كورونا في زمن الماكرونا !

 

إب نيوز ٢٣ مارس
بقلم الشيخ /عبدالمنان السُنبلي.
في الوقت الذي كان الصينيون يواجهون فيه فيروس كورونا بكل جديةٍ وحزم بعد أن بلغت حالات الإصابات هناك أرقاماً قياسيةً مفزعة كان الإيطاليون هناك في النصف الآخر من الكرة الأرضية ينظرون إليه بشئٍ من اللامبالاة واللاكتراث، فما عساه فاعلٌ بهم وقد امتلكوا من الطفرة العلمية والتكنولوجيا والإمكانيات الإقتصادية ما يعتقدون أنهم قادرون على قهر ما هو أعظم منه وأخطر، أو هكذا كانوا يتصورون !
كانوا يعتقدون في الحقيقة أن كورونا مثله مثل أي مهاجرٍ غير شرعيٍ لطالما حلم بالوصول والدخول إلى بلادهم إلا أنه وفي طريق رحلته الطويلة والشاقة هذه ما يلبث أن يصطدم بإجراءاتٍ أمنيةٍ معقدةٍ ومشددة تحول بينه وبين بلادهم فلا يجد عندئذٍ أمامه سوى البحر يبتلعه ويرديه غريقاً غير مأسوفٍ عليه !
لم يكونوا بصراحة يعرفون أن كورونا لا يعترف بحدودٍ جغرافيةٍ ولا بحواجزٍ أو موانعٍ حدوديةٍ ولا يميز بين آسيويٍ أو أوربيٍ أو أفريقيٍ أو أمريكي إلا بعد أن وجدوه قد وصل واستقر بين جنباتهم وبدأ يفتك بهم واحداً بعد آخر بلا هوادةٍ ولا رحمة ! عندها لم يعد بوسع تكنولوجيتهم وقوة اقتصادهم أن يسعفهم بالتطويق أو الحد من انتشار وتفشي هذا الواصل إليهم على حين غفلةٍ واستهتارٍ منهم، فقد وقع الفأس في الرأس وأتى كورونا على موائد الماكرونا وانتهى الأمر !
أنا هنا طبعاً لست شامتاً -معاذ الله- ولكني أوصِّف حالة ماثلةً أمامي وأمام أعين الجميع لمن أراد أن يذكر أو اراد شكورا !
كذلك الأمر بالنسبة لمن سواهم من الشعوب الذين بدأوا يتعاملون مع كورونا بنفس العقلية المستهترة واللامبالية التي تعامل بها الإيطاليون في بادئ الأمر وخاصةً في عالمنا العربي، فلن يجدوا أنفسهم إلا وقد وصل بهم الحال إلى ما وصلت إليه إيطاليا من تفاقمٍ للأمر وفقدانٍ للسيطرة الأمر الذي أدى إلى خروج رئيس وزراءهم معلناً على الناس عجز حكومته وقلة حيلتها في مواجهة كورونا رغم إمكانياتهم وقدراتهم المادية والإقتصادية والعلمية المهولة والضخمة .
نحن اليوم بصراحة أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما، فإما أن نحذو حذو الصينيين ونتعامل مع الامر شعوباً وحكوماتٍ بجديةٍ وحزم فننجو وتنجو شعوبنا وإما أن نواجه كورونا بعقلية صانعي الماكرونا فنهلك وتهلك شعوبنا معنا، فأي الخيارين علينا اليوم أن نختار ؟!

#معركة_القواصم

You might also like