عرب 25..

عرب 25..

 

إب نيوز ٢٥ يوليو

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

الأمة التي ترى النسـاء والأطفال يتسـاقطون جوعاً في الشوارع والطرقات، ولا تتحرك، هي أمة ميتة ولا تستحق الحياة..

باللـه عليكم،

الناس يتساقطون جوعاً في شوارع غـ..زة، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، ومع ذلك كله، ولا حاكم عربي كلف نفسه حتى أن يرفع سماعة هاتفه ويتصل بحاكم عربي آخر للتباحث معه، على الأقل، حول هذا الأمر..!

أمرٌ متوقع منهم..

فعروبتهم بصراحة لم تعد كعروبتنا..

وكذلك ثقافتهم ..

وأخلاقهم أيضاً..

يعني: عندما تأتي بطفلٍ عربي مثلاً وتعهد بأمر تنشئته وتربيته زمناً طويلاً إلى مربية أجنبية أو إلى بيئة غير بيئته ومجتمع غير مجتمعه وثقافة غير ثقافته؛ ثم يؤتى به، بعد ذلك، لينصب حاكماً على بلد عربي،

باللـه عليكم،

ماذا تنتظرون منه..؟

أن يعكس في شخصيته ـ يعني ـ سمات وصفات الإنسان العربي الأصيل والغيور والثائر والمقاوم الذي يعتد بنفسه ويعتز بهويته العربية والإسلامية..؟

مستحيل طبعاً..

ذلك أنه، ببساطة شديدة، قد نشأ وترعرع في بيئة وأجواء مغايرة تماماً لبيئة وأجواء العرب، وتشبع بثقافة مختلفة جداً عن ثقافة العرب، وأخذ مواصفاته عن مجتمعات غير مجتمعات العرب..

لذلك، لا تستغربوا..

لا تستغربوا إن هو ـ مثلاً ـ يتحدث الإنجليزية بطلاقـة، في الوقت الذي هو بالكاد يستطيع نطق جملة عربية واحدة، على بعضها، بصورة مقبولة..

لا تستغربوا أن هو دائم التغني والإستشهاد بتاريخ الغرب وثقافتهم وأمجادهم التليدة، في الوقت الذي لا تراه يعرف عن أمجاد وتاريخ العرب والمسلمين شيئا..

فإذا أتى على ذكر المعارك ـ مثلاً، فتجده يعرف عن معارك وحروب «روما» و«بيزنطة» أو حرب المائة عام بين البريطانيين والفرنسيين أو غيرها من حروب ومعارك أوروبا ما لا يعرفه إطلاقاً عن معارك وغزوات النبي محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم..!

يعرف عن حصار وحصان «طروادة» ـ مثلاً ـ ما لا يعرفه أبداً عن حصار الأحزاب «للمدينة المنورة» في يوم الخندق..!

ويعرف عن سقوط «الباستيل» في أيدي الثوار الفرنسيين ما لا يعرفه إطلاقاً عن سقوط «القسطنطينية» في أيدي المسلمين..!

وهكذا في باقي المعارك..

أما إذا أتى على ذكر العظماء، فلا تجده يتحدث إلا عن «فرانكلن» و«إبراهام لينكولن» و«نابليون» و «دافنيتشي» و«برنارد شو»..،

يعرف عنهم كل شيء حتى أدق التفاصيل، في الوقت الذي تجده لا يعرف عن سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ شيئا سوى أنه نبي مرسل فقط..!

وحتى النسـاء..

إذا أتى على ذكر النساء، فلا تجده ـ مثلاً ـ يتحدث إلا عن «كليوباترا» و«ماري انطوانيت» و«فيكتوريا» و..

يعرف عنهن أدق التفاصيل لدرجة أنه أحياناً لا يتحرج في التعبير عن مدى تأثره وإعجابه بهن..

يحدث هذا، طبعاً، في الوقت الذي لا تجده يعرف شيئاً عن أم المؤمنين «خديجة بنت خويلد» ـ مثلاً ـ أو السيدة «فاطمة بنت محمد» أو السيدة «زينب»، أو حتى «بلقيس» و«الشيماء» و«خولة» و«الخنساء» و«أروى» وغيرهن من نساء العرب والمسلمين العظائم..!

أليس هكذا هو الإصدار الحالي من حكام العرب، وهكذا هي ثقافتهم ومواصفاتهم وسماتهم التي تخلقوا بها وجبلوا عليها، بفعل التنشئة والتربية الغربية، والتي ما فتأوا يجدون دائماً في محاولة إظهارها وإبرازها علينا..؟!

فكيف، باللـه عليكم، تطمعون من هؤلاء «المسوخ» أن ينتصروا لتاريخ وثقافة ومبادئ وقيم وأخلاق لم ينشأوا أو يتربوا عليها ـ أصلاً ـ أو يعتادوها أو يألفوها..؟

كيف ترجون منهم أن ينتفضوا لغـ.. ـزة، أو يتألموا لها، أو يعملوا على فك الحصار ورفع المعاناة عنها إذا كانوا ينظرون إليها ـ أصلاً ـ بعيون وأفئدة غربية صهيـ.. ـونية..؟

كيف تنتظرون منهم أن يلامسوا هموم غـ..ـزة أو يعيشوا آلامها وأوجاعها ومصابها وأحزانها، إذا كانوا يعانون ـ أصلاً ـ من «فوبيا» النخوة والكرامة والمقاومة..؟

فلا تستنهضوهم..

 أو تستثيروا فيهم شيئا؛ لأنكم، ببساطة شديدة، مهما استنهضتموهم.. أو استثرتم فيهم صفة من صفات أو سمات أو سجايا الإنسان العربي الأصيل..

فلن ينهضوا، أو يستثاروا.. لماذا..؟

لأن عروبتهم، بصراحة، لم تعد كعروبتنا..

وكذلك ثقافتهم

وأخلاقهم أيضاً..

وهذه هي الحقيقة باختصار..!

وصدق من قال:

عربٌ ولكن لو نزعت قشورهم

لوجدت أن اللبَّ أمريكانُ..!

#جبهة_القواصم

You might also like