الاستثمار البشري: محور التنمية
الاستثمار البشري: محور التنمية
إب نيوز ١ مايو
محمد صالح حاتم.
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي والاقتصادي، تبقى الثروة البشريةهي العامل الأهم في بناء الأمم وتقدمها. فالدول التي استثمرت في الإنسان، وحسَّنت من تعليمه ومهاراته، هي التي حققت قفزات تنموية مذهلة، بينما ظلت الدول التي أهملت هذا الجانب تعاني من التخلف والتبعية.
الإنسان هو أغلى مورد تمتلكه أي أمة، فهوا لمحرك الأساسي للاقتصاد وهو صانع التكنولوجيا.
فبدون الاستثمار في الإنسان، تصبح الموارد الطبيعية (مثل النفط والغاز..والزراعة، والاسماك والمعادن ) عديمة الفائدة، لأنها تحتاج إلى عقول مدربة وخبرات قادرة على توظيفها بشكل صحيح.
التعليم ليس مجرد عملية تلقين معلومات، بل هو صناعة العقول، وبناء الشخصية القادرة على الابتكار والتطوير. الدول التي أدركت هذا حققت معجزات تنموية
فسنغافورة من الدول الفقيرة وكذلك اليابان لاتمتلك موارد والمقومات اقتصادية ولكنها حققت نهضة اقتصادية كبير فقد
ركزت على التعليم الجيد، واستثمرت في البحث العلمي وجذبت العقول المبدعة.
والبداية تكون من إصلاح التعليم،و تحويله من تعليم تلقيني إلى تعليم إبداعي
، ربط المناهج باحتياجات سوق العمل، تدريب وتأهيل الكوادر، دعم التدريب المهني والتعليم التقني، تشجيع البحث العلمي، تمويل الجامعات ومراكز الأبحاث، تحفيز المواهب، دعم المبتكرين ورعاية الأفكار الجديدة.
التجارب الناجحة أثبتت أن الاستثمار في العقل البشري، هو الطريق الوحيد للنهضة. فالدول التي تملك الموارد البشرية المؤهلة، قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والفقر إلى اثريا، والتخلف إلى تقدم. والمثل الصيني يقول:( لو كان لديكم طفلان وقطعة ذهب واحدة، فاستثمروا القطعة في تعليم الطفلين، لأن الذهب ينفد والعلم يبقى)
لذا، يجب أن يكون الاستثمار البشري هو الأولوية الأولى لأي دولة تطمح إلى التقدم والريادة، فالأنسان هو الثروةالحقيقية التي لا تنضب، وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق التنمية والازدهار،.
فمتى سنبداء بالتفكير في الاستثمار البشري لنحقق النهضة والتنمية والبناء التي نسعى لتحقيقها لبلدنا؟