محمد بن سلمان يطلب وترامب يلبي، ماذا تريد واشنطن من الرياض!!؟

إب نيوز ٢٢ نوفمبر

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

مقال تحليلي.

▪️ بايدن ينبذ محمد بن سلمان.

أفق العلاقة بين واشنطن والرياض في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مقيدة إلى حد كبير، وكثيراً ما ينزعج القائمون على السياسات الخارجية الأمريكية من السعودية، ودائماً ما يصفون المملكة بأنها مجرد شريك لا أكثر، على عكس ما ينظر إليها ملوك السعودية وأمرائها، الذين يطمحون دائماً لحصولهم على وعود حماية أبدية ”النفط مقابل الحماية“ على غرار ما حصل في السبعينيات من القرن العشرين، تلك الفترة التي ربطت فيها السعودية سعر النفط بالدولار الامريكي، ليظهر مصطلح البترودولار، مقابل حماية آل سعود، وتوفير أسباب بقائهم في الحكم لأطول فترة ممكنة.

وقد أعرب بايدن عن إستياء إدارته من سياسات الرياض الخارجية مرات عديدة، وتحديداً في ما يخص سجلها الحقوقي، ودعمها للنوع الإسلامي الذي تخشاه واشنطن، في أشارة إلى الاسلام الراديكالي، وتعهد بفرض عقوبات على السعودية على خلفية قرار الرياض بتخفيض أنتاج النفط، بالرغم من أرتفاع الأسعار في سواق الطاقة العالمية، وما سيلحقه بالاقتصاد الأمريكي من أضرار محققه جراء هذا القرار.

واقعاً- كانت العلاقة بين البلدين قبل سنتين أو اكثر أمام المراجعة الإستراتيجية، لتقييمها وإعادة النظر فيها، لكونها علاقات غير مجدية، ولا تتلائم مع الديمقراطية الأمريكية، هذا وقد تعهد بايدن بجعل محمد بن سلمان الأمير المنبوذ عالمياً.

▪️ ترامب يعيد تأهيل محمد بن سلمان.

في عهد ترامب تراجع الوضع لصالح السعودية كثيراً، حيث تجاوزت الإدارة الترامبية عن اغلب سياسات الإدارة السابقة المتعثرة مع الرياض، وفككت كل عناصرها، وصنفت السعودية على إنها حليف رئيسي خارج حلف الناتو، ومنحت محمد بن سلمان كل ما يسعى اليه «رقائق متقدمة للذكاء الاصطناعي، طائرات f35 المتطورة، إتفاقية دفاع مشترك، فتح باب التعاون في مجال الطاقة النووية» إضافة لبعض الطلبات الإقليمية الأخرى.

فما الذي رآه ترامب في محمد بن سلمان ولم يراه بايدن؟

وهل من الممكن أن يكون للرياض أدوار أمنية إقليمية في المستقبل؟

وهل السعودية ما بعد حرب «12 يوم وغزة» تختلف عما سبقها؟

وهل تكفل بن سلمان بوضع الحكام والمحكومون في السعودية تحت الآمرة الأمريكية؟

وهل سترعى أمريكا أحداث أمنية تاريخيه في الشرق الأوسط، تخص حزب الله واليمن ولربما العراق، يديرها بن سلمان وينفذها أحمد الشرع ؟

الاسئلة مهمة ومن الغباء إهمالها.

▪️ الحليف المسلم.

مع إن الإتفاقات التي أبرمها بن سلمان مع الإدارة الأمريكية مؤخراً، لم تقدم صورة متكاملة عن طبيعة العلاقة بين البلدين، وما سيحصل في المستقبل، الأ أنها تتجاوز الطبيعة الأمنية العادية، والاستثمارية الاقتصادية، وتتعدى حدود الوجهات السعودية الأخرى«الصينية والروسية والباكستانية» وهي أقرب مايكون إلى الاستحواذ الأمريكي المنفرد على أرض وسماء وموارد السعودية، لإيجاد ”حليف إستراتيجي مسلم“ يدعم ويشارك في كل القضايا التي تخص أمريكا وأسرائيل بما فيها المعارك ضد ”العدو المشترك“ التى قد تحصل لاحقاً في الشرق الأوسط.

وبكيف الله.

You might also like