جمهورية إيران الإسلامية والغموض المقصود..!!

إب نيوز 29 يونيو

غيث العبيدي

أحاطت جمهورية إيران الإسلامية نفسها بقدر كبير من ”الغموض الأيجابي“ الذي يخلق العجب، مما أعطى حافز كبير لطاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، القدرة على أنتاج افكار وحلول جديدة، وتحويلها لواقع ملموس، والتركيز كل التركيز على الفرص القديمة وإعادة إستغلالها بطرق متقدمة، والتعامل مع الفرص المحتملة بطرق غير مألوفة، وأغلب نظرياتها في المجالات اعلاه قائمة على التطور النهضوي، والتقدم العلمي الشامل، والمحافظة على المكتسبات الحالية، وحمايتها وتثبيت أركانها بقوة، ولم تكن الأحداث الأخيرة وحرب ال«12» يوم مع العدو ”الصهيوـأمريكي“ بعيده عن ذلك، بل كانت بقلب معادلة الغموض الأيجابي، لأنها تعرف بالضبط ماذا تريد، ومتى تتحول من أستراتيجية ”الأحوط وجوباً“ إلى الفعل الباليستي اللازم.

عراقتشي، وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية يقول..«إن قادت الأوهام إلى أخطاء أعظم فإن إيران لن تتردد في كشف قدراتها الحقيقية التي ستنهي كل وهم بشأن قوتها»

اللهجة التي يستخدمها السيد علي الخامنئي ”دام رعبه“ وكل القادة السياسيين في جمهورية إيران الإسلامية، بما فيها هذا التصريح، دائما ما تكون شديدة اللهجة، ومعلقه بخيوط غامضه، وتوحي لأشياء محصنة بعناية، ومحاطه بشكل آمن، وتشير إلى حقيقة ما، وبنفس الوقت تفتح الباب لتأويلات وتفسيرات كثيرة، فحفزت الجميع للدوران حول حقيقة الإشارات التي تقصدها القيادة السياسية والدينية في جمهورية إيران الإسلامية.

الفضول السياسي لدى الدول الصديقة، والخوف من الحقيقة لدى الدول المعادية، والرغبة في المعرفة لدى النخب الثقافية، والتهافت الصحافي بكل توجهاته، وما بين صائدي المعلومات، والمتدافعين نحوها، والرافضين لها، والراقصين عليها، يذهب الجميع لفك تشفير نص الغموض الأيراني، فمنهم من يريد فكه بنفسه، ومنهم من ينتظر خدمة فك التشفير مجاناً، علمآ إن من يمسك بطرف خيط الغموض، ويجرؤ على قطعه، هي طهران وحدها.

جمهورية إيران الإسلامية وإن تألمت فأنها لا تخسر، وما قدمته هو جزء من التخطيط، بينما القادم سيكون غير متوقع وخارج حسابات أعدائها، وتمتلك قدرات عسكرية وقيادية قادرة على تحقيق التأثير المطلوب في عموم الشرق الأوسط، ولا يمكن أن تعلن عن سلاح الحسم الأ في وقته.

وبكيف الله.

You might also like