الدماء الطاهرة والثأرُ القادم .

 

إب نيوز ١٧ يوليو

أم الحسن أبوطالب

وكما هي عادة المجرمين دائماً لا ينتهون من مجزرة حتى يقومون بأخرى وكأنهم وحوش بهيئة بشرية تتغذى على الدماء والأشلاء، ولا تتركُ جمعاً لفرح أو مأتم إلا وحلقت طائراتها الغادرة على من فيه، وجعلت منهم أشلاء متناثرة أو مختلطة ببعضها ومن نجا منهم أصيب أصابة بالغة، ومن عايشها وسلم يبقى أسيراً لرعبها وهول ما حدث فيها، وحتى منازلهم التي كانت تأويهم أصبحت أثرا بعد عين.

حقدٌ دفين ووحشيةٌ منقطعة النظير وأذناب أمريكا وإسرائيل مازالوا مستعدين لتقديم القرابين ولا شيء غير الدماء والأشلاء يشبع جشعهم في إبادة شعبِ الإيمان والحكمة لا لشيء سوى أنهم شعبٌ قالوا ربنا الله ثم استقاموا ورفضوا موالاة أعداء الله وأعلنوا عدواتهم لهم.

دماء الأبرياء من النساء والأطفال والآمنيين وأشلائهم وإن كانت أوجعت قلوبنا وتساقطت لها دموعنا واقشعرت لوحشيتها جلودنا، إلا أن عزائنا فيها أنها ستكون موجة من أمواج الطوفان القادم الذي سيجرف تحالف الأعراب ويبدد جمعهم بإذن الله.

تلك الأرواح البريئة التي صعدت إلى بارئها لا شك أنها قد بثت شكواها إلى الله عن من أفزع سكينتها وبدد أمنها وسرق حياتها، وستخبره عن ظلم من أحرقها ومزق أجساداً كانت تسكنها دون ذنبٍ ولا جريرةٍ وعلى حين غفلة….. ورغم كل ذلك تبقى الأرواح مطمئنة فـ الله حكمٌ عدل قد حرم على نفسه الظلم وجعلهُ محرماً بين البشر، ولابد أن يأخذ بحقها مِن من ظلمها واعتدى عليها وأنه قد جعل في أرضه قوماً أولي بأسٍ شديدٍ وقوة هم من نصروا الله فنصرهم وأيدهم بعد أن كانوا قلة مستضعفين وهم من سيأدبون الطغاة الظالمين وعلى أيديهم سيكون الثأر لدماء الأبرياء بإذن الله، فليرتقب المعتدين أياماً عصيبة بمرارة تلك اللحظات التي عايشها كل من تم قصفهم وقتلهم بنيران من ظلموا وتجبروا فالدماء الطاهرة وآلام الجرحى ودموع الثكالى والأرامل وبؤس اليتامى وكل ما دمرته آلة الحرب لابد أن يأتي يومٌ يتحقق فيه العدل ويأخذ كل ذي حقٍ حقه وما ذلك على الله بعزيز.

.

You might also like