إب نيوز ٤ مايو

عبد الباري عطوان

ان يصل صاروخ فرط صوت يمني الى قلب مطار اللد (بن غوريون) وينفجر قرب صالة للمسافرين، ويوقع عشرات الضحايا وسط تكتم إسرائيل متعمد، ويرسل الملايين من المستوطنين في حالة من الرعب والهلع الى الملاجئ، وتعلن عشر شركات طيران عالمية وقف رحلاتها كليا وفورا الى تل ابيب، فهذه نقطة تحول مشرقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، واعجاز عسكري للوحدات الصاروخية في الجيش اليمني، مضافا الى إنجازاته الأخرى في إعطاب حاملات الطائرات الامريكية ومدمراتها، وإغلاق البحر الأحمر وباب المندب في وجه الملاحة الاستعمارية، وربما قريبا جدا مضيق هرمز وجبل طارق.

***

هذا الصاروخ الفرط صوتي “المبارك” قد يغير كل معادلات الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وينسف اسطورة الغطرسة والتفوق الإسرائيلي، ويجعل الشهداء من فلسطين المحتلة يفركون أيديهم فرحا في جنات الخلد بإذن الله، وهذه أسبابنا:

  • اولا: ان هذا الصاروخ الذي يحمل اسم “فلسطين 2″، وجاء انتصارا للمظلومية الفلسطينية، ورفضا للإبادة في قطاع غزة حسب ما جاء في بيان العميد يحي سريع الناطق باسم الجيش اليمني الصادر اليوم، هذا الصاروخ يؤكد انه لا توجد منطقة في دولة الاحتلال آمنة او بعيدة عن القصف الصاروخي والمسيّراتي بعد اليوم.

  • ثانيا: فشلت جميع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطورة جدا وتضم صواريخ حيتس، وثاد الامريكية، والباتريوت، والقبب الحديدية، في اعتراض هذا الصاروخ وإسقاطه، مما يعني عمليا انه متطور جدا، ويستعصي على الاعتراض، وتقف خلف تصنيعه والاشراف على اطلاقه عقول يمنية عربية إسلامية جبارة وموضع افتخار.

  • ثالثا: هذا الصاروخ ليس مستوردا من دول عظمى مثل معظم الأسلحة العربية التي كلفت مئات المليارات، وانما مصنعا، ومجهزا، ومبرمجا، بعقول يمنية، وقد اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذه الحقيقة علنا، وهذا الاعتراف موثق بالصوت والصورة.

  • رابعا: انطلاق هذا الصاروخ يحتل مرتبة السبعين في تعداد الصواريخ اليمنية الباليستية التي وصلت الى العمق الفلسطيني المحتل في يافا وصفد واسدود وعسقلان وايلات، الامر الذي يؤكد ان الشعب اليمني وقواته المسلحة، وقيادته المؤمنة، ما زالوا على العهد، ولن يتخلوا مطلقا عن الشعب الفلسطيني، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي، وفي موقف المتفرج بينما الإبادة مستمرة في قطاع غزة، مثل جميع الحكومات والجيوش العربية، نقولها وفي الحلق علقم.

  • خامسا: إنجاز هذا الصاروخ للمهمة، وقطعه مسافة 2200 كيلومتر في أقل من 14 دقيقة واصابة أهدافه “سيّدرس” في جميع الاكاديميات العسكرية في العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، مثلما سيكون بداية مرحلة جديدة حافلة بالمفاجآت العسكرية المماثلة التي ستخرج من جبال اليمن الشاهقة.

  • سادسا: صحيح ان وصول هذا الصاروخ الى هدفه الاستراتيجي في قلب مدينة يافا المحتلة، أوقع قتلى وجرحى، وأشعل حرائق ضخمة اكدتها سحب الدخان في أجواء المطار المستهدف، وهذا انتصار عسكري غير مسبوق، ولكن الصحيح أيضا، انه هزيمة معنوية ونفسية جدا أصابت العدو الإسرائيلي، وجيشه، ومستوطنيه، مما يبعث الامل في الوقت نفسه في نفوس مئات الملايين من المحبطين العرب والمسلمين، وخاصة الصامدين المقاتلين، المتصديين لحرب الإبادة في الضفة والقطاع وجنوب لبنان.

  • سابعا: قوات اليمن العظيم المسلحة تطلق هذا الصاروخ، وتدعمه “بمسيّرة يافا” التي قصفت اليوم أيضا أهدافا عسكرية في عسقلان جنوب فلسطين المحتلة، تؤكد فشل العدوان الأمريكي وغاراته التي بلغت اكثر من 1300 غارة حتى الآن، واستهدفت صنعاء، وصعدة، والحديدة، ومدن يمنية أخرى، في ترهيب الجيش اليمني وقيادته وحاضنته الشعبية الصامدة الداعمة.

***

هذا اليوم الاحد يوم تاريخي، ومحطة مشرفة في ثقافة المقاومة العربية والإسلامية، في مواجهة محور الشر الإسرائيلي الأمريكي، والفضل في ذلك يعود للدهاء اليمني، ودماء الشهداء التي عمدّت عظمته، واعادت الى امتنا الامل.

اليمن العظيم اصبح دولة مواجهة باختصاره المسافات، وفرض مجاورته لحدود فلسطين المحتلة بالصواريخ الباليستية، والفرط صوتية، والإرادة القتالية والأخلاقية الجبارة، وأصبح ببطولاته هذه، يفضح ما يسمى بدول الطوق، او المواجهة والمساندة العربية، التي تتواطأ مع الاحتلال وحرب الإبادة، وتفتح حدودها على مصراعيها لدعمه بكل احتياجاته من الطعام والغذاء، بل والامدادات العسكرية، ولم تجرؤ على طرد حارس واحد في السفارات الإسرائيلية التي ترفع اعلامها في قلب عواصمها، ولم تستطع ارسال رغيف خبز واحد الى الأطفال الذين يستشهدون جوعا في قطاع غزة.

شكرا لليمن العظيم، وجيشه وقيادته وشعبه البطل، ونبشر نتنياهو مقدما بأن تهديداته بشن ضربات انتقامية متواصلة على اليمن، سترتد عليه هزائم متلاحقة، وستجعل مستوطنيه لا يلجؤون الى الملاجئ فقط، بل سيركبون البحر بحثا عن أخرى آمنة خارج فلسطين المحتلة، تماما مثلما حصل لحلفائه الامريكان وعملائهم في أفغانستان، وقبلها العراق، وفيتنام، فنتنياهو و”عمه” ترامب، لا يعرفان اليمن وإرثه التاريخي الحافل بهزائم الغزاة المعتدين.. والأيام بيننا.