مواجهة جريمة الإبتزاز الإلكتروني

إب نيوز ١٧ يونيو

بقلم المقدم ركن/ وائل عبد الحكيم الماوري – باحث في الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية

يُعرف الإبتزاز الإلكتروني بأنه إستغلال شخص ما لأجل مقاصد مادية أو معنوية عن طريق الإحتفاظ بتسجيلات إلكترونية للتهديد بها ، وتعد الصور والتسجيلات الصوتية والمرئية من أهم الوسائل في يد المجرم لإبتزاز وإستغلال الآخرين.

إن أفضل وسيلة للقضاء على مسببات وظروف نشأة أي جريمة إلكترونية (إلى جانب وضع قواعد ونصوص عقابية لها من قبل المشرع اليمني كما هو الحال في الجرائم التقليدية) هي إدراك مدى خطورتها حاضراً ومستقبلاً على الأسرة والمجتمع اليمني ككل، ولا يتأتى ذلك إلا بالتوعية المجتمعية المستمرة بخطورة هذه الظاهرة الإجرامية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي في كيفية التصدي لهذا الخطر المحدق بالجميع، من خلال تنظيم حملات وندوات ودورات توعية في هذا الجانب، بحيث تستهدف كل شرائح المجتمع، كُلّاً في مجال وإطار عمله. والغرض الأساسي من هذه التوعية هو تنبيه الأفراد بأن مهمة الإِفصاح والتبليغ عن الجريمة الإلكترونية ومكافحتها هي مسؤولية مشتركة، وتستلزم تضافر جهود الجميع دون إستثناء، بهدف تمكين الأجهزة الأمنية المختصة من أداء واجبها في مكافحة هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة وضبط مرتكبيها وتقديمهم للعدالة لأخذ جزائهم الرادع.

وفي إطار عملية الضبط الإجتماعي لمواجهة الجريمة الإلكتروني بشكل عام، فإن مسألة الوقاية من التعرض أو الإستمرار في التعرض لجريمة الإبتزاز الإلكتروني تقع على عاتق الفرد والأسرة بشكل أساسي .

أولا :- مسؤولية الفرد ، وذلك من خلال إبلاغ الأجهزة الأمنية المختصة (والمتمثلة في الإدارة المختصة بمجال مكافحة الجرائم الإلكترونية بوزارة الداخلية) في حال التعرض لجريمة إبتزاز إلكتروني بدون تردد أو خوف أو حرج، لأن عدم الإبلاغ يجعل الأمر أكثر سوءاً مع مرور الوقت ، وتجنب طلب صداقات أو قبول طلب صداقات من قبل أشخاص مجهولين.

وايضا من مسؤوليات الفرد رفض طلبات إقامة محادثات الفيديو مع أي شخص، حتى ولو كان هذا الشخص موثوقاً، فقد يكون هناك طرف ثالث يقوم بإعتراض هذه المحادثة ويقوم بإبتزازك أنت والشخص الذي تتواصل معه ، وعلى الفرد ايضا حظر أي شخص يحاول البدء بإستعطافك لإرسال أي معلومة تخصك ، مع عدم تنشر معلومات وملفات شخصية عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، وعدم التجاوب مع أي جهات مجهولة المصدر وعدم تصديقها أو التفاعل معها والإمتناع عن دخول أو تصفح أي مواقع ذات محتوى إباحي أو إر هابي، قال الله تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)) صدق الله العظيم – سورة النور – الآية (21).

كذلك ينبغي عدم السماح لأي تطبيقات مشبوهة من متجر التطبيقات (ِِApp Store) بأن تصل إلى المعلومات الشخصية الخاصة بك كالأسماء والرسائل أو إلى إدارة الملفات الخاصة بالصور أو الفيديوهات، لأن هذا الإجراء يزيد من حمايتك ويقلل فرص تسريب ملفات شخصية لك من جهازك، وننصح – وبشدة – بعدم الإحتفاظ بصور أو مقاطع خاصة لك أو لأحد من أقاربك في هاتف العمل أو حتى في الهاتف الشخصي لعدم ضمان حدوث أي إختراق في أي لحظة.

وكذا عدم الإنجذاب للرسائل النصية أو المواقع الإلكترونية المتضمنة إعلانات عن تقديم مساعدات غذائية أو دوائية، بحيث تطلب من أولاً إدخال بيانات شخصية أو أن تقوم بالضغط على رابط إلكتروني للدخول إلى ذلك الموقع الإحتيالي ، والحرص على شراء البرامج الأصلية لجهاز الكمبيوتر الخاص بك أو هاتفك الذكي، وتجنب شراء البرامج التجارية أو ما يسمى بالمجانية، فهي تجعل جهازك عرضةً للإختراق. (ويمكن للدولة أن تدعم هذه العملية بفرض إجراءات على التجار والمحلات الإلكترونية ببيع هذه البرامج الأصلية بأسعار مخفضة).

وعلى الأفراد تغطية الكاميرات الخاصة بالهواتف أو الحواسيب الشخصية عند الإرتباط بشبكة الإنترنت خصوصاً عند تواجدك في منزلك مع أفراد أسرتك ، وإستخدام كلمات سر قوية وصعبة الإكتشاف مكونة من رموز وحروف وأرقام مختلفة لكل الحسابات على وسائل التواصل الإجتماعي والبريد الإلكتروني، وتغييرها بشكل دوري كل فترة من شهر إلى شهرين أو ثلاثة أشهر. وتجنب إستخدام كلمة المرور ذاتها لعدة حسابات، أو كلمة مرور تعبر عن معلومات خاصة بك كالإسم أو جزء من رقم هاتفك. وتجنب أي شكل من أشكال المحادثات الجنسية أو الإرهابية عبر برامج شبكة الإنترنت.

ومن النصائح التي ندعوا الفرد إلى اتباعها ، الحذر من الإلتقاء فعلياً بالأشخاص الذين تعرفت عليهم في وسائل التواصل الإجتماعي، خصوصاً إن كان غرض اللقاء مشبوهاً أو غير واضح المعالم…

ثانيا :- مسؤولية الأسرة ، ينبغي على الأسرة بذل الجهد الكافي في التواصل مع الأبناء، والجلوس معهم، ومعرفة تفكيرهم وإحتياجاتهم ، وحث الأبناء في العطل الصيفية على الإلتحاق بالدورات والمدارس الصيفية التي دعا إليها قا ئد الثو رة الس يد/عبد الم لك بد ر الد ين الحو9ثي (حفظه الله) والتي تمدهم بهدى الله تعالى والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتساعدهم أيضاً في قتل وقت الفراغ وفي إكتساب مختلف العلوم والمعارف، وخصوصاً في المجال البرمجي والتقني، من خلال تعلم مهارات قيادة الحاسوب وأخلاقيات الحاسب الآلي، والشبكات، ودورات حماية الأجهزة وقواعد البيانات والمعلومات من أي إختراقات أو هجمات ينفذها المجرمين في الفضاء الإلكتروني.
– مراقبة أعمال الأبناء للشبكة الإلكترونية، وتوجيه النصائح لهم بعدم تصفح المواقع مجهولة المصدر والأرقام المجهولة، والتي تستهدف التأثير على أفكارهم بممارسات ضارة تهدف لإيذائهم أو إيذاء الآخرين.

كما أنه يجب على الأسرة إزالة أي مؤثر سلبي على أخلاقيات أفراد الأسرة من المنزل، مثل القنوات التي تبث البرامج والمسلسلات والأفلام الهابطة أخلاقياً.

You might also like