من كربلاء إلى غزة… الحسين يعلّمنا ألّا نخضع للطغيان:
إب نيوز ٩ أغسطس
عدنان عبدالله الجنيد:
ومن البحر الأحمر إلى كل أرض تحيا فيها مقاومة… دم الحسين يغرق فرعون الاستكبار.
الحمد لله القائل:
{فَاجْعَلْ أَفْـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِۤيٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَۖ}
[إبراهيم: 37]
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى أرواح الأبطال الذين سقطوا من كربلاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، ومن البحر الأحمر إلى ضفاف فلسطين، في معركة واحدة، هدفها الحرية والكرامة ورفض الخضوع.
منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، كتب الحسين بدمه ملحمة لا تموت، صرخة “هيهات منا الذلة” التي تتردد اليوم في غزة وصنعاء وصعدة وصيدا ودمشق، وتصدح في القلوب الحرة التي لن تخضع لأمراء الطغيان.
عندما يُمنع الماء عن الحسين وأطفاله في كربلاء، يُمنع الماء والدواء والكهرباء في غزة واليمن. عندما يواجه سبعون رجلاً جيوش يزيد، يقف الآلاف اليوم في وجه آلة حرب أمريكية إسرائيلية وحلفائها.
الدم ينتصر على السيف بالموقف الثابت:
من كربلاء إلى غزة، من اليمن إلى البحر الأحمر، المعركة واحدة، والعدو واحد، والطغاة بثياب مختلفة. لكن الدم الثائر، والروح التي لا تقبل الذل، هي التي تصنع الانتصار.
فالدم لا يُهزم بالسيوف، بل بالسواعد التي لا ترفرف إلا للحرية، وبالمواقف التي لا تلين ولا تخضع.
كما قال الحسين عليه السلام: “مثلي لا يبايع مثله”، تقول غزة واليمن ولبنان اليوم: مثلي لا يعترف بشرعية الاحتلال، مثلي لا يقبل التطبيع، مثلي لا يركع إلا لله.
مواجهة الاستكبار: من كربلاء إلى البحر الأحمر:
لقد أصبحت ساحات المقاومة من كربلاء إلى البحر الأحمر، معاقل تتآكل فيها أساطيل الاستكبار، وتنكشف فيها مخططات الطغاة، الذين ظنوا أن دماءنا ستذوب في صمت الخنوع.
العدو الذي وقف بوجه الحسين واغتال أبرياءه، اليوم يرى في دماء غزة واليمن ولبنان رصاصة تحرق قواعده، وسلاحًا يُنهك قوته.
إن دماء الحسين واليمن وفلسطين، ودماء كل مقاوم، تُغرق فرعون العصر في بحر العجز والهزيمة، لتكون رسالة لكل مستكبر: لا مهرب من الحقيقة، ولا خلاص من قوة الشعوب الموحدة.
مشروع نهضوي تحرري لا رجعة فيه:
الحسين لم يخرج طلبًا للسلطة، بل للعدل، والحرية، والكرامة. غزة واليمن ولبنان اليوم يعلنون نفس الرسالة: لا صلح مع الظلم، لا سلام مع الظالمين.
لن تستمر سيطرة الاستكبار إلا بإرادتنا الموحدة، وبإيماننا العميق، وتضحياتنا التي لا حدود لها.
من البحر الأحمر إلى الضفة، سنكتب صفحات جديدة في تاريخ الحرية، بدمائنا وأرواحنا، وبأسلحتنا وعقولنا.
رسالة زينب وأمهات المقاومة:
قالت زينب بنت علي:
“فكد كيدك، واسعَ سعيك، وناصِب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا”.
واليوم، أمهات غزة وأمهات اليمن وأمهات المقاومة يعلنّ:
“فاقصف ما شئت، وحاول أن تمحو ذاكرتنا، لكننا سنظل في قلوب الأحرار نورًا لا يطفأ، وصوتًا لا يُسكت”.
خطة عسكرية ثورية: من كربلاء إلى اليمن إلى الضاحية وإلى فلسطين:
في هذه المعركة المصيرية التي لا تحتمل التردد أو التراجع، يجب أن نرفع راية الجهاد من كربلاء حتى اليمن، ومن هناك إلى الضاحية الجنوبية، ومن ثم إلى قلب فلسطين.
صاروخ فلسطين “الفرط الطوتي” ليس مجرد اسم، بل هو إعلان حرب مفتوح على الاستكبار، قاهرًا ومغلقًا مطار اللد، رمز الاحتلال والتطبيع، ليعلم العالم أن المقاومة تملك القدرة على قلب الطاولة وقطع أوصال العدو.
من كربلاء إلى الضاحية، نرفع السلاح عاليًا، نشهده أمام السماء، ولن نسلمه مهما كانت الظروف، لأن السلاح هو عزّتنا وكرامتنا، وبدونه لا ثبات ولا نصر.
الحشد الشعبي يعلن وحدة الأحرار من كربلاء، يربط الجبهات وينادي جميع الأحرار بأن المعركة واحدة، وأن وحدة الصف هي مفتاح النصر، فلا مكان للانقسام أو التراجع في وجه طغاة العالم.
ولد هذا الفكر الثوري المقاوم في مدرسة الإمام الخميني، وصدر عنه الوعد الصادق بأن قوة الحق وعزيمة المجاهدين ستفشل كل منظومات الاستكبار، وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية ذلك بهزيمة منظومة القبة الحديدية، عندما تحطمت أسطورة الحصانة الإسرائيلية، وظهرت قدرة المقاومة على اقتحام دفاعات العدو والدخول في معركة استراتيجية لا هوادة فيها.
إنها معادلة دم لا تُقهَر، وسلاح لا يُسلم، وعزيمة لا تنكسر.
النداء الأخير: إلى المقاومين في كل الأرض:
يا أنصار الحسين، يا أحرار الأمة،
اليوم أنتم جبهة واحدة تمتد من كربلاء إلى البحر الأحمر، إلى غزة، إلى كل بقعة تحت نير الاستكبار.
وحدوا صفوفكم، وجهزوا العزم، واثبتوا في مواجهة الطغيان، فالنصر حليف الصابرين، والحرية وعد الله لا يخلف.
غداً سيغرق فرعون العصر في بحر مقاومة لا تهدأ، وسينهزم مشروع الاستكبار إلى الأبد.
الخاتمة: العهد المستمر والمسيرة المضيئة:
كما أصبحت كربلاء أمّ الثورات ومشعل الحرية على مدى ألف وأربعمائة عام، فإن غزة واليمن اليوم رمزٌ للتغيير، وراياتٌ للكرامة، وصفعاتٌ على وجه الاستكبار العالمي، تؤكد أن دماء الشهداء وقود الانتصار، وأن مسيرة الحسين ما زالت تتوهج في قلوب المقاومين حتى يتحقق وعد الله.
في أربعينية كربلاء، يهتف الزائرون:
“لبيك يا حسين”، وفي ساحات المقاومة اليوم يهتف المقاومون:
“لبيك يا أقصى” و”لبيك يا يمن” و”لبيك يا جنوب”.
هو العهد ذاته، وهو النبض ذاته، هو صدى دماء لا تنكسر.
{وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].