الولاية كمال الدين وتمام النعمة .

إب نيوز ٣ أغسطس

منير إسماعيل الشامي

لو أن أبليس اطاع الله وسجد لآدم لأرتفعت منزلته عند الله وعلا شأنه بين الملائكة فلم يكن سجوده حينها تنقيصا من قدره ولا تحقيرا لمنزلته ابدا ولا كان بسجوده سيخسر شيئا بل على العكس كان عاقبة ذلك فوزه وفلاحه، وعلوه ورفعته،لكنه افتتن بالسجود لآدم فضل وعصى ربه وخسر كل شيء وحقت عليه لعنة الله وغضبه وتلك هي الحقيقة التي يقر بها ويؤكدها كل مسلم من عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وإلى أن تقوم الساعة.

ومثلما فتن ابليس بالسجود لآدم فقد فتنت الأمة الإسلامية بالولاية انتقاما منهم وسعيا منه ليبر قسمه الذي بينه الله لنا بقوله جل جلاله ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْـمُسْتَقِيمَ
ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
فلاحظوا “لأقعدن لهم صراطك المستقيم” ومعناها واضح بأنها سيفتن بني آدم في دينهم القويم وسيأتيهم من كل جهة ليضلهم عنه حتى يعرضوا عنه إلى خلاف ما يأمرهم ويجعلهم يتمسكون بالضلال ويدافعون عنه، ويتركوا الهدى وينكرون من يدعوا إليه ويقاتلونه ويكفرونه ويخرجوه من ملة الدين وهذا ما حدث للأمة من اﻷيام الاخيرة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحتى اليوم وغدا….. وإلى أن يشاء الله

ولو أنها قبلت بالولاية وسلمت لأمر الله ورسوله فيها ما كانت لتخسر كل شيء بل كانت ستنال الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة وستحظى بالعلو والرفعة،والعزة والكرامة، والقوة على اعداءها، والتمكين على الأرض والقيادة والريادة إلى قيام الساعة.

لقد أصبح أمر الولاية فتنة الأمة الكبرى والسبب اﻷول لضلالها وضعفها، وإختلافها وهوانها، وانحرافها وتيهها اطاعت غالبيتها ما زينه لها عدوها في الولاية وعصت الله ورسوله فيها وقال رجالها نحن خير من علي كما قال ابليس انا خير من آدم وتجاهلوا أن الله اصطفى لهم ما فيه خيرهم وفلاحهم، وفوزهم وغلبتهم، وقوتهم وعز شأنهم، وعلوهم وتمكينهم، وأعرضوا عن آيات الله البينات في كتابه، وتناسوا أن الولاية نعمة الله العظمى عليهم فبها توج دينهم وأكمله، وبها أتم نعمته ورضي بها لهم فخسروا كل شيء كما خسر ابليس كل شيء تماما

لم يكلفوا انفسهم حتى التدبر في آيات الله ولم يسألوا انفسهم أو يتساءلوا عن أمر الولاية لماذا أكمل الله بها دينهم؟ ولماذا أتم الله بها نعمته عليهم؟ ولماذا أكد الله رضاءه لهم بالإسلام دينا بعد أن توجه بولاية الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام؟

ولم يسأل أحدهم نفسه طوال أكثر من 1440عام هل دينه كامل بدون الولاية ؟ وهل يقبل الله إسلامه ويرضى به بدون الولاية ؟

لقد أكد الله رضاه بالإسلام دينا للأمة بعد بيعة الغدير لأنه سبحانه وتعالى هو العليم بأن قوام الدين وقوته وعزة المسلمين وتمكينهم لا يكون إلا بولايتهم لهذا البيت الشريف ونسله الطاهر وما إذهابه عنهم الرجس وتطهيره لهم تطهيرا إلا إعدادا منه لهم لحمل هذه المسؤولية وتأهيلا لهم ﻷدائها على الوجه الأكمل، فالله سبحانه يصطفي ما يشاء ويختار والامر كله له وحده وعلى كل مسلم التسليم المطلق بذلك ويحرص على طاعة الله ورسوله ولو أغضب كل من في الارض، ولذلك لا يمكن أن يكتمل دين أي مسلم إلا بولاية الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وولاية كل من أمر الله ورسوله بتوليهم بعده وما يؤكد ذلك هو حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي قال فيه( لو أن رجلا عبد الله بين الركن والمقام سبعون عاما وصام نهارها وقام ليلها وانفق ماله في سبيل الله علقا علقا ثم قتل مظلوما بين الركن والمقام ما تقبل الله من عمله ذاك كله إلا بمولاة أولياء الله ومعاداة أعداءه) أو كما قال

وهذا ما يجب أن يدركه كل مسلم تمام الإدراك وما يجب أن يعلمه كل مسلم تمام العلم فلا حجة له يوم القيامة يحتج بها أمام الله وقد سمع وقرأ في الدنيا قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون() ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ()
صدق الله العظيم
وسمع أحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك كحديث الثقلين، وحديث السفينة، وحديث الغدير وغيرها
لأن لكل إنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.

You might also like