أنصار الأمس وأنصار العصر… من بدرِ الرسول إلى طوفان الأقصى: وعد الأجداد في الجزيرة يتحق على يد الأحفاد في قلبِ الشرق الأوسط، والقدس ميعاد النصر.
إب نيوز ١٣ ربيع الأول
عدنان عبدالله الجنيد:
المقدمة:
حينما سطر الأنصار بأيديهم وقلوبهم فصول النصر في المدينة المنورة، كانوا بمثابة الجذور الراسخة لشجرة الإسلام التي غدت صامدة في وجه الرياح العاتية؛ أوس وخزرج حملوا لواء الوفاء، وقدموا للمهاجرين المأوى والدعم، وجعلوا من الإيثار نهجًا ومبدأً، ومن الإيمان سلاحًا لا يُقهر.
اليوم، يطلّ أنصار العصر بقيادة السيد عبد الملك الحوثي، يحفظه الله ،متمثلين روح الأنصار الأُولى، حاملين الرسالة إلى قلب الشرق الأوسط، ينصرون المستضعفين، ويواجهون قوى الاستكبار العالمي بلا خوف ولا تردد، مصداقًا للآية: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ».
١- الاستبدال الإلهي: من قريش إلى الأنصار… ومن العرب إلى أنصار العصر:
أ- استبدال قريش بالأنصار:
لقد كانت قريش الأحق بنصرة الرسالة، لكن رفضها وإصرارها على الكفر أفسح المجال لاستبدالها بقوم آخرين: الأنصار. لقد رفع الله لواء الدين، واستبدل من تخلى عن نصرة الحق بمن يسير على دربه بإيمان ووفاء.
الأنصار لم يكونوا مجرد مؤازرين، بل كانوا صانعو التاريخ، وحاملو الرسالة، ومثالًا للوفاء لله ولرسوله ﷺ.
ب- استبدال العرب بأنصار العصر :
اليوم، يرى السيد عبد الملك الحوثي يحفظه الله ،أن الأمة التي تتخلى عن مسؤوليتها، ويستبدلها الله بقوم يحبونه ويحبونه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيله، لا يخافون لومة لائم.
هذه الصفة تجسدها اليمن قيادة وأنصارًا، حاملين لواء الجهاد والمقاومة، مستمدين قوتهم من الإيمان الصادق، منبرا لكرامة الأمة وهويتها في مواجهة الاستكبار العالمي.
٢- الاحتفال بالمولد النبوي: من “طلع البدر علينا” إلى طوفان الأقصى:
استقبل أهل المدينة النبي ﷺ بالفرح والبهجة، مرددين: “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع”، إعلانًا عن الولاء ونصرة الرسالة.
واليوم، يحتفل أنصار العصر بالمولد النبوي الشريف والقيادة الحكيمة للسيد عبدالملك الحوثي،يحفظه الله ليس فقط عرفانًا للنعمة، بل كفعل مقاوم يرفع الروح المعنوية، ويؤكد على وحدة الأمة وتجديد العهد مع الرسول ﷺ، ويمثل رسالة صادمة لكل من يظن أن الأمة غارقة في الانكسار.
٣- التغيير من الجاهلية إلى النور: شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط:
الرسول ﷺ بنصر الأنصار غيّر وجه شبه الجزيرة العربية، وأخرج قومًا من ظلمات الجاهلية الأولى إلى نور الإيمان، مؤسسًا دولة قائمة على العدل، الأخوة، والمقاومة.
وبالمثل، السيد عبدالملك الحوثي، يحفظه الله، يقود أنصار العصر نحو تغيير الشرق الأوسط، وإخراج شعوب من الجهل السياسي والديني والاجتماعي، متمثلًا روح الأنصار، حاملًا لواء القدس وفلسطين، وراسخًا قواعد المقاومة، ومجسّدًا قوة الإرادة في مواجهة الاستكبار العالمي.
٤- مواجهة الطغيان: القضاء على المشركين والمنافقين:
لقد كشف الرسول ﷺ مؤامرات المشركين واليهود والمنافقين، وهزمهم بالوعي، الإيمان، والجهاد، ليصبح الإسلام أمة واحدة، لا تعرف الذل.
واليوم، يواجه أنصار العصر التحديات نفسها: الاستكبار العالمي، الأنظمة المطبعة، الحركات الإرهابية، وأدوات الحرب الناعمة.
يقفون بثبات على مبادئ الحق، ويثبتون أن الأمة الإسلامية قادرة على حماية المستضعفين ونصرتهم، وأن المقاومة هي الطريق للخلاص.
٥- نصرة المستضعفين: أنصار الأمس وأنصار العصر:
الأنصار لم يتركوا المهاجرين وحدهم، بل آووا ونصروا، وقدموا الغالي والنفيس في سبيل الله.
واليوم، أنصار العصر ينصرون فلسطين والمستضعفين في كل مكان، متمثلين في الشجاعة، الصمود، والإيمان، كما أراده الله ورسوله ﷺ، في مواجهة الظلم والطغيان.
٦- كشف المخالفين والقاعدين عن القتال:
كشف الرسول ﷺ قلوب المتخاذلين والمقصرين، وفضح المنافقين الذين يعيقون مسيرة الحق.
وبالمثل، فضح قائد الثورة يحفظه الله أكاذيب الغرب وأنظمة التطبيع، وكشف زيف دعاوى الإنسانية وحقوق الإنسان، مؤكّدًا أن نصرة الحق لا تتجزأ، وأن الأمة لا تهزم إلا بخيانة أبنائها.
٧- تطبيق الاستراتيجية القرآنية: برا وبحرًا وجوًا:
الرسول ﷺ طبق استراتيجية الإسلام في الأرض، مؤمنًا بأن الأرض كلها ساحة نصرة للحق.
واليوم،القائد السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله ، يقود المعركة على البحر الأحمر، والمحيط الهندي، وعلى البر، متبعًا نفس المنهج القرآني: مقاومة الطغيان، حماية المستضعفين، واستعادة الهيبة للأمة.
٨- الإسلام لا يعرف الهزيمة: من الرسول ﷺ إلى قائد الثورة:
الإسلام في عهد الرسول ﷺ كان قويًا، لا يهاب الطغاة، ولا ينكسر أمام المؤامرات.
واليوم، الإسلام بقيادة أنصار العصر مستمر في ذات القوة، يقف صامدًا أمام الاستكبار العالمي، ويثبت أن الأمة التي تنصر الحق بإيمان ووفاء لا تعرف الهزيمة.
الخاتمة:
من بدر إلى طوفان الأقصى، من الأنصار الأوائل إلى أنصار العصر، التاريخ يشهد على استمرارية الرسالة، على قوة الإيمان، وعلى وجوب نصرة المستضعفين.
الأجداد وضعوا الأسس، والأحفاد يحوّلون الوعد إلى واقع في قلب الشرق الأوسط، حيث القدس ميعاد النصر، والإسلام يبقى شامخًا، لا ينهزم، لا يذل، ولا يساوم على قيمه ومبادئه.