أخطبوط الملوحة في البصرة معصوب العينين ويسير على زلاجات مائية..!!

إب نيوز 9 أكتوبر

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

تعود البصريين على تحمل أعبائهم بفخر أمام الجميع، لم يهزمهم التعصب ولا الجهل ولا تلك السحابة الكثيفة من الأزمات، ولم نشهد يوماً عبر كل ماضي مدينة البصرة الضارب في عمق الحضارة الإسلامية، أنها أكلت أبنائها، وسكبت فوق رؤوسهم ملوحة ماء البحر، وكل ما نعرفه عنها أنها ”خبزة العراقيين جميعاً“ هي تماماً عكس الحكومات، ولا تشبه السياسيين، الذين اكلوا خبزها ونسوا أهلها، وحصدوا زرعها واهملوا طهارة سنابلها، وأبتلعوا تمرها وجمارها ورموا سعف نخيلها بالنار، بفضلها جالس السياسين الورود، ومن ثرواتها شيدوا لهم ڤلل ضخمة، وارتدوا البدلات المستوردة، وإعتصروا العود والعنبر والبخور بقارورة عطر، وركبوا السيارات الفخمة وذات التجهيزات العالية، وتسكعوا مع أفاعي متبرجة في باريس، وعلى ضواحي نهر السين.

تعاني محافظة البصرة سنوياً من أزمة ”ملوحة المياه“ بالرغم من كون هذا العنصر أكثر المركبات الكيميائية انتشاراً على سطح الأرض، وبالنظر لكونه أرخص الموجودات، إلا أنه أصبح اليوم من أغلى المفقودات في عموم المحافظة، بحيث بات البصريين يحلمون بقطرة ماء ذات جودة مقبولة، وتأتي هذه الأزمة وسط تحذيرات عالمية، حول تداعيات الوضع الصحي والإجتماعي والبيئي في المحافظة، بعد أن تجاوزت نسبة الملوحة وبحسب التقديرات الرسمية، إلى مستويات غير مسبوقة، بحيث وصلت إلى إضعاف الحدود العالمية المسموح بها لمياه الشرب والاستخدامات البشرية الأخرى.

الكويت دولة معدومة الموارد المائية العذبة، وتعتمد إعتماد كلي على مياه البحر لشتى أنواع الأستخدامات، المنزلية والصناعية والزراعية، وحسب ما قرأت أن حكوماتها التي قادت وتقود الكويت ”بعقلية شيخ القبيلة لحد هذه اللحظة“ تستخدم التقنيات الومضية والتناطح العكسي وعلى مراح متعددة، لتنقية ماء البحر، حتى يصبح صالح وجاهز لكل أنواع الأستخدامات، وأعتقد أصحاب الخبرة وذوي الأختصاص يعرفون ذلك جيداً. بينما مؤهلات البصرة المحلية من أموال وقدرات وخبرات تفوق مؤهلات دولة الكويت أضعاف مضاعفة، فالماذا السادة المسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم السيد المحافظ، وبالأتفاق مع حكومة ”الأميرة بغداد“ لم يكلفوا أنفسهم يوماً لفعل ما فعلته دولة الكويت؟

البصرة اليوم لا تحتاج لمسؤوليها الحاليين، وتحت كل المسميات والمناصب والعناوين، بقدر إحتياجها لشخصية صبري محمد الملا سلمان المعروف بـ «صندوق أمين البصرة» المعروف بأستقامتة ونزاهتة، ورحم الله تلك المغنية التي صرخت بأعلى صوتها، الافندي عيوني الافندي، الله يخلي صبري صندوق البصرة.

وبكيف الله.

You might also like