كاتب ومحلل سياسي لبناني: لا تُخطئوا مع اليمن لأن فيه رجال من سلالة الحمزة والعباس وحيدرةَ والحسين.

إب نيوز 15 ربيع الأول

 

.”اليمن.. خزان الرجولة وموئل الشجاعة، أرض سبأ وبَلْقيس وحِمْيَر، الأرض التي أنجبت رجالًا إذا تحدّثوا دوَّى صوتهم، وإذا وعدوا صدقوا، وإذا هددوا أرعبوا، وإذا صلّوا خشعت لهم القلوب.

.”في زمنٍ تهاوت فيه رجولة العربان، وامتهنوا النفط والغاز والقصور والملاهي، خرج من بين جبال اليمن رجالٌ صاغتهم المحن، صَقلتهم الشدائد كالصخور، وشدّت من عودهم التجارب حتى صاروا أصلب من الفولاذ وأقوى من العواصف والرياح. رجالٌ كتبوا بدمائهم فصولًا من البطولات والشرف العربي الذي تآمر عليه المترفون، وزوّره المزوّرون، وخانته العروش المتخمة بالذل.

.”اليمنيون.. صمودهم لا ينكسر

أكثر من عشرة أعوام من القصف والحصار، من النار والدمار، من الطائرات والصواريخ والمرتزقة والمال المدفوع لتطويعهم. ثمانية عشر جيشًا احتشدوا عليهم فلم يلتوي زندهم، مئات المليارات صُبّت لتدميرهم، فماذا كانت النتيجة؟ أرضٌ محترقة تحت أقدام الغزاة، وسماءٌ ملتهبة بنيران الصواريخ اليمنية، وبحرٌ مُرٌّ على الأميركيين وحلفائهم.

.”اليمني إذا حوصر اشتد أكثر، وإذا جُوّعَ اشتعل، وإذا ظنوا به الضعف فجّر براكينه.

.”التاريخ يشهد لهم، هذا الشعب لم يعرف الركوع يومًا. طرد عن أرضه الأتراك العثمانيين بعدما ظنوا أن اليمن أرض يسهل ابتلاعها، فابتلعتهم جبالها وقبورها.

.”هزم البريطانيين في عدن رغم بطش إمبراطوريتهم العظمى، وأجبرهم على الهروب كالجرذان. قاوم آل سعود ومرتزقتهم، فكانوا كالأعاصير التي لا تُواجَه. كسَروا أنياب الإماراتيين في الساحل الغربي، وعلّموا الأميركيين في البحر الأحمر أن الاقتراب من اليمن خطيئة يُدفع ثمنها دماء.

.”اليوم.. معركة الشرف العربي يخوضها اليمن وهو ليس وحده. هو درع الكرامة ومخزن الرجولة الذي فضح عورات الخانعين والمطبعين. من صنعاء إلى الحديدة إلى صعدة وتعز، من كل وادٍ وجبل، يخرج اليمني ليقول: “هنا أرض الرجولة، هنا أرض العزة، هنا أرض لا تقبل الاحتلال ولا الخيانة.”

.”اليمنيون أرسلوا رسائل نارية للأعداء

قالوا إلى الأميركي؛ ما ذقته في البحر الأحمر هو بداية النهاية، فكل موجة تحمل إليكم لعنة، وكل نسمة بحر تتوعدُكم بالغرق.

.”قالوا إلى السعودي والإماراتي؛ كل ما دفعتموه من مليارات لهزيمتنا تحوَّل وبالًا عليكم، فاليمني لا يُشترى، واليمني لا يُباع.

.”أما إلى إسرائيل قالوا؛ لم تروا بعد شيئًا من بأس اليمنيين. يوم يتحرك صاروخ من جبال صعدة أو من سواحل الحديدة سيكتب فصلاً جديد من نهايتكم، وستتعلمون أن من كسر إمبراطوريات عبر التاريخ لن يعجز عن سحق كيانٍكم المصطنع.

.”اليمن هو الوعد الصادق، هو ليس جغرافيا فقط، بل هو مدرسة في الكرامة. إن سقطت كل العروش، وإن خانت كل السيوف، وإن باعت فلسطين كل الأمة العربانية، سيبقى اليمن آخر حصون الرجال فيه الرجولة. هو الذي يقول ويفعل، يَعِد فيصدق، يُهدد فيرعب، يقاتل فينتصر، وعندما يعبد يكون من خيار العابدين.

.”إنها ملحمة اليمن، ملحمة الرجولة التي لن تنكسر. واليوم، إذا اقتربت إسرائيل من هذه الأرض الطاهرة، فلتحفر قبرها بيديها، فاليمني إذا قال فعَل وهو مَن يجعل من  “الموت”حياة جديدة للأمة، وإذا قرَّرَ “القتال والنصر”، سطّر ملحمة تُدرّس للأجيال.

لا تلعبوا بالنار بركان اليمن سينفجر فإن أهله أحرار.

بيروت في،،  8/9/2025

 

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني.

د: اسماعيل النجار

You might also like