البخيتي قال و البخيتي ما قال !

 

إب نيوز ١٦ يونيو

عبدالملك سام

لطالما شعرت بأن المدعو علي البخيتي شخص غامض منذ البداية، وشعوري كان يستند على الأسلوب الذي كان يستخدمه، فقد كنت أراه مبهرجا ونرجسيا أكثر من اللازم، وهذا بعكس ما كان عليه أخوه محمد وباقي كوادر حركة أنصار الله. ولا أخفي عليكم أنني رغم هذا شعرت بالدهشة عندما لم يتم تعيين علي البخيتي بأي منصب؛ فيومها لم أكن أملك سوى الإحساس ولا يوجد يقين بحقيقة الرجل.

أتضحت الصورة فيما بعد عندما بدأ علي البخيتي بتنظيم تجمعات مخالفة للقانون، وكلنا يتذكر حادثة (المقلى) الشهيرة. أما التحول الذي جرى بعد تلك الحادثة قد كان يتم تبريرها على أن الرجل حصلت له صدمة نتيجة تجاهله، أو أن الضربة التي تلقاها على رأسه أثرت على قواه العقلية! المهم أن الرجل إنقلب 180 درجة في مواقفه، حتى أنه بدأ يجاهر بفسوقه وعصيانه، إلى أن فر للخارج.

بدأنا بعدها نسمع شطحاته التي كانت تتزايد في حدتها، ويومها كتبت أن الرجل يبحث عن فتوى أو حكم صادر من حكومة صنعاء كي يستخدمها كمبرر لطلب اللجوء في أي بلد غربي تحت مبرر أن حياته التافهة مهددة بالخطر، وأذكر يومها أني نشرت رأي السيد القائد في هذا الموضوع بتجاهل ونبذ كل من على هذه الشاكلة ليموت كمدا وينتهي بنفسه، ولكن للأسف مايزال الكثيرون يصرون على متابعة ما ينشره علي البخيتي، بل وإعادة نشره بحماس مريب رغم تفاهته بحثا عن المتابعة في مواقع التواصل الإجتماعي!

أما ما يثير الغيظ فعلا هم أؤلئك المتحمسون الذين لا يكفون عن المقارنة بين الأخوين، بل والمطالبة بإستمرار ودون كلل بأن يقوم الأستاذ محمد بالتبروء من أخيه علنا! وكم مرة قلنا أن أشر الناس غالبا هم من المتحمسين، بل أن بعض المفكرين تنبأ بأن العالم سينتهي يوما على يد شخص متحمس!!

الواقع أن الأستاذ محمد مجاهد عظيم، ولذلك هو ملتزم بالتوجيهات، ولذلك هو لا يلقي بالا لما ينشره ذاك الأرعن. أما عن موقفه من أخيه فقد أعلنه ذات مرة على الملاء في لقاء تلفزيوني على قناة (BBC) عندما حصلت مناظرة بينه هو وأخوه، فما الفائدة المرجوة من إعادة ما قيل؟! وحتى لو كرره وهناك من لم يسمع ما قاله، فهل هذا مبرر لأن يعيد الكلام مرات ومرات حتى يصل الكلام للأخوة (المشغولين) جميعا؟!

علي البخيتي محظوظ لأن لديه أشخاص كثيرون يتابعون كلامه التافه، وكثيرون لا يريدون أن يفهموا، وكثيرون لا يكفوا عن الحماس في مضايقة أخوه المجاهد المشغول بأمور أعظم من متابعة الغث الذي ينشر! بينما الأخوة المتحمسون يعتقدون أنه لا يصح أن يتجاهلهم، وأنه لا يوجد أمور أهم من متابعة منشورات الفيسبوك والرد عليها في حينه!! لذلك نلاحظ أن علي البخيتي ومن يعيدون منشوراته لا يختلفون عن بعضهم كثيرا، وأن الموضوع قد تعدى الحماقة وقلة الذوق إلى درجة تصل إلى المشاركة في الجرم نفسه!

دعوا رجال الدولة يتفرغون لأعمالهم، ودعونا نركز على ما ينفعنا، وصدقوني أن وسائل التواصل الإجتماعي تحولنا شيئا فشيئا لكائنات جشعة تسعى لإرضاء الناس وإرضاء أنانيتها لنشعر بأننا أشخاص مهمين، ولو كان هذا على حساب رضاء الله ومصلحة شعبنا وبلدنا! ويكفينا هنا أن نتذكر قوله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ○ يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}، أي أن الصلاح يأتي بعد القول السديد، ودمتم بوعي.

على سيرة جشع مواقع التواصل، لا تنسوا الإعجاب بالمقال والإشتراك في القناة الآن وفي هذه اللحظة!

*ملاحظة: أفضل شيء تفعله اليوم يا عزيزي أن تحلق لـ علي البخيتي ولا تتابعه أبدا.. دعوه يعوي وحيدا وسترون كيف سينتهي ويختفي من تلقاء نفسه؛ “فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله”.

You might also like