نحن بحاجة لهيئة للترفيه .

 

إب نيوز ٢٩ يناير

عبدالملك سام

على خطى آل سعود أنصح حكومتنا الموقرة بإنشاء هيئة خاصة للترفيه ، ولكن قبل أن ينتقدني أحد أرجو أن تستمعوا لكلامي أولا ..

آل سعود وجدوا الحل لمشاكلهم المتراكمة في فكرة شيطانية أسمها هيئة الترفيه ، وهو فساد مقنع ببعض المتعة البريئة ، ولكنه في الحقيقة فساد أخلاقي يستهدف الشعب في دينه وقيمه المتبقية بعد عقود من الإفساد الممنهج بداية بدين الوهابية الذي ضرب الدين من الداخل ، وأنتهاء بالديسكو والعهر الحلال والخمر الأسلامي !!

آل سعود حققوا عدة فوائد من فكرة هيئة الترفيه ، وأنا اخالف الكثيرين ممن ظنوا أنها فكرة فاشلة ؛ فقد حقق آل سعود منها أن استطاعوا أن يشغلوا الشباب عما يهمهم فعلا وأنشغلوا عن التفكير في المستقبل والحياة والأنجاز ، فجروا هؤلاء المساكين للأنشغال بالشهوات والملذات . ثم أن النظام السعودي يجني الثروات من وراء مشاريع الفساد هذه ووجد سوقا استهلاكية لمنتجات المخدرات والخمور التي كان الامراء يتاجرون بها سرا في الماضي ، والأمر المهم هنا انهم أستجابوا لما يريده سيدهم الأمريكي والدول والمنظمات التي كانت تتهمهم بكبت الحريات !

ماهو مفهوم الترفيه الحقيقي ؟! ألا يعني هذا هو أن تحرص الحكومة على أسعاد الناس وراحتهم ، او كما يطلق عليه الاحصائيون : “مستوى رضا الجمهور” .. ولكن في ظل الأوضاع التي نعاني منها بسبب العدوان والحصار فقد نجد أن حكومتنا بالكاد تستطيع تلبية الحاجات الأساسية ، ناهيك عن تحميلها مسؤولية الترفيه عن المواطنين ! فما الحل ؟!

الحل برأيي طالما ونحن نهدف لترفيه الناس هو أن تقوم هيئة الترفيه – المقترحة – بأخذ مجموعة من الناس في رحلات “ترفيهية” إلى الجبهات ، ورأيي الشخصي أن هناك الكثير والكثير من الناس يجهلون حقيقة ما يحدث هناك ، وتصورهم عن الجبهات أنها مكان ستقتل فيه لا محالة ! والحقيقة التي رأيتها بنفسي بأنك هناك ستجد متعة العزة والكرامة في كل موقف وبشكل دراماتيكي لا ينتهي إلا وقد أصبحت عاشقا للجبهات ..

هناك تشاهد العساكر المحتلين الذين يتعالون على المرتزقة وهم يجرون أمامك كالأرانب اذلاء ، وهناك تلمس بنفسك أعظم اسلحة العالم تحت قدميك ، وهناك تجد نفسك محاط بأعظم واشرف وأنبل من يمكن أن تقابلهم في حياتك كلها ، هناك اخوة صادقة ودين حقيقي وأخلاق قرآنية .. انها فعلا أفضل رحلة ترفيهية يمكن أن تحصل عليها في حياتك كلها ، حيث لا هموم ولا مشاكل ولا منغصات .. فماذا ننتظر ؟! وماذا تنتظر حكومتنا حتى تجعل الذهاب إلى هناك متاحا للجميع ولو لمرة واحدة أجباريا على كل مسؤول أو موظف او مواطن ، وبعدها أنا متأكد بأن الجميع سيكررونها مرات عدة ، والبعض لن يعود حتى تضع الحرب اوزارها .

طبعا هناك من سينتقد كلامي على انه دعوة لجر الناس عنوة لميادين القتال ، وماذا في ذلك ؟! هذا أمر طبيعي لو رأينا ما يحدث في الدول الاخرى حيث تجد الحكومات أنه من واجبها أن تدفع بالناس للتجنيد الإجباري للدفاع عن بلدهم ، بل وتحاكم كل من يتقاعس عن القيام بواجبه ، ولكنني بصدق لا اطلب اكثر من فرصة الذهاب ولو لمرة وخوض هذه التجربة الفريدة التي لن يستطيع أحد ان يجدها سوى هنا في بلدنا وبين مجاهدينا العظماء .. لمن لم يجرب أنصح بأن يجرب ، ومن جرب ارجو ان يحدث الآخرين بتجربته وكيف يشعر ، وعندها سيحكمون على كلامي .. ودمتم بود .

 

You might also like