أمريكا تزود الكيان بالقتل.. واليمن يزود التاريخ بدرس لن ينسى..!!
إب نيوز ٥ مايو
فهد شاكر أبوراس
لم تعد واشنطن تخفي شراكتها في محاصرة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل أنها باتت اليوم تجاهر بذلك وتفاخر على مرأى ومسمع العالم، كما تفاخرت من قبل بمخطط التهجير لهم، وإخراجهم من ديارهم، وتزويد الكيان بما يتقوى به على قتلهم، وحصارهم وتجويع أطفالهم، ومواصلة جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية بحقهم.
المأساة في قطاع غزة اليوم هي أعمق من لغة الأرقام، وتفوق وصف الكلمات، بل انها أبعد ألف سنة ضوئية من بيانات وقمم عربية وإسلامية.
هناك مثل شعبي متداول ومعروف في الأوساط العربية يقول بأن “الجوع كافر” إلا في غزة أصبح الجوع يهودياً، يلتهم الأطفال والكبار والنساء، ويقتطف أرواح الجميع باستمرار ومن دون توقف.
تتردد التساؤلات من غزة عن حال الأمة العربية والإسلامية من حولها، المعقود لسانها وضميرها عن إجابة نداءات الغزيون المستمرة واستغاثتهم.
اليوم وبعد مضي شهرين ونيف على جريمة اغلاق المعابر، واطباق الحصار، وما تلاه من استئناف صهيوني أمريكي لجرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية في غزة، واستمرار تدفق شلال الدم فيها من دون توقف، والأطفال فيها يتضورون جوعاً، والمرضى لا يتلقون العلاج، والناس يموتون أو يُستشهدون جراء القصف الصهيوني، في جرائم إبادة جماعية ومجازر وحشية مفتوحة بلا أفق ولا نظير في تاريخ المعارك والحروب، تكتفي الأمم المتحدة بالدعوات الخجولة فقط لفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة، من دون احداث أي موقف عملي من أجل ذلك.
وفي خضم استمرار الحصار والجوع والقتل في قطاع غزة، وفي ظل تنامي الخذلان العربي والإسلامي للغزيون، يخط اليمن بأحرف من نور تاريخا جديدا للمنطقة، ومعنى حقيقيا للعزة والكرامة، فمن بين أنقاض المدن المحاصرة ينهض رجال استطاعوا إعادة تعريف المعادلة العسكرية، وحولوا الضعف الظاهري إلى قوة روحية وعملية تحير العقول، وبإمكانيات بسيطة نجحوا في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة رعب لقوى الشر والإستكبار العالمي، وأجبروا أساطيلها على الترنح أمام زوارق الإيمان، وحولوا الأراضي المحتلة في فلسطين إلى بيت رعب أكثر ما تضج فيه هي صافرات الإنذار.
إن كل ضربة يمنية اليوم لا تعد مجرد عملية عسكرية، بل هي بيانا صاخبا في وجه العالم، بأن زمن الهيمنة الأحادية قد ولى وانتهى.
لذا فإن هذا القصف الأمريكي البريطاني الهستيري على رؤوس المدنيين في اليمن، يكشف أوراق الغرب الكافر وبشكل مهين، فبينما تعلن واشنطن اليوم عن انتصارات وهمية، تعجز صواريخها وطائراتها عن كسر إرادة شعب تعهد ألا ينحني، وغزة بالنسبة له ليست مجرد ذكرى، بل أنها نبوءة تتكرر على امتداد تاريخ مجد هذه الأمة: فكما نهض المجاهدون في فلسطين من تحت الأنقاض، أثبت المجاهدون في اليمن للعالم أجمع أن “الرماد” لا يطفيء الجهاد، بل يشعله.
وفيما الخزائن العربية والغربية تفرغ أمام أمريكا، فإن خزائن الإيمان تمتلئ في صدور اليمنيين، وكل مليار ينفق على قصف غزة واليمن يقابله تصعيد يمني أعلى، وكل تهديد غربي يواجه بابتسامة يمنية تقول: “لقد اعتدنا على خذلان الإخوة” ولكن عهدنا مع الله أقوى، وصنعاء التي أردتموها عبرة وعضه للعالم، عن مصير كل من يخرج عن وصايتكم، صارت اليوم منبرا للعزة، والحديدة التي حاصرتموها لسنوات عشر تحولت إلى كابوس يطارد أحلامكم ليلاً ونهار، ولقد علم اليمن الغرب درسا قاسيا “بأن الشعوب عندما تؤمن، تصنع المستحيل بقوة لا تدركها حسابات واشنطن، ولا معادلات البنتاغون.