قتلوا شيرين لتحيا إلى الأبد

إب نيوز ١٨ مايو

د. تقية فضائل

بعد إقدام جنود الكيان الإسرائيلي المؤقت على جريمة قتل الصحفية الفلسطينية شيرين وهي تغطي حدثا حيا يعتدي فيه المحتلون الصهاينة بمختلف الأسلحة الحديثة على المواطنين الفلسطينيين الأبطال المجاهدين بأجسادهم ودمائهم ؛ وهم عزل من أي أسلحة إلا من عزيمتهم على التصدي للمجرمين الذين شردوهم وقتلوهم ونهبوا أراضيهم وأحالوا حياتهم إلى ضرب من الجحيم ، وفي أثناء المواجهات تلقت شيرين أبو عاقلة رصاصة قاتلة اخترقت رأسها لترديها قتيلة و قد أكد الكثيرون أن العملية كانت متعمدة وليست مجرد خطأ ارتكب أثناء المواجهات ، وما يؤكد ذلك استهدافهم لتابوتها وهو يشيع مما يعكس الحقد الدفين عليها.

وشيرين هي الإعلامية الشجاعة التي صدحت بالحق 27عاما سطرت مظلومية الشعب الفلسطيني المعتدى عليه بكل مصداقية من واقع يعج بجرائم الصهاينة وعرت قبحهم الذي لا نظير لها ، ولم تتخل عن قضية وطنها رغم أنها حاصلة على الجنسية الأمريكية ولم تركن إلى الراحة والدعة وتنعم بالرفاهية وهي قادرة على ذلك ، بل ظلت البنت البارة لوطنها الأصل فلسطين العروبة ولقضاياه العادلة.

أرقت شيرين هي ومن معها من إعلاميين فلسطنيين أحرار العدو الإسرائيلي الغاصب وظن أن الخلاص منها بقتلها ، ولم يدرك أنه بهذا القرار جعلها رمزا خالدا في أذهان العالم عامة،والعرب والفلسطينيين خاصة لن يمحي مع مرور الزمان، بل سيظل أنموذجا يحتذى ، إنها رمز للتضحية من أجل الحق والعدل ، رمز للتفاني من أجل الوطن السليب ، رمز للتخلي عن متع الحياة السهلة المنال من أجل القيم الإنسانية الرفيعة والحرية والكرامة ومقارعة الظالمين. رمز للشجاعة و الإقدام و الصمود .

إن حماقة العدو الإسرائيلي ودمويته جعلت شيرين قضية رأي عالمي يطالب بتحقيق عادل في اغتيالها وكشف ملابساته ، وكذلك المطالبة بالتحقيق في الاعتداء على تابوتها أثناء تشييعه، وينادي الكثيرون من الحقوقيين والبرلمانيين من مختلف بلاد العالم بإيقاف المساعدات الممنوحة للكيان الإسرائيلي الذي ينتهك حقوق الإنسان ويعدم المواطنيين بدم بارد اعداما ميدانيا غير آسف بأحد وغير مبال بقوانين دولية أو غيرها.

شيرين أبو عاقلة ستبقى مصدر قلق على الدوام للعدو الإسرائيلي الغاشم، و دماؤها الطاهرة أكثر خطرا عليهم من ذي قبل ، وتحولها إلى رمز تخلده ذاكرة الفلسطينين والعالم بأسره سيستحيل سيفا مسلطا على رقاب الطغاة.

سلام لروحك أيتها الفلسطينة الأبية

#اتحاد_كاتبات_اليمن