كاتب وسياسي فلسطيني: موقف أنصار الله هو الموقف المفروض والواجب على كل العرب والمسلمين
إب نيوز ١٨ مايو
الموقف الذي اتخذه أنصار الله في صنعاء والذي يمثل غالبية الشعب اليمني العظيم من مساندة الشعب الفلسطيني الذي يقارع الاحتلال الإسرائيلي، موقف اليمن أنصار الله الذي وقف مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يقوم بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني سواءً بالقنابل الامريكية المدمرة أو بالتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء الى الشعب الفلسطيني في قطاع غزه، هذا الموقف المبدئي الايماني والشجاع من المفروض ان تسلكه كل الدول والشعوب العربية والإسلامية، من ناحية ديننا الإسلامي فهو واجب وفرض على كل مسلم ومسلمه ان ينهض ويناضل الى جانب الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والظلم والابادة الجماعية ، قال صلى الله عليه وسلم ” إذا وطئ شبر من أرض الإسلام فالجهاد فرض على كل مسلم ومسلمة “، فلسطين هي جزئ لا يجتزئ من أرض العرب والمسلمين كما أن الشعب الفلسطيني هو جزئ لا يتجزئ من الشعوب العربية والإسلامية، كما ان الشعب الفلسطيني يناضل منذ 77 عاما ضد الظلم ومن أجل العدالة حيث تم طرده بقوة السلاح من دياره من قبل قوات عصابات غربية استعمارية استيطانية.
للأسف لم نرى الدول العربية والشعوب العربية تقف بما هو مطلوب وواجب ديني وعروبي وأخلاقي وانساني، لا نطالبهم باستخدام السلاح والقوة اليوم كما يقوم به أنصار الله في اليمن رغم مرور 77 عاما على النكبة واحتلال فلسطين فهم لم يعدوا العدة لمواجهة أعداء الشعوب العربية، لأنه لم يكن لديهم النية لمواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري للمنطقة العربية، الأنظمة العربية لا زالت غير مستقلة وتحت الهيمنة الغربية الصهيونية، رغم كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني والاحتلال الأمريكي للأراضي العربية عن طريق القواعد العسكرية التي تملئ الدول العربية والتي تعمل لمصلحة الكيان الصهيوني، رغم كل هذه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية، لا زالت بعض الدول العربية تحتفظ بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وامنية مع الكيان الصهيوني المجرم، اليس ذلك خيانة للدين وللشعوب وللأوطان، كما ان هذه الدول العربية تمارس سياسة الخنوع والذل والعبودية لأمريكا التي تزود العدو الصهيوني بكل أنواع الأسلحة الفتاكة التي تقتل شعبنا الفلسطيني يوميا، ما يزيد عن 200 الف شهيد وجريح منذ 7 تشرين أول 2023.
أما الشعوب العربية نعرف أنها مغلوب على أمرها من قبل أنظمة الفساد والاستبداد التي تقمع وتسجن وتقتل كل من يطالب بتحقيق العدالة ويطالب بالتغيير في انتخاب حكومة تمثل الشعب بصدق ونزاهة، هذه الأنظمة مدعومة من قبل أعداء الامة، هذا ليس سرا قالها نيتانياهو في خطابه في الكنيسة الإسرائيلية في الذكرى ال 25 لاتفاقية وادي عربه، إننا نلوم النخب العربية في كل دولة عربية، النخب التي من المفروض ان تمثل الشعوب العربية وتقودها نحو الحرية والاستقلال ، هذه النخب العربية فشلت على مدى مائة عام، فشلت في تحقيق وحدتها على القواسم المشتركة للنضال السلمي، فشلت برأيي نتيجة خلافاتها ونزاعاتها على المصالح والمراكز الشخصية، وتحول الخلاف بالرأي لمصلحة البلاد الى نزاع وقتل وهذا ما يتكرر اليوم في البلدان العربية، ويوجد بعض النخب التي تم رشوتها واحتوائها عن طريق البترودولار، لهذه الأسباب أعتقد ان مفعول النخب العربية التي من المفروض ان تقود الشعوب العربية منذ مائة عام وحتى الان هو صفر بل ان الامة العربية في تراجع نحو الهاوية
عندما تستطيع الشعوب العربية ان تتحرر مثل أنصار الله في اليمن وتكون هي صاحبة قرارها ستكون نهاية إسرائيل والهيمنة الامريكية على المنطقة العربية، لذلك تعمل الدول العربية التابعة لأمريكا الصهيونية ليل نهار بمحاربة أنصار الله في اليمن وكل محور المقاومة القائم على التحرر، والاستقلال، والوحدة، والنهضة للامة العربية.
*خليل العالول
كاتب وسياسي فلسطيني