بعد طول انتظار للقصاص

إب نيوز ١٩ سبتمبر

عبدالملك سام

رأينا كلنا مشاهد إعدام تسعة مجرمين ساهموا في مقتل عزيز اليمن (الشهيد صالح الصماد) ، وكان في النفس شجى وفي العين قذى ، فما موت هؤلاء يمكن أن يطفئ حسرة شعب بأكمله على رئيس إستثنائي كالصماد ، ولكن يبقى لنا أن نتذكر الصماد الرئيس كنموذج لما يجب أن يكون عليه من يتقلد هذا المنصب من بعده ..

طبعا لم يفوتنا أن نشاهد تلك الوجوه بتمعن ، وكأننا نحاول أن نسبر أغوار نفوسهم لنعرف سبب ما فعلوه ؟! فقد قيل لنا بأن المال هو ما سلبهم عقولهم ، ولكن من يصدق أنك يمكن أن تبيع شخصا كريما وطيبا كالصماد بملئ الأرض ذهبا ؟! خاصة وأنت تعرف بأنك بهذا الفعل لابد ستخسر آخرتك ، وسيكون مصيرك الخلود في النار ! ولكن من قال أن الجميع يؤمن بأن هناك جنة ونار ؟! فهل كان الشمر الملعون يوم حز رأس حفيد رسول الله (ص) يؤمن بوجود جنة ونار ؟! لا أعتقد ..

تفاوتت مواقف المجرمين في يوم القصاص ؛ فكان هناك من عجز عن الوقوف خوفا من الموت ، ولكنه كان جريئا يوم زرع شريحة التتبع في ملابس مرافقي الرئيس الشهيد ! وهناك من أصر أن يبتسم ليخبرنا ألا ندم هنالك في قلبه ، ومات ميتة يستحقها غير مأسوف عليه ! وهناك أيضا من وقف مذهولا لا يلوي على شيء ، فقط يتذكر ما جنته يداه بحسرة ، ويلوم نفسه على ما كان عليه من الغفلة يوم ظن أنه سينجو بفعلته من الله والناس !

ما يدفعنا للسخرية والإشمئزاز في ذات الوقت هو أن أبواق العدوان من قوادين وشواذ كعادتهم لم يستطيعوا أن يسكتوا ، بل واصلوا نباحهم كالعادة متهمين القضاء المتأني بالظلم ! متباكين على أشخاص لا يعنيهم مصيرهم ، ولا هم حزينين حتى على ما جرى بهم ، فقط هم قد اعتادوا أن يمارسوا البغاء الإعلامي بصوت نشاز ليلفتوا نظر سيدهم السعودي المندهش من مستوى حقارتهم ، وليرمي لهم بعدها بعضمة ليتعاركوا عليها ، فبئس ما وصلت إليه أنفسهم الدنيئة !

بقي لنا في الختام أن نقول بأن ما جرى لا يمكن أن يطفئ نار حزننا على الرئيس الطيب صالح الصماد ، ولكن حسبنا بأنه نال الشهادة في سبيل الله وهو في خدمة أبناء هذا الشعب المظلوم المستضعف ، وأملنا في الله بأن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه كل من شملتهم لائحة الإتهام وهم ينالون جزاءهم العادل ، وأيضا نتمنى بأن تتحقق رؤية وما كان يتمناه الرئيس الصماد لليمن واليمنيين واقعا ، خاصة مشروعه النهضوي (يد تبني ويد تحمي) ، وأن تتطهر مؤسساتنا من الفساد ، وينتصر اليمن على قوى العدوان ، وأن نبني اليمن العزيز والكريم لكل أبناءه .. والسلام على أرواح الشهداء .

 

 

You might also like