عيدهم في الجبهات شذرات لإسترواح القلوب

إب نيوز ١ يوليو

إقبال جمال صوفان

هاقد تحرّكوا رجال اليمن نحو جبهات العزة والكرامةِ والشرف ولم يتقيدوا بتواريخ الأيام لأن تحرير الأرض من دنس المحتلين أهم من أي شيء.

ذهبوا في تمامِ يوم عرفة المُبارك بعد تناولهم لوجبةِ العشاء هذا اليوم الذي يستعد فيه أهل الإسلام قاطبةً لإستقبال العيد.

نعم إنهُ “العيد “الذي يستعد له جميع الناس منذ أشهر ويشترون الثياب باهضة الثمن والأطعمة المتنوعة والحلويات الفاخرةً، يخرجون فيه هم و أولادهم وبناتهم ليتفسحوا ، يتنفسوا ، يتمتعوا ، ويمضون الوقت سويةً برفقةِ أحبتهم بكل سعادة و حب و هناء.

كُل هذا وأكثر بفضل الله وبفضلِ رجال الرجال الذين تركوا أهاليهم وكل مايملكون فداءً لله وللوطن، تنازلوا عن أغلى وأثمن الأشياءِ لديهم فقط لتحيا اليمن حرّة أبيّة كريّمة تواقة للنصر الآتِ لا محالة.

ودّعونا وأعيننا تفيض من الدمع، قلوبنا تتألم من الفقد، وأرواحنا ترنو إلى اللقاء.

غادرونا ونبضنا يُنهكهُ الحنين، أنفاسنا يُمطرها الشوق، وآلآمنا تحفّها الآمال، ذهبوا وهم يتوشحون رداء العزّة يحملون لواء القضية ويتمسكون براية الحريّة.

توجّهوا نحو سياراتهم وكُلهم ثقة بقول الله تعالى :(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [سورة آل عمران 159] لاحوا بأيديهم قائلين لنا: “لا تحزنوا إن الله معنا” فكان ردنا عليهم :”نعلمُ أن اللهَ سيردُكم إلينا كي يُقرّ أعيننا”
سواءً عُدتم إلينا شُهداءً أو أحياء لأنكم لله وفي سبيل الله تاجرتم معهُ فربحتم تجارتكم ومهما كُنتم كِرامً أعزاءً أوفياء فكل غالٍ يرخُص في سبيلِ الله ولا يُسترد إن بُذل!!

مضوا مُطمئنين مُستبشرين بالنصر والتمكين الذي يلوح في الأفق واثقين بقولهِ تعالى :
(نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الصف 13]

شوقهم للجبهات عانق قمم الجبال صافح هامات السحاب وسابق قطرات المطر .

إنطلقوا كي نحيا بسلام كي نهنأ بالعيش كي نسعد بالأيام!! فلولاهم لما أقمنا أفراحنا ولما أمِنّا في منازلنا .

ساروا في دربِ الجهاد من أجلنا جميعاً من أجل كرامتنا، حريتنا، إستقلالنا ، عزتنا، شموخنا، إبائنا، وكل المواصفات التي تليقُ بنا كشعب يمني حر صامد على مدى خمس سنوات .

يأخذنا الحنين إليهم في كل وقت وحين فنرى أم تُكمل صلاتها ونراها تدعو بكل صدق لمن؟ لفلذة كبدها الذي لم تنساها يوماً في سجودها! ونرى الأم الأخرى شاردة بالتفكير وهي تأكل طعامها ولا تصحو من ذلك السهو إلا بتنهيدة من عمق القلب يصاحبها قولها :”مجاهدي يحب هذه الأكلة” ومواقف عديدة تُظهر شغف التعلّق بمن لا تقوى الروح على مفارقتهم لذا فإن التواصل الروحي لا ينقطع أبداً..

أجهدوا أنفسهم حتّى نصل إلى النصر ونحنُ أهلٌ له ونرتدي الفخر ونحنُ حُقٌ به ونتميز بالرّقي ونحنُ أجدر به فكان عيدهم في الجبهات شذارت لإسترواح القلوب.

#أعيادنا_جبهاتنا

You might also like