كاتب فلسطيني : اليمن واليمنيين وأبجديات الصبر والنصر..

 

إب نيوز ٧ صفر

شكّل الحصار الاميركي السعودي ولا يزال سبباً اساسياً يقضي على حياة المدنيين ولا سيما الاطفال في اليمن ويهدد حياة الملايين، عبر الافتقار الى الغذاء ومقومات الحياة والعناية الطبية. وبحسب الارقام الاممية لمنظمة اليونيسيف فإن أكثر من مليوني طفل يمني مهددة حياتهم جراء سوء التغذية اي قلة الموارد الغذائية التي تؤدي للجوع والمرض.
على مدى سنوات العدوان والحصار في اليمن، حاولت القوى الوطنية جهدها في الدفاع عن اليمن، وتطوير معادلات القوة والردع لوقف العدوان ومجازره اضافة لمحاولة التخفيف من الازمات الانسانية المتعددة.
واليوم بعد الهدنة التي تضمنت وقف الاعمال العسكرية ودخول المشتقات النفطية وفتح المطار وتسهيل حركة الاشخاص، لا تزال القوى الوطنية اليمنية تطالب بإنهاء كامل للحصار للتخفيف من معاناة المدنيين والاطفال، وصولاً لاتفاق كامل، بعد أن تمكنت قوى المقاومة وصمود الشعب في اليمن، من ايصال العدوان لقناعة بهدنة عسكرية.
في هذا السياق، فإن قوى العدوان لا تزال تحاصر اليمن واليمنيين، وتمنع عنهم أسباب الحياة ومقوماتها، ويتجلى ذلك في استمرار حصار المطارات والموانئ، على الرغم من الهدنة الاممية، وبالتالي هذا استهتار انساني ومتاجرة بدماء اليمنيين، ولابد في هذا الإطار، من محاسبة قوى العدوان الامريكي السعودي، بالتوازي مع ضرورة تكثيف الجهود الاممية لإنهاء الحرب على اليمن.
في ذات السياق، فإن السعودية كانت ولا زالت تستثمر الهُدن المُعلنة في اليمن، بغية إيصال رسائل الى المجتمع الدولي، مفادها أن الرياض تعمل إنسانياً لمساعدة اليمنيين، لكن في ذات التوقيت، فإن السعودية تُمعن في حصار الشعب اليمني، بل وتقوم بممارسة سياسات طائشة، للتضييق على الشعب اليمني، والقول بأن الحوثيين هم من يقومون بتعقيد الأوضاع في اليمن، لكن الحقيقة يعلمها القاصي والداني، بأن قوى العدوان السعودي، يقومون بالقضاء على أخر رمق لدى اليمنيين، عبر استمرار سياسة الحصار، ويقابل ذلك، استمرار صمود اليمنيين.
في ما يتعلق بمحور المقاومة، لابد من توضيح بعض الحقائق، فسوريا التي واجهت بكل قوة وثبات الإرهاب بأبشع أشكاله على مدى العشريه السوداء ، وانتصرت اخيراً بعد التضحيات الجسيمه التي تعرضت لها في مواجهة قوى ظلاميه تدعي الاسلام والديمقراطية والمدعومه بشكل مباشر وغير مباشر من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. بالإضافة إلى الطيران الإسرائيلي الذي يستبيح الاجواء السوريه في كل اسبوع ومنذ سنوات .
رغم كل ما سبق، فإن محور المقاومة من طهران الى لبنان وسوريا وصولاً لليمن، اثبت أنه قادر على صد المؤامرات بل وإيلام العدو. ومحور المقاومه ينتظر بصبر وثبات. والانتصار قريب وقريب جدا.
حقيقة الأمر نحن من يحتاج القوة من اليمنيين الشرفاء والصامدين، لكن نقول لإخواننا في اليمن، أن النصر قريب، وأن صمود اليمنيين رغم المعاناة الاليمة والمخاطر والعدوان والمجازر بموازاة تحقيق الانجازات العسكرية الكبرى هي جميعها مآثر تسجل للتاريخ، فكان المقاتل اليمني يخرج للمواجهة والدفاع بكل صبر وبطولة رغم ما يدور في ذهنه من معاناة اهله او عائلته واطفاله.. هو تاريخ يثبت ايضا ان هناك من ارتكب عشرات بل مئات الجرائم والمجازر وحصارا على المدنيين والاطفال لسنوات طويلة يعد من الاقسى في الزمن الحديث اودى بحياة الكثيرين منهم، ويفترض محاسبة من وقف خلف هذه الجرائم لانها لا تسقط بمرور الزمن، سيما ان آثارها لا تزال مستمرة.

*كاتب فلسطيني

الدكتور حسن مرهج:

الدكتور حسن مرهج:

You might also like