علم الجهل!
إب نيوز 15 ربيع الأول
عبدالملك سام –
حمدت الله، وسجدت شكرا لله أن أتممت عملية إستذكار الدروس لإبنتي التي تدرس في الصف الثاني أساسي! الأمر كان يشبه الألعاب البهلوانية وبرامج الأحاجي التي تنتهي بك بصداع لئيم، وعمليات التخمين والأكروبات هذه المفترض أن تجعلك تفهم الفرق بين العدد الزوجي والفردي فقط! بل وجدت عمليات تقدير لا يستطيع أن يقوم بها (اسطى) بناء متمرس، وأمثلة لا تبسط بل تزيد الطين بلة، وأمام الطالب خيارين:
إما أن يكون أحد المحظوظين وهو يستخدم الطريقة العلمية المشهورة (حجرة بقرة) وينجح دون سبب محدد (بقدرة قادر)، أو أن يحجز له مكان بين ألآف المرضى النفسيين الذين تزخر بهم مقاعد العاطلين الصدئة في بلداننا العربية.
المشكلة ألا أحد يجرؤ على الأنتقاد حتى لا ينبري له أحد المنظرين – وما أكثرهم – ويتهمه بالغباء وعدم الفهم، ورغم أنم لو سألت عن أسوأ نظام تعليمي في العالم فستكتشف أن بلداننا من أعمدة نظم الفشل بدون شك، ولكن هؤلاء المنظرين لا يعرفون السبب لو سألتهم عن ذلك!
الطريف أن الأجهزة الأمنية قبل مدة تمكنت من القبض على بعض الجواسيس والعملاء الذين كانوا ينخرون في جسد البلد منذ عقود، وكان من ضمن ما أعترفوا به أن منظمات “دولية” عملت على (تبسيط) المناهج و”تطويرها” بهدف أن يتخرج طلابنا من الجامعات وهم حاصلين على درجة “حمير” مع مرتبة الشرف! هذا بحسب أعترافاتهم، والسؤال الذي يبطح نفسه هنا هو: لماذا نواصل تدريس الطلاب بذات المناهج الذي عرفنا أنها كارثية وأحد أسباب الفشل والجهل؟!!
هنا سنجد أن الأستاذ (عبد العليم) سيعدل من وضعية جلوسه، ويحك أنفه في وقار، ثم يسألك بإستعلاء: وما الحل برأيك يا عبقري الزمان؟! لا تتوتر لحظتها، فالحل بسيط ويطبقه أصغر حيوان في الطبيعة، ويدعى “المحاكاة”!!
قم يا أستاذ (عبد العليم) بأختيار أفضل نظام تعليمي في العالم، وليكن المنهج الياباني مثلا، ثم قم بترجمته وطباعته ولو على شكل “ملازم” بسيطة لأننا نعرف أن هذا الأسلوب سوف يغضب الدول المانحة التي تدعم عملية طباعة المناهج في الدول العربية، حتى تلك التي تعتبر من الدول الغنية! أما من سيحتج بالفوارق الثقافية فنقول له أن يبدأ بالمواد العلمية في البداية وبالتدريج، وهو حل بسيط كما ترى!
لا أذكر من القائل أنه “مهما كانت تكلفة التعليم باهضة فهي لا تقارن بتكلفة الجهل”، ولكنها مقولة جديرة بالتفكير كثيرا خاصة في هذا الزمن الذي نشهد فيه أكبر عملية تجهيل لشعوبنا العربية والإسلامية، وللأسف بات الأعداء هم من يمسكون بزمام عملية تعليم أبنائنا حتى في أمور الدين الإسلامي، ولذلك تزخر بلادنا بعلماء البول والحيض فقط!!
أنا كأب، أطلق نداء إستغاثة لوزراء التعليم في وطننا العربي والإسلامي، وأرجو من كل شخص يصله هذا النداء أن يحاول إيصاله للجهات المختصة: أنقذوا أطفالنا من هذه المؤامرة، فهم أملكم وأملنا في المستقبل.. أطفالنا هم أطباء وقضاة ومهندسي وبنائي وتجار وقادة …… شيخوختنا، فأنقذوهم حتى يبنون مستقبل بلداننا ولا يكونوا مثلنا “علماء الجهل”.. وجزاكم الله عنا وعنهم خيرا.