اللهـم بلغت.. اللهـم فاشهد..
اللهـم بلغت.. اللهـم فاشهد..
إب نيوز ١٦ أكتوبر
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
لا تقولوا: استراحة محارب..
انتبهــوا..
واحذروا الوقوع في فخ هذه العبارة أو المصطلح..
ففي الحروب الأزلية الأبدية أو الوجودية أو المصيرية لا يوجد شيء اسمه: استراحة محارب..
وصراعنا مع «العـ ـ ـدو الصـ ـ ـهيوني»، وكما تعلمون، ليس صراعاً آنياً، أو عرضياً، أو عابراً، أو أي شيء من هذا القبيل حتى نخلد فيه إلى الراحة أو شيء من الفتور..
صراعنا معهم صراع أزلي وأبدي ووجودي ومصيري،
صراع لا مجال فيه، بأي حال من الأحوال، للتفاهمات أو التوافقات أو حتى أنصاف الحلول..
صراع يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ عنه: ﴿ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا﴾
فمن نصدق القرآن الكريم أم أولئك المراهنين على الحلول السياسية أو حل الدولتين كما يحلمون..؟
ما لكم كيف تحكمون..؟
لذلك، وبناء عليه، فأن مجرد القول فقط عن هذه المرحلة (مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غـ ـ ـزة) أنها استراحة محارب هو خطأ استراتيجي فادح وقاتل، فما بالكم بالركون إليه والتحرك على أساسه..
من قال أن «العـ ـ ـدو الصـ ـ ـهيوني» بإيقافه القصف والتدمير والإجتياح قد أوقف العدوان..؟
«العـ ـ ـدو الصـ ـ ـهيوني» ليس من أدبياته أن يهجع أو يفتر أو يعرف شيئاً اسمه: استراحة محارب..
فهو، وبمجرد أن يوقف جبهة عسكرية، إلا ويبدأ على الفور الإنتقال والتحرك في جبهات وميادين أخرى، استخباراتية وأمنية واقتصادية وثقافية لا تقل أهمية أو ضراوة عن تلك الجبهة التى أوقفها أو يُعتقد أنه أوقفها، في استعداد وتمهيد واضح لجولة عدوان قادمة..
يعني: فاهم شغله ودوره كويس، وفاهم طبيعة الصراع ومقتضياته ومتطلباته على أكمل وجه..
الدور والباقي علينا نحن الذين، وما إن ننتهي جولة من جولات الصراع مع هذا العـ ـ ـدو إلا ونبدأ رحلة طويلة من الإنصراف والإنشغال عنه تحت عنوان: استراحة محارب
لذلك، ومن هذا المنطلق، يتوجب علينا هذه المرة أن لا نكون في وعينا وإدراكنا وفهمنا لطبيعة الصراع مع هذا العـ. ـ ـدو ككل مرة، بل علينا أن نكون أكثر وعياً وإدراكاً وترصداً واستعداداً وتحسباً وتأهباً له من أي وقت مضى؛ لكيلا نصحو يوماً، وفي لحظة غفلة، على ضربة قاصمة مفاجئة منه تعيدنا إلى عصر ما قبل النكسة أو النكبة، فلا نفوق أو نصحو منها إلا بعد سبعين سنة أخرى أو يزيد..
اللهـم بلغت.. اللهـم فاشهد..
قللك: استراحة محارب.. قال..!
#جبهة_القواصم