اليمن في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى: صمود وإسناد لا ينكسر

إب نيوز 8 أكتوبر

محمد صالح حاتم

تحلّ علينا الذكرى السنوية الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى، العملية التي أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي والدولي، وكشفت حجم التفاعل الشعبي والرسمي مع معركة الحق والحرية. وقد برز اليمن في مقدمة جبهات الإسناد، فلم يكتفِ بالكلمات أو البيانات، بل كان له حضور فعلي وملموس على الأرض وفي السماء وعلى مياه البحر الأحمر وباب المندب.

منذ انطلاق العملية، لم تغب اليمن عن مشهد المقاومة، حيث نفّذت القوات اليمنية عمليات شبه يومية طوال العامين الماضيين عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة، استهدفت خلالها مدنًا ومواقع عسكرية واقتصادية حساسة، من بينها أم الرشراش، يافا، ومطار اللد. ورامون وغيرها هذه العمليات لم تكن مجرد رسائل رمزية، بل شكّلت ضغطًا استراتيجيًا على العدو، وأثبتت أن اليمن جزء أصيل من معادلة المقاومة، وأن القضية الفلسطينية هي قضيته الأولى، وأن أبناء غزة ليسوا وحدهم في الميدان.

وإلى جانب العمليات الجوية، لعب اليمن دورًا محوريًا في البحر الأحمر وباب المندب، حيث منع مرور السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى الموانئ المحتلة. هذا الدور الاستراتيجي فرض معادلة ردع جديدة، وأجبر العدو على تغيير حساباته، متكبدًا خسائر جسيمة، حتى أصبح ميناء إيلات شبه معطّل وخاليًا من الحركة الملاحية. إنها رسالة واضحة بأن اليمن حاضر بقوة في حماية القضية الفلسطينية والدفاع عن قضايا الأمة.

ما يضاعف قيمة الموقف اليمني أنه جاء رغم الحرب والحصار المفروضَين عليه من قبل أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة، وفي ظل تحديات داخلية قاسية. ومع ذلك، استطاع اليمنيون الموازنة بين الصمود المحلي والدور الإقليمي في الإسناد، فكان موقفًا سياسيًا، ميدانيًا، واستراتيجيًا، قبل أن يكون معنويًا وأخلاقيًا، يعكس التزامهم العميق تجاه الأمة وقضاياها المركزية.

وفي الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، يتجلى اليمن ليس كمراقب أو داعم بالكلمة فقط، بل كقوة حقيقية في الأرض والسماء والبحر. إن جبهة الإسناد اليمنية اليوم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مسار المقاومة، ودليلًا عمليًا على أن اليمن، رغم كل الجراح والتحديات، سيبقى في الخطوط الأمامية نصرةً لفلسطين، وعنوانًا لصمود لا ينكسر وإرادة لا تُهزم.

You might also like