مناورة المقاطعة الإنتخابية.. مابين التكتيك لتحقيق الأهداف، والتكنيك في تنفيذ الخطة..!!

إب نيوز ٥ يونيو

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

إختلفت مبررات المقاطعين للأنتخابات العراقية القادمة، حسب توجهاتهم السياسية وعبروا عنها بأشكال مختلفة وأهمها ”الفساد، المال السياسي، التهميش، عدم التأثير في الواقع الحالي، انتخابات غير نزيهة، عدم توفر مناخ انتخابي مناسب، شراء الذمم….الخ، وفي مجملها مبررات غير واقعية، بالرغم من كونها موجودة فعلاً في الواقع السياسي في البلاد، بينما المبرر الواقعي الوحيد وغير المعلن أو المعلن عنه مع ” بعض التحفظات والأحتراس، ودفع المقصود في غير مكانه “ في كل ذلك الصخب والاختلاط والمعمعه هو؛ تغيير خريطة القوى السياسية، التي أعتادت تشكيل الحكومات في العراق، ما بعد حقبة البعث الصدامي البائد، والتحول في توزيع التأثير والسيطرة والقوة السياسية، وما يصاحبها من تغييرات في الأولويات المهمة، وصناعة حركة فواعل سياسية جديدة، ستكون من نتائجها؛ فقدان البلاد للشطر الشمالي، ولربما الغربي، أو كلاهما معاً.

ولن يهنأ لهم بال ولا قرار، ولا يكل لهم طرف، ولا يستقر بهم حال، ولا يسر لهم خاطر، حتى تتحرك الأرض السياسية تحت اقدام المكون الأكبر، ويفرقوا بينهم، ويلزموهم ب «أما العصا الغليظة، أو الطاعة العمياء» لتحقيق الأهداف، وهيمنة ثقافة سياسية جديدة، على الثقافة السائدة حالياً.

يعمل أصحاب قاعدة المقاطعة الانتخابية على تشكيل وقائع مشوهه، تستقبل كل الاشياء المبالغ فيها، الا الفرق بين الحرية في النظام السياسي الحالي، والعبودية في الأنظمة التي سبقته، والديمقراطية الحالية في العراق، ودكتاتورية حكم العوائل في الدول المجاورة، والأستخفاف بوعي الجماهير العام، وتحويلهم لأداة تخدم الأجندات الخارجية، وتشكيل وعي أنتخابي أقل من المتوقع بكثير، وتقديم الشعب على أنه أقل شأناً مما هو عليه في الواقع.

مقاطعة الأنتخابات وحث الناس عليها، من نفس جنس المشاركة فيها وتثقيف الناس اليها، ومن كان بمقدوره المقاطعة، بمقدوره المشاركة، لكن الفرق بينهما، أن المقاطعة فعل مسير، والمشاركة فعل مخير، فأن قاطعت الانتخابات ياعزيزي، لن تؤثر على مراكز صناعة القرار، ولا الهيئات الرسمية التي تتولى إعداد وصياغة القوانين، ولن تساهم في رسم السياسات العامة للبلاد، ولن تتمكن من إختيار الحكومة التي تراها مناسبة لك ولأطفالك، وستكون مسؤولاً عن الافعال والقرارات الحكومية المعاكسة لأمنياتك، والمخالفة لرغباتك، ولن تستطيع تعزيز الديمقراطية في البلاد، وستكون سببا في تردي الخدمات التي تطالب بها الأن بمناسبة ومن دون مناسبة، فكن لأهلك وبلدك وطائفتك، زين ولا تكن عليهم شين، فكن إيجابي وإجعل لصوتك قيمة.

وبكيف الله.

You might also like