عَقْدٌ لميلادِ سِبْتَمّبَرِ

                  إب نيوز 21 سبتمبر

كتب | منتصر الجلي.

.

من سبتمبر إلى سبتمبر، تتجدد الذكرى ويعود الميلاد فجرٌ يشرق على أرجاء البلاد اليمنية، سبتمبر المجيد ذكرى ثورة العهد الجديد وعقد الميلاد يعانق الحادي والعشرين من سبتمبر حيث سجد الزمن للحرية الحمراء وباب صنعاء يستقبل أبناءه في صباح سبتمبر خالد.

ثورة أعادت فجر سبتمبر الأولى، وحققت أهداف الشعب ومصيره الواحد، في سبيل السيادة الوطنية، والنظال اليمني، ودفاعا عن الهوية والأصالة، والقيم الإيمانية، من سبتمبر يوم الحادي والعشرين إلى سبتمبر في عامه الحادي عشرة.

ثورة خرجت من جبال اليمن كنبع زلال، وشهدٍ مصفَّى، لا وصاية خليجية، أو تبعية خلفية للنظام السعودي المجرم.

ثورة جاءت من نصر الله وفتحه، وميثاقه وبصائر علم الهدى.

نعم أيها العشب العظيم: انطلقت الثورة اليمنية السبتمبرية في سبيل الوحدة، وضمان الحرية، وسلامة العيش، في واقع من السقوط المدوٍ الذي مُنيت به الأنظمة السابقة، ومصادرة اليمن فكرا وشعبا ومقدرات، وتسليم ورقة الدفن الأخير، للولايات المتحدة الأمريكية، وسفيرها الأخير، يدير المنظومة النظامية للبلد، في خلق واقع من الارتهان الأعمى، وبيع الإنسان اليمني، أرضا وإنسانا، ناهيك عن مصادرة الأرواح، وفتح مجال الانتهاك للمجرمين من القاعدة والتكفيريين، وجعل العاصمة صنعاء، بؤرة للاغتيالات اليومية، ودوس سيادة البلد.

ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كسرت حاجز الصمت، وحققت الرغبة اليمنية، في طرد المحتل، ونزع خنجر العمالة من خاصرة صنعاء المكلومة آن ذاك بفعل الاستهداف الممنهج للجيش عبر الهيكلة، والاغتيالات الجماعية والفردية، وخلق نوعا من الانفلات الأمني، والغياب عن واقع الدولة وترك البلد في مستنقع من الدماء.

ثورة سجل مسارها قائد وأمة، عبر حركة ثورية سلمية، انطلقت من محافظات البلد إلى العاصمة صنعاء عبر قبائل اليمن الشامخة، وأحراره، شارك خلالها جميع فئات الشعب ومكوناته دون استثناء، سعيا من الجميع في تدارك الجمهورية اليمنية من اللحاق بالحديقة الخلفية للملكة العربية السعودية، أو عصا بيد المستعمر الأمريكي.

عظمة تجلت في نيل الحرية والسيادة، وزخم ثوري يعاضد بعضه بعضا، أمام كل ذلك تساقطت رموز الخيانة، وهوامير البيع للشعب للخارج، أزهرت الثورة، وتجلى ضُحا فجرها، تقودها حكمة القيادة، والإخلاص وتقديس القضية.

ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، خلقت الرؤية، وأعادت بوصلة التوجه الصحيح للشعب اليمني، وقيمه وعاداته، ووجوده الحضاري بين دول المنطقة والعالم، أفرجت الثورة عن ميلاد جديد للشعب وهويته، أعادت القرآن للشريعة، والعدالة للمحكمة، أفرجت عن أسرِ السيادة من قُضبان الخارج، وأطلقت العنان لميلاد فجر الحرية والكرامة، أغلقت القصور الفارهة، وفتحت أبواب التصحيح المنهجي لدولة وفق رؤية مدنية صحيحة، لا غبار عليها، خلعت العصبية الجاهلية، وهيأت الطريق لبناء جيش وطني خالصا مخلصا لليمن وقضايا أمته وعروبته، يمني الولاء قوي الانتماء.

أمام عجلة الثورة وأهدافها المقدسة، في خلق البناء المجتمعي والمسؤولية الجماعية لأبناء البلد والشعب، وتعزيز الروابط الكتينة بين جميع توجهاته وذويه، من خلال توحيد الرؤية العملية نحو القضية الأساسية للأمة القضية الفلسطينية، أمام كل تلك برز أعداء الثورة من الداخل والخارج عبر العدوان على اليمن وشعبه، خدمة للاجندة والتوجهات الخارجية، وفرض معادلة استباحة البلد  عن طريق العدوان السعودي الإماراتي، الذي مازال قائما على أبناء الشعب، حصارا، وقتلا، زتجويعا.

تعود الثورة اليوم منتصرة على تحديات السنوات، مستشعرة أولوية الانتصار للمظلومين والمستضعفين في الأرض، تعود من تضحيات الشهداء، وصبر الثكالى، من عهد الأحرار، ووفاء الصادقين، تعود الثورة عبر ميلادها الأسمى، وثمارها سيل من المُسيِّرات والمسِيرَات والصواريخ، تقضُّ كيان العدو المجرم الإسرائيلي اليوم.

ثورة انطلقت تقود البدايات والمعجزات، ويتلوا عظمتها شاهد منه، أمام تحديات المرحلة والعدوان الإسرائيلي على غزة، أمام موقف كهذا، سقطت القومية الناصرية، والدعوة الإخوانية، والأحزاب الديمقراطية على مختلف البلدان العربية والإسلامية، وبقيت صنعاء، تصلي لله خاشعة عظيم الموقف، وسلامة الطريق، وصبر التضحية.

ينبلج ميلاد فجر الحادي والعشرين من سبتمبر، معززة ثوابت وقيم القرآن والحركة الرسالية، تنتصر لغزة، تقدم الشهداء، في مرحلة عجز العرب أن يدخلوا إليها بذرة شعير أو قطعة خبز واحدة، وهنا سر العظمة ومعنى الرؤية القرآنية والقيادة الربانية.

You might also like