الشكل الجديد للإسلام وأمكانية إستيعابه بالتدريج بين صفوف المسلمين السنة..!!
إب نيوز 14 ربيع الأول
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
▪️ المسلم السني السعيد والعلمانية الأنسانية.
بات المسلمين السنة يؤمنون تدريجياً بحياة فلسفية جديدة، تعتمد أعتماد كبير على العلمانية الإنسانية «حتى وإن وجدت دلائل تنفيها » كأساس منطقي لتحديد المبادئ الأخلاقية، وأتخاذ القرارات العامة، دون الحاجة إلى اللجوء للعقائد الإسلامية، والنصوص الدينية، الاخرى على أعتبار أن كل المفاهيم الدينية لم تعد ضرورية، ولا تمثل خصائص مشتركة بين كافة المسلمين السنة، ولم يعد الإسلام لبنة إساسية في فهم المسلم عن غيره، بينما شكلت الأفكار الإسلامية مفاهيم معينة كانت صالحة لفترات زمنية معينة، ولايمكن لها أن تدوم معهم كركيزة إساسية تدخل في كل مجالات حياتهم الطبيعية للأبد.
قد يرى البعض إن هذا المقال غير واقعي، وذو فكرة وهمية خاطئة، صادرة من مخيلة ماطرة، تسرف الكثير من الظن السيئ بالملة التي لا ينتمي إليها الكاتب؟
فهل بنظركم الأسلام السني الحالي إسلام طبيعي؟
الجواب على ذلك يحمل شقين..
🔹 الشق الأول.
الأسلام السني أسلام سياسي، نشأ في حضن الأنظمة السياسية، وصنع في خدمة الحاكم، يموت أو يتغير بموت أو أستبدال الحاكم، وما أعنيه وأقصد به؛ مدلول وقيل ما قيل فيه، مثلا؛ إستطاع أتاتورك تحديث الأسلام السني في تركيا وجعلها دولة علمانية بسهولة، ونجح في تمرير مشروعة دون مقاومة تذكر، بينما فشل الشاه رغم غطرسته في تحديث وعلمنة الأسلام الشيعي في إيران، بل العمامة الأسلامية هي من أسقطته وأفشلت مشروعه، علماً إن كلاهما يحمل نفس الأيديولوجية.
🔹 الشق الثاني.
الحداثة التى طرأت مؤخراً على الحركتين السلفية والاخوانية، المتنافستين على قيادة الأسلام السني هي؛ التي خلقت هوية جديدة وشكلت وعي جمعي مشترك عند اغلب المسلمين السنة، ويمكن أن نقول إن هذا هو؛ السبب الأكثر أهمية فى تحول إرتباط المنظومة الأخلاقية للمسلم السني، من العقائد الدينية، إلى العلمانية الإنسانية، وإيمانهم بالقدرة على إن يكونوا مميزين بالأعراف العقلية، أفضل من الاعتماد على مميزات الدين الأخلاقية.
▪️ الحركات الأسلامية السنية والتحول بالتمثيل من دينية الى أيديولوجية.
من دون أضطرار تحولت الحركتين الدينيتين ”السلفية والاخوانية” بوصفهما أكبر الحركات الإسلامية، من التمثيل المسلمين السنة دينياً، إلى تمثيلهم إيديولوجيآ، ليس ظاهرياً، وعلى مايبدوا أنه تحول مستدام، إلى إن يظهر الله أمراً كان مفعولاً، وكل ما نراه اليوم يثبت بأنها حركات ليست طبيعية وغير مشكلة من أواصر الاسلام الحقيقية، بل تشكلت لتمكين الانظمة السياسية، وتثبيت مؤشر بوصلة معاداة الشيعة، والإشارة إلى كراهيتهم، وتصميم جغرافية سياسية وإجتماعية معينه ضدهم، وتمييزهم على إنهم فئات ضالة، فاقده للمحسوسات والمعقولات الإسلامية، وجماعات منحرفة إجتماعيآ، حتى وإن كان المسلم السني يعتنق الإنسانية العلمانية «وقد يكون هذا جوابي على ماورد في أعلاه حول واقعية المقال»
القرائن المعلومة والتي لزم علينا تسويقها هنا، والتي تدل على ذلك التحول، وقد تنبأنا لاحقاً عن حقائق متصله بها وملزمة منها وهي؛
قدوم مجاميع شبابية من أوروبا ومن دول مختلفة، للقتال مع تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، لتغيير النظام السياسي لصالح خليفة عراقي ورئيس سوري.
وشيوع ظاهرة عمر وعائشة ومعاوية «المشتركين بميزة معاداة الشيعة» كرموز خلافية إسلامية، وحقيقة مطلقة وأمر ثابت لا يمكن دحضة أو الاعتراض عليه، دون أبا بكر وعثمان والذين لا يقلون عنهم شأناً.
وعدم الاعتراض على مشاهد الرقص وحفلات التعري على مجسم الكعبة في موسم الرياض.
ومن المؤكد أن قرينة الجماعات الشبابية الأوربية التي قاتلت مع تنظيم داعش الإرهابي، ربطوا إنفسهم بأخرين لا علاقة لهم بهم، وورطوا أنفسهم بحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، من خلال إفكار جديدة هيئتها لهم تلك الحركات الإسلامية المتحوله من الدين للأيديولوجية.
وقرينة ”عمر وعائشة ومعاوية“ لتحظى فكرة معاداة الشيعة بأكبر قدر ممكن من الشرعية الأسلامية.
بينما قرينة عدم الاعتراض على مشاهد الانحراف الأخلاقي والإباحية وحفلات المجون والتعري، تشير إلى نهاية عصر الأسلام السني التبشيري، وبداية مذهب الطبيعة، لممارسة الحياة الغربية بطريقة جذابة وتشجيعهم على ممارستها بلا حياء.
وبهذا تكون الحركات الإسلامية السنية، فعلت في المسلمين العرب ما فعله اتاتورك بمسلمي تركيا، وفشل في فعله الشاه بمسلمي إيران.
وبكيف الله.