في الذكرى الأولى لارتقاء سيّد المقاومة.
إب نيوز ٢٧ سبتمبر
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
لم أكن أتصوّر يومًا لبنانَ بدون حسن نصر الله.
لطالما تساءلت: ماذا لو أن اللهَ لم يخلق للبنان حسن نصر الله؟
كيف كان حالُ لبنان سيكون؟
هل كان العالم كله سيشهد ـ مثلًا ـ مقاومةً لبنانيةً بذلك العنفوان والعزم والإصرار الذي أهَّلها لأن تقاومَ الاحتلالَ الصهيوني لجنوب لبنان، وتطرده، وتهزمه في غضون سنوات قليلة؟
أم ماذا يا ترى؟
أو هكذا كنت أتساءل.
وكان من الصعب عليَّ جِـدًّا، بصراحة، أن أتصوّر أَو حتى أتخيَّلَ مثلَ ذلك الأمر.
اليوم، وبعد مرور عام كامل على ارتقاء السيد حسن نصر الله شهيدًا، عرفت جيِّدًا ماذا كان يعني حضورُ هذا الرجل على مسرح الأحداث، وماذا يعني غيابه اليوم.
واليوم أَيْـضًا أدركتُ فقط حجمَ الفجوة والفراغ الذي أحدثه رحيلُه، ليس على الساحة اللبنانية فحسب، بل على المنطقة والعالم، والذي بالطبع فاق كَثيرًا مما كنت أتصوَّرُ من قبلُ.
فهذا الرجل، بصراحة، لم يكن رجلًا عاديًّا.
لقد كان، في حقيقته، رجلًا بحجم ألف عام.
فكم من السنوات والأعوام، برأيكم، سيحتاج لبنان والمقاومةُ حتى يأتوا برجل بحجم وتأثير هذا القائد العظيم؟
لا أعتقد أن الأمرَ هيِّن.
نعم، المقاومة اللبنانية ولَّادة دائمًا بالرجال والقادة العظماء والأبطال القادرين على حمل الأمانة ومواصلة مسيرة الجهاد والكفاح والنضال، خَاصَّة أُولئك الذين تربوا وتأهلوا على يد هذا القائد العظيم، لكن هذا لا يعني، بصراحة، أن من السهولة بمكان الإتيان بقائد مثله، أَو حتى برجل يحملُ بعضَ مؤهلاته وصفاته وكاريزميته القيادية الفذة.
هيهاتَ.. هيهاتَ..
هيهاتَ أن يأتيَ الزمانُ بمثله.
إن الزمانَ بمثله لَبخيلُ.
فسلام على الشهيد القائد حسن نصر الله.
سلامٌ عليه يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعَثُ حيًّا.
سلامٌ عليه سلام.
ولا نامت أعينُ الجبناء.
#جبهة_القواصم