اليمن من الحصار الى فرض حصار على اسرائيل !

إب نيوز ٥ مايو

 

عبدالله بن محمد العسلول:

بيان القوات المسلحة اليمنية الصادر قبل قليل لم يكن مجرد إعلان عسكري، بل نقطة تحوّل في المشهد الإقليمي، تؤكد أن اليمن – رغم الحصار والجراح – قد أصبح لاعبًا فاعلًا ومبادرًا في معركة الكرامة والسيادة، لا تابعًا ولا متفرجًا.

صنعاء لم تطلق صاروخًا وتنتهي الحكاية.

بل أعلنت عن استراتيجية مفتوحة عنوانها: “الحصار الجوي على العدو الصهيوني”، واستهداف المطارات وفي مقدمتها مطار بن غوريون، لم يعد عملية استثنائية، بل نهجًا مستمرًا ضمن رؤية أوسع لإعادة ضبط قواعد الاشتباك في المنطقة.

وفي لحظة تتعرض فيها غزة لأبشع عدوان، ويتوسع الاستهداف ليشمل لبنان وسوريا، اختارت صنعاء أن تكسر الصمت العربي، وأن تكون في الخط الأمامي، لا بالشجب والإدانة، بل بالفعل الصاروخي الحاسم.

وفي مفارقةٍ لافتة، فإن اليمن، الذي طُوّق وجُوّع لأكثر من تسع سنوات، هو اليوم من يفرض الحصار على أحد أكثر الكيانات تسليحًا وتحصينًا في المنطقة.

الرسائل التي حملها البيان كانت واضحة ولا تحتمل التأويل:

•لا طيران آمن فوق تل أبيب،

•لا مطار خارج دائرة النار،

•ولا خطوط حمراء عندما يُذبح أهل غزة وتُستباح أرضهم.

لكن الأهم من الرسائل، هو أن العالم بدأ يتعامل مع صنعاء كقوة قرار،تحذير شركات الطيران العالمية من تسيير رحلاتها إلى “إسرائيل” ليس خطابًا دعائيًا، بل بيان عملياتي من قوة عسكرية تعي موقعها ومسؤوليتها، وترسل إشارات مدروسة لا يُستهان بها في لغة السياسة والأمن الدولي.

ولعل ما يُقلق خصوم اليمن اليوم ليس فقط الصواريخ، بل أن هذا البلد – الذي راهن كثيرون على موته – عاد ليكون قلبًا نابضًا في وجدان الأمة، وعقلًا محسوبًا في معادلات الحرب والسلام.

في هذا السياق، من حقنا أن نسأل – وبكل اتزان – أولئك الذين يزايدون على موقف صنعاء:

من الذي يمثل اليمن حقًا؟

هل هو من يقف في وجه إسرائيل، ويرفع راية غزة وسوريا ولبنان،

أم من كان بالأمس يُهدد أبناء وطنه بالسحل والتنكيل خدمة لمشاريع تل أبيب وواشنطن؟

الكرامة لا تُشترى،

والمواقف لا تُستأجر،

واليمن اليوم حاضرٌ في معركة الأمة، لا ببيانات جامدة، بل بنارٍ تغيّر المعادلات وتفرض الحسابات.

إنه يمن ما بعد الحصار،

يمن يكتب تاريخه من فوق منصات الإطلاق، لا من تحت طاولات التفاوض

You might also like