ميدان كربلاء، بقي نسل محمد، بشخص كان المرض قد أتعب بدنه ،بقي زين العابدين،
حليف القران ،زين العبادة قوي الارادة عظيمُ الثقه، سميحُ كريم، خطيبُ بليغ،
ظل محرم تلك النسوة التي أُنتهك حرمتهن وأُحرقن خيامهن،.
في ميدان كربلاء كانت الأحزان بعد المعارك العظيمة تهز أفئدة تلك اليتيمة، وتلك الأرملة، وأم فقدت ولدها، حزن مع مشيٌ بالاقدام من بلدٍ الي بلد، محرومات من الماءِ والزاد،
في ميدان كربلاء، تُرك جسم الحسين بلا رأسٍ في قاحلةِ أرضٍ أرتوت بدمائهم، تركت كل تلك الأجسام السماوية مسكنها، دون دفن فترة من زمن،
في ميدان كربلاء زينب تصيح وااااحسيناه وااااقلة ناصرة، وتكرر ربنا تقبل منا هذا القربان، وصوتُها يهزهُ رجفات الألم لِما تراه، تدعو بصوتٍ شحيب بالبكاء، اللهم أن كان هذا يُرضيك فخذ حتى ترضى، دموع الفراق لم يكسر إيمانها، فتلك غريزةُ الإنسان بالحُزن والدمُوع، وذاك الإيمان في الشدائد صُبور،
في ميدان كربلاء أُخذت من قال الله فيهن (لسُتن كأحدٍ من النساء) أسرى مُكبلاتُ الأيادي،
تُرك ميدانُ كربلاء ممن كان فيه وبقى بتلك الأجسامُ الطاهرة ترِفُ فوقها نسيمُ الانتصار لدين محمد صلوات ربي عليه وآله،
فعن أي ميدان نقارن يا أمة محمد،
في هذا الميدان وجد فيه الكثير الكثير من الأحداث،
ميدان كربلاء تكرر من جديد في أرض الحكمه والايمان، ووجد فيها ما وجد في كربلاء الحسين
وفي نهاية كل ميدان كربلائي، بتربة مروية بدماء الشهداء، شجرةُ النصر، والتمكين وإعلاء كلمة الله..
وما النصر الا من عند الله…..