اليمن تهديد مطارات الكيان: استراتيجية الردع الشعبي وكسر هيمنة “المناعة الوهمية”

إب نيوز ١٩ مايو

فهد شاكر أبوراس

في ظل تصاعد العدوان الصهيوني الممنهج بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والإستهداف المتعمد لليمن عبر حرب مستمرة منذ سنوات بهدف إخضاعه وكسر إرادته وتجريده من سيادته؛ اليمن يهدد الكيان الصهيوني ويتوعده بقصف مطاراته في الساعات القادمة بشكل كامل، كخطوة استراتيجية متزنة تندرج ضمن سلسلة إجراءات دفاعية مشروعة تجسد مبدأ “الردع بالردع”.

إن هذا الإعلان ليس مجرد تهديد إعلامي تقليدي فقط، بل هو رسالة سياسية عسكرية ذات أبعاد إستراتيجية عميقة: فمجرد التهديد باستهداف مطار “اللد” المسمى إسرائيلياً “بن غوريون” وحده يقضي على وهم “المناعة الصهيونية” التي روجت لها إسرائيل لعقود، ويجبر المجتمع الدولي على مواجهة حقيقة أن استمرار الحصار على قطاع غزة سيكون له ثمن باهظ، حتى لو كانت التكلفة تعطيل حركة الطيران الدولي أو تعريض الموانئ للخطر.

التحذير الواضح بإخلاء مطارات الكيان وإن بدا إجراء إنسانياً، إلا أنه يحمل أيضاً بعدا ذكي سوف يكبد العدو خسائر معنوية واقتصادية أكبر من الخسائر العسكرية المحتملة.

أن إخلاء مطارات الكيان الصهيوني وتعطيل ملاحتها سيثبت للعالم أن اليمن بقراره الأحادي، قادراً على نسف الاستقرار الوهمي الذي تبيعه إسرائيل للمستثمرين والسياح، وهذا وحده سوف شكل ضغطاً على حكومة الكيان من الداخل عبر تصعيد الغضب الشعبي ضد تصرفات قادتها، وكما أن الربط الواضح بين رفع الحصار عن غزة وكف الهجمات اليمنية سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مباشرة: أن “لكل فعل ردة فعل” وطالما ظل الصمت العربي والدولي مجرداً من الضمير الإنساني، سوف يمضي اليمن وبإمكانياته المحدودة في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مهما كلفه ذلك.

هذا التحذير جاء في سياق تاريخي يبرز تحولاً جذرياً في أدوار القوى الإقليمية: فبينما تقف الأنظمة العربية متفرجة على جرائم الإبادة الصهيونية بحق الغزيون، يرفض اليمن الذي يعاني أصلاً من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أن يهادن أو يجاري، بل اختار أن يدفع الثمن الأكبر في سبيل ذلك، وهذا احتساب دقيق يسعى اليمن من خلاله نحو كسر حالة الإفلات من العقاب التي تمتع بها الكيان لعقود، وإجبار القوى العظمى على إدراك أن أمن إسرائيل لم يعد مرهوناً بموازين القوى التقليدية.

ختاماً، اليمن يعلم العالم درساً مهماً في “سياسة الردع الشعبي”: فحين تتحالف الإرادة الشعبية مع حس عسكري مبتكر، يصبح حتى الفقير المحاصر قادراً على هز عروش الجبابرة.

You might also like