الزكاة مشروع حياة

إب نيوز ١٤ يونيو

مرام صالح مرشد

تُواصِل هيئة الزكاة في المشاريع الخيرية، من كفالة الأيتام، والكسوة العيدية لأسر وأبناء الشهداء، والسلال الغذائية، والراتب أيضاً، كل هذا الاهتمام ظَهر مؤخراً، عندما وصلت الزكاة إلى أيادي من يعرف مصارفها بالشكل الصحيح، وعلى من يجب أن تُصرف هذه الأموال، كذلك للهيئة العامة للزكاة دور كبير فيما تقوم به، من جهود حثيثة لتمكين أسر وأبناء الشهداء من مشاريع تمكنهم من الاعتماد على ذاتهم، ولها الدور العظيم في جمع التبرعات لنصرة القضية الأم (القضية الفلسطينية) على العدو الغاصب، فلله الحمد اليوم قد عاد العدو الإسرائيلي إلى بلده خائب ذليل منكوس الرأس، بعد أن جرعوه أحرار فلسطين جرعات الموت داخل بلده، وكل ذلك بفضل التكاتف الشعبي العربي الحر.

يتضح لنا من عمل واهتمام الهيئة العامة للزكاة بأسر وأبناء الشهداء، المكانة العالية والعظيمة للشهيد بين أوساط الأمة، كذلك أن أقل واجب نقدمه تجاه الشهداء وأمام تضحياتهم هو الوفاء لهم، فقد جادوا بأرواحهم رخيصة فداء لهذا الشعب وهذا الوطن، ولم يبخلوا بأغلى مايمتلكوه (دمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة)، فكيف لا نقدم لأبنائهم وأسرهم ولو القليل أمام ما بذلوه في سبيل نصرة هذا الشعب المظلوم، لمحاربة الطغاة ودك الفساد للعيش بعزة وكرامة لأبناء هذا الشعب، وبفضل الله اليوم مانراه من انتصارات وتقدمات في ميادين الشرف والبطولة كل ذلك بفضل شهدائنا ودمائهم الطاهرة، الذين يسَّروا لنا الطريق فما علينا إلا أن نحذو حذوهم لنحظى بما حظوا به.

كما كان للهيئة دورها البارز باستهداف فئة السجناء والنزلاء، بتوزيع الهدايا لهم، والاطلاع من قِبل وجهاء الدولة على قضاياهم، والعمل على حلها للتخفيف من معاناتهم، ومغادرتهم للسجون بالعفو والصلح بين جميع الأطراف، وتقديم العون في الجوانب الإيوائية، فلم نلاحظ هذا التحرك الجاد في هذا المجال إلا حين أتى أهل الحق، من يعرفون الله حق المعرفة، ومن يعرفون لمن تُصرف مصارف الزكاة الشرعية الثمانية، فاليوم نشعر بأهمية هذا الركن وهذه الفريضة بخلاف ماكنَّا نشعر به في وجود النظام السابق فلم نرَ ولو رُبع هذه الجهود المبذولة، لتحسين أوضاع المستحقين لصرف الزكاة لهم.

وفي ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد، لا بُد من إدخال البسمة على السجين، وإسعاد أسر وأبناء الشهداء، وتقديم العون للمستضعفين، وتزويج المتعسرين المتعففين، والتخفيف من معاناة المستحقين للزكاة، والإفراج عن المتعسرين في السجون ،ودعم الأفران والمطابخ الخيرية، لتوفير ما تيسر من الوجبات للمستضعفين المحتاجين، كذلك دعم القضية الفلسطينية، وتمكين العديد من المشاريع، في المجال الزراعي، والاقتصادي، وغيرها من المشاريع الخيرية والإنسانية، وكل هذا بفضل الله تقوم به حالياً هيئة الزكاة وفق مصارف الزكاة المشروعة لهم فللهيئة كل الشكر والتقدير، كما تعمل على إقامة ركن الزكاة بالشكل المطلوب باعتباره الركن الأساسي للتكافل الاجتماعي، وبهذا نشكر الله بأن سخّر لنا قيادة حكيمة جعلت من الحلال والخير يسير في مسراه، وأكدت لنا أن الزكاة فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وإن لم تخرجها فإن مالها لم يعد لك، وأنك تأكل في بطنك مال غيرك، مالٌ حرام.

You might also like