غزة في أحلام ترامب: فلسطين، دولة غير معروفة، وغزة، ريفييرا الشرق الأوسط..!!

إب نيوز ٣ أكتوبر

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

▪️ الفخ الاستعماري.

حظيت خطة ترامب للسلام في غزة بترحيب عالمي واسع، وحفاوة عربية كبيرة، لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية ”دمج قطاع غزة بالضفة الغربية“ بإدارة مجلس عالمي تحت قيادة الحاكم توني بلير، وبإشراف مباشر من ترامب شخصياً، والذين سيحكمان ”فلسطين الجديدة“ لأجل غير مسمى، بقوانين دولية تسمح بذلك، وبالطريقة التي يريدها الكيان الصهيوني، وتمهيد الطريق نحو سلام دائم بين الفلسطينيين والصهاينة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وأستثمار سواحلها بوعود إقتصادية كبيرة، حتى تتحول الى ريفييرا الشرق الأوسط، بشرط أن يضمن كل من يريد البقاء فيها من الفلسطينيين التخلي عن معاداة الصهاينة من جانب، وترك حق العودة لبلداتهم التي طردوا منها بعد النكبة الأولى عام 1948 من جانب آخر، وكذلك يمكن أن تصبح غزة بعد أن تتحول كليآ إلى نسخة مطورة، موطن لكل من يريد السكن فيها من الشعوب والأمم الآخرى.

▪️ الخطة وقضاياها السياسية.

🔹 نظرية السلام الليبرالي.

من منطلق الفكر الغربي، ووفق خطة ترامب للسلام، سيتحول الجهاد في غزة، من جهاد إسلامي ضد الكيان الصهيوني، إلى جهاد ديمقراطي، حتى يتحقق السلام الكامل مع الصهاينة، ونقل غزة من عقيدتها المحلية إلى عقيدة دولية تفرض فرضآ عليها، لتنشئة أجيال جمعية على فكرة ”إن الدول الديمقراطية لا تقاتل بعضها“

🔹 تشكيل غزة وفق الموازين الأمنية الإسرائيلية.

بأشراف دولي وأقليمي مساعد لإسرائيل، تسعى خطة ترامب للسلام في غزة، إلى تفكيك حركة حماس سياسياً، وشل قدراتها عسكرياً، ونزع سريع لسلاحها، وتدمير شامل لأنفاقها، ومن ثم يؤسس كيان حكومي غريب في القطاع، لا دور فيه لحماس إطلاقاً، ويعملون على أن يكون تحت مسؤولية الكيان الإسرائيلي أمنياً، وينظرون لغزة من الناحية الاقتصادية، على أنها سواحل تدر ملايين الدولارات، ومن الناحية الأجتماعية، يأملون أن تصبح تلك الاستثمارات ذات يوم ياخور دعارة، ويبصرون إلى الأراضي التي لا تهم اسرائيل ولا تشكل خطر عليهم، على أنها عبارة عن كراج لوقوف السيارات لا اكثر.

▪️ المشهد المغاير.

الاهداف الضمنية ومابين سطور الخطة الأمريكية، هندسة جدية ليس لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية فحسب بل لعموم المنطقة وعلى مراحل معينة، ووفق مسارات إستراتيجية موثوقة، مبنية على تغييرات قد تحصل لاحقاً بخطة السلام العربي الأسرائيلي، لوجود تناقضات كثيرة بين صفقة القرن والخطة الحالية، لطمأنة عموم الساحة الإسلامية، بغية الإستفراد بجمهورية إيران الإسلامية، لدواعي كثيرة من أهمها أن أغلب الدول العربية والإسلامية ملت من الحروب ولا تريد حتى المشاركة الجزئية فيها، وسيقبلون بكل المبادرات التي تدعم السلام مع إسرائيل وسيتحملون أعبائها المادية، وقد يطالبون بخطط تماثل هذه الخطة في دول عربية أخرى.

وبكيف الله.

You might also like