مبادرات السلام ووقف الحرب في اليمن ما بين الشك والحقيقة

إب نيوز ١٥ أكتوبر

الدكتور علي أحمد الديلمي

كل يوم تظهر مبادرة أوتيار وجميعها تعمل من أجل وقف الحرب في اليمن والدعوة إلي تحقيق السلام لجميع اليمنيين

تدخل اليمن اليوم في صراعات متجدده مع أستمرار الحرب وفشل جهود السلام لم يستوعب كثير من اليمنيين مايجري في اليمن ولم يتمكن الغالبية من تشكيل أدوات قادره على التحكم في تغيير مايجري رغم وجود بعض المحاولات التي تعثرت أو لم تتمكن من تقديم مبادرات أو مشاريع مقبوله لحل المشاكل الاجتماعيه والسياسية والاقتصادية وطبيعة العلاقات مع دول الجوار والإقليم وإحلال السلام الشامل

ان البقاء في أعتماد الأطراف السياسية في بلادنا على الأطراف الاقليمية والدولية والامم المتحدة ومبعوثها في تقديم الحل وإنهاء الحرب لايمكن أن يتم اذا لم يدرك اليمنيين حجم المصالح والصراع بين الدول الاقليميه والدولية والتي يمكن أن تحول اليمن الي نار مشتعلة وقودها اليمنيين ولفترة طويلة .

في ظل ضعف الدولة وغياب الإحساس بالمسؤولية والوطنية من قبل معظم المسؤولين في اليمن تجاة المطالب المشروعة والحقوق الغائبة لمعظم الناس في مختلف الجهات وفي ظل غياب القانون وغياب الامن وحالة الفقر والمرض الذي حولت حياة الناس الي جحيم وبسبب غياب الوعي لدي معظم الناس بمحاسبة السلطات والرقابة علي أعمالها للحد من الفساد الذي حول البلد الي رماد في ظل كل هذة الأوضاع السيئة والأزمات التي تمر بها بلادنا من حصار كل شئ يتعلق بحياة الناس وحرب أهلكت الانسان والأرض والحيوان يجد الفاسدين هذة الأوضاع هي أرضيتهم الصالحة في ممارسة فسادهم ونهب الأموال العامة في ظل غياب الرقابة والمحاسبة ويزداد إعتقادهم أن أي سلام هو خروج نهائي لهم من المعادلة السياسيه ولذلك يعملون على أستمرار الحرب وأستمرار معاناة الناس من أجل أستمرار منافعهم.

طالت الحرب في اليمن والأطراف الاقليميه والدولية لا يوجد لديها رؤيا واضحة أومشروع محدد تجاة تحقيق السلام في اليمن مجرد تشابك المصالح وأختلاف الأهداف تدفع جميع الأطراف إلي التبشير بأهمية وقف الحرب بينما الواقع يؤكد غير ذلك .

التحولات الجديدة التي حدثت في اليمن أثبتت أننا أمام وضع وجديد وتداخل مصالح بين قوي أقليميه ودوليه وغيرها في اليمن

و بعد ما يقرب من ست سنوات من الدمار لا يزال أفق السلام مفقودا في اليمن والمنطقة

ولهذا فإن الواقع الضعيف والهش الذي نعيشة هو يعبر عن واقعنا السياسي فمن يمثلنا هم ضعاف النفوس وأكلة المال الحرام وعديمي الكفاءة والمصداقية

كثير من اليمنيين يسعي من أجل السلام ووقف الحرب والمعاناة عن الناس وهي جهود مخلصة يجب على الجميع تشجيعها والعمل معها

لكن الملاحظ أنة خلال الفترة الماضية تمت العديد من المبادرات حول السلام منها التيار الثالث والذي لم يتمكن حتي من الإعلان عن نفسة ومجموعة السلام التي عقدت أجتماعها في الاردن وكنت أنا أحد المشاركين فيها وأنتهت هذة المجموعة مع تعيين رئيس لجنتها التحضيرية وزيرا في حكومة الشرعية واليوم هناك الكثير من الدعوات والمبادرات حول السلام من جهات مختلفة والحقيقة أن أي جهد أومبادراة من أجل السلام ووقف الحرب يجب تشجيعها والوقوف معها

تظل الإشكالية اليوم في هذة الاعمال والجهود الذي ينتظر الناس منها الفعل وليس الكلام أن معظم المبادرات والجهود أغلبها يثار حولها الشكوك

وأنها غير مستقلة وأن مؤسسيها مجرد مقاولين مع أطراف أقليمية أومحلية وتظهر الخلافات وتنتهي هذه الاعمال بسبب أختلاف أعضائها المؤسسين على الأموال والدعم المقدم لمثل هذه الاعمال

إن العمل من أجل السلام ووقف الحرب هو طريق شاق ويحتاج إلي إيمان وصدق وإلي أستقلال تام أما من يفكرون أن هذا العمل هو مجرد الحصول على مزايا من هذه الأطراف والعمل على تكييف كل الجهود والأعمال بما يتوافق مع سياسات وأجندات هذه الأطراف بإسم السلام سيكون جريمة أكبر وإساءة لكل ماتحملة الشعب اليمني من معاناة وألم

إن أي شكوك في عدم أستقلال هذة الاعمال في الارتباط بإي طرف سواء أقليمي أو محلي يفقد هذة الاعمال أهميتها وكلما كانت هذة الاعمال مستقلة وواضحة الأهداف كلما كان التفاعل معها وتأييدها أكثر ولاشك أن صوتها وتأثيرها سيكون ممكنا على كل الأطراف

هناك الكثير من الشخصيات اليمنية السياسية المحترمة والمثقفين وقادة الرأي وأعلاميين ودبلوماسيين وصحفيين وغيرهم يتم أستغلالهم ودعوتهم لمثل هذة المبادرات والأعمال ولا تكون مشاركتهم ورقابتهم على مايتم بصورة كاملة وينبغي عليهم ان يكونو أكثر مشاركة في أي عمل يشتركون فية

وفي الختام إن العمل الجماعي والانفتاح على الاراء المختلفة هي من عوامل القوة والقضاء على التفرد وشعبنا اليمني في أمس الحاجة اليوم إلي تيار جامع شامل يساهم بكل صدق وأستقلال في أحلال السلام ووقف الحرب ومن يعمل بطريقة الحيرفة ولديه أرتباطات ويستغل الناس في مشاريع كاذبة فلا شئ في هذة الأيام يظل سر فكل سر مكشوف وكل كاذب ملعون ونسأل الله لكل من يسعي من أجل وقف الحرب وأحلال السلام في اليمن التوفيق والسداد

سفير ودبلوماسي يمني

You might also like