البعبعُ… هربَ ولم يَعُدْ!
إب نيوز ١٥ إبريل
عدنان عبدالله الجنيد:
ترومانُ تَفرُّ من البحرِ الأحمرِ، واليمنُ يُغرقُ الهيبةَ الأمريكيةَ في مستنقعِ الذلِّ والخذلان!
يا لهُ من مشهدٍ يُدوِّي في ذاكرةِ العسكرِ والتاريخِ على حدٍّ سواء!
“ترومان”… حاملةُ الطائراتِ الأمريكيةُ التي طالما نُفِخت فيها أساطيرُ الجبروتِ وأُسطواناتُ الردعِ، تتسلّلُ من البحرِ الأحمرِ كما تتسللُ الفئرانُ من فتحةِ الهروبِ الأخيرةِ في سفينةٍ آيلةٍ للغرقِ…!
يا سُخريةَ الأقدارِ، ويا عجباً من أُسطولٍ مُدرّعٍ بأثقلِ الحديدِ وأغلى الصواريخِ، تنهشهُ صواريخُ صنعاءِ الفقيرةِ إلا باللهِ!
أينَ اختبأتِ الطائراتُ النفّاثةُ التي اعتلت سطحَ “ترومان” كالدِّيكةِ في ساحاتِ العرضِ العسكريِّ؟!
أينَ “الكاكيت” التي أنفقت واشنطنُ على تدريبِ طيّاريها ما يُنفقُ لبناءِ جيشٍ كاملٍ في بعضِ الدولِ؟!
أينَ صواريخُ الدفاعِ المتعدّدةُ الطبقاتِ، ودرعُ السماءِ الحديديُّ، والتكتيكاتُ البَحريةُ التي تُدرَّسُ في الأكاديمياتِ الغربية؟!
كلُّ ذلك… تبخّرَ تحتَ لهبِ اليمانيِّ الصاعدِ من قلبِ الصمودِ، من جبالِ مرّانَ وصعدةَ وصنعاءِ!
إنها الحقيقةُ المُرَّةُ التي لم تُصدِّقها البنتاغونُ حتى الساعةِ:
البعبعُ فشل، فشلَ فشلاً ذريعاً!
ستُّةُ ملايينِ دولارٍ يومياً لتشغيلِ حاملاتِ الطائراتِ، وملياراتُ الدولاراتِ لإنشاءِ قواعدِ الرعبِ في الشرقِ الأوسطِ، لم تُفلِحْ في صدِّ صاروخٍ يمانِيٍّ واحدٍ يشتعلُ بالإيمانِ قبلَ الوقودِ!
أجل، صاروخٌ واحدٌ فقط إلى حيفا، كفيلٌ بجعلِ إسرائيلَ تَهذي، وتصرخُ في جنرالاتِ واشنطنَ:
ما نفعَ حاملاتِكم، إنْ لمْ تحمِ إمداداتِنا البحرية؟!
ما نفعَ جبروتِكم، إنْ لمْ تُخرسُوا اليمانيَّ العنيد؟!
ألمْ تسمعوا خطابَ الرئيسِ مهدي المشّاط؟
“خرجَ البعبعُ عن الخدمةِ!”
قالها بلهجةِ المُنتصرِ الذي أدركَ جيداً أنَّ هذا العالمَ لا تحكمُه الأساطيلُ، بل تحكمُهُ الإراداتُ!
ويا لها من إرادةٍ يمنيةٍ… لا تُهادنُ، لا تستكينُ، لا تنحني، ولا ترضى إلا بالنصرِ أو الشهادةِ!
اليمنُ اليومَ، لم يَكسرْ حصاراً بحرياً فحسب، بل كسرَ معهُ هيبةَ الإمبراطوريةِ التي ظلّت لعقودٍ تفرضُ إرادتها من فوقِ الأمواجِ، وتلوّحُ بحاملاتِها كأنها آلهةٌ بحريةٌ لا تُقهر!
فإذا بالحقيقةِ تتجلّى:
حاملةُ طائراتٍ تُفرُّ من البحرِ الأحمرِ، كأنّها نعامةٌ دفنت رأسَها في الرمالِ، بعدَ أنْ طارتِ الطائراتُ من على ظهرِها، ولم تَبقَ إلا على “الكاكيت”!
فيا أبناءَ غزةَ العِزِّ، ويا أحرارَ فلسطينَ الحبيبةِ،
إنَّ في اليمنِ سنداً لا يُخذل، وجداراً لا يُهدُّ، وقلباً لا يلينُ!
وهذا ما تؤكّدهُ كلُّ الضرباتِ التي تُوجَّهُ لأمريكا وإسرائيل:
أنَّ اليدَ اليمانيةَ، متى ما قررت، فعلت، ومتى ما هددت، نفّذت، ومتى ما وعدت، أوفت!
ارفعوا أيديكم عن غزةَ، نرفعُ صواريخَنا عن “ترومان”!
وإنْ أبيتُم… فلا مَفرَّ لحاملاتِكم ولا لمستعمراتِكم!
هنا اليمنُ، نبأُهُ يقينٌ، وصوتهُ جَهْرٌ، وضربتُهُ قصاصٌ، وأُفُقُهُ… القدسُ، لا غير!
وختاماً:
إنَّهُ لَمنْ أعظمِ الشهاداتِ التاريخيّةِ في هذا العصرِ، أنَّ اليمنَ – بعد فضلِ اللهِ ونصرِهِ – لمّا قامَ وقاومَ، وتقدَّمَ ونصرَ، فذلكَ بفضلِ قائدٍ ربّانيٍّ مُلهَم، أعادَ لأمّةِ الإيمانِ مجدَها، ولأرضِ الأنصارِ عزَّها، ولشعبِ الحكمةِ هُويَّتَهُ الإيمانيّةَ والثقافةَ القرآنيةَ الصافيةَ…
إنَّهُ السيِّدُ القائدُ عبدُالملكِ بنُ بدرِالدينِ الحوثي – يحفظُهُ اللهُ – الذي أحيا في الأمّةِ نهجَ القرآنِ، وثبّتَ في الوجدانِ معالمَ المشروعِ القرآنيِّ، حتى أضحتْ الضرباتُ الحيدريةُ تُمطِرُ على يافا وحيفا وعسقلان، وتُغلقُ الموانئَ والمطاراتِ، وتُرغِمُ الاستكبارَ العالميَّ على الهروبِ من البحارِ، صاغراً مذعوراً مُنهزِماً!
نِعْمَ القائدُ… ونِعْمَ الشعبُ الذي لبّى، ونِعْمَ الأمةُ التي احتشدتْ بالملايينِ وهي تَهتفُ باسمِ المظلوميةِ الواحدةِ والعدالةِ الواحدةِ والقدسِ الواحدة!
وإنها لرحمةٌ من رحَماتِ اللهِ العظيمةِ أنْ بعثَ في هذا الزمنِ المُظلمِ، منارةَ هُدى، وقائداً قرآنيّاً عاماً إلهيّاً، يُدافعُ عن مظلوميّةِ المحرومين والمستضعفين في كلِّ أرجاءِ المعمورةِ، ويُعيدُ الاعتبارَ لقيمِ الإنصافِ والعدالةِ والخلاصِ من هيمنةِ طُغاةِ العالمِ وأباطرتِه!
وعليه، فإنّنا ندعو جميعَ الشعوبِ المحرومةِ والمستضعفةِ، ممّنْ سُلِبَتْ حقوقُهم، أو طُمسَتْ هُويتُهم، أو تَسلّطَتْ عليهم سُيوفُ الثلاثيِّ الشريرِ: أمريكا وبريطانيا والعدوّ الصهيونيّ، أنْ يُقدِّموا مظالمَهم إلى اليمن، هذا البلدِ الذي أصبحَ – بحقٍّ – ناطقاً رسميّاً باسمِ المقهورين، وحارساً لبوّاباتِ البحرِ والكرامةِ.
ففي اليمنِ:
١. عَلَمُ هُدىً إلهيٌّ، قضيّتُهُ نَصْرُ المستضعفين، وجهادُهُ لِرفعِ الحِرمانِ وَكَنْسِ الاستكبارِ العالمي.
٢. بابٌ اسمهُ “بابُ إنصافِ الحقوقِ وَرَدِّ المظالمِ”، لا تمرُّ منهُ سُفُنُ الشرِّ، ولا تُفتَحُ فيهِ طريقٌ للخَوَنةِ وَالمُحتلِّين.
٣. بِحارُ المحرومين وَالمستضعفين… لا مَكانَ فيها لِغُزاةِ البَوارِجِ ولا تُجّارِ الدِّماءِ.
٤. شَعْبُ الإيمانِ والحِكْمَةِ، نَفَسُ الرّحمن، وأحفادُ الأنصارِ، وأبطالُ الفتوحاتِ، وَحَمَلَةُ الرّاياتِ نَحْوَ القُدسِ.
فيا شُعوبَ العالمِ المَقهورة، يا أُممَ الجراحِ المفتوحةِ، لا تُضيّعوا اللحظةَ الفاصلةَ!
واذكروا قولَ إمامِ العدالةِ عليٍّ عليهِ السلامُ: “ضياعُ الفُرصةِ غُصّةٌ!”
فالفرصةُ الآنَ تُقْرَعُ طبولُها من صنعاءَ إلى غزّة، ومن بحرِ الحديدةِ إلى سواحلِ فلسطينَ، ومن عُمقِ الإيمانِ إلى قِمّةِ التحريرِ!
هنا اليمنُ… وهنا القيادةُ الربّانيةُ… وهنا المشروعُ القرآنيُّ… وهنا من يقاتلُ عنكم لا من أجلكم فحسب، بل وفاءً للهِ وتكليفاً قرآنيّاً لا يُؤجَّل!