أبو جهل دوت كوم !

 

إب نيوز ٢٧ جمادى الأولى

عبدالملك سام

في الماضي كانوا يحتاجوا أن يأخذوك أنت ومجموعة بسيطة إلى بيت منعزل، وهناك يقومون بكل أنواع الخدع السمعية والبصرية ليستطيعوا أن يقنعوك لتقبل بعبادة الشيطان، وينفقون الكثير من الجهد والوقت لكي يضموا عددا بسيطا من الناس، وفي الأخير تعبوا؛ فالموضوع سيأخذ مئات السنين دون أن يحققوا شيئا من أهدافهم.

اليوم بات الأمر أبسط، فما فعلوه هو أن فصلوا الأباء عن الأبناء، فالكل مشغول بهاتفه أو شاشته، وبالتالي صاروا هم أقرب إليك من أهلك، ولاحظ من فضلك أنه مهما كانت الدولة التي تقوم بتصنيع الهاتف فهم لا يزالون يحتكرون البرامج والتطبيقات والمواقع التي تقوم بتقديم المعلومات والأخبار والرسائل التي تؤثر على طريقة تفاعلك مع ما حولك، وبالتالي باتوا قادرين على إقناعك بأي شيء دون صعوبة تذكر!

رغم غزارة المعلومات، فإنك ستندهش من مستوى الجهل المتفشي اليوم فينا، وقد يصل الأمر إلى أن يتحول شخص يعمل كطبيب مثلا إلى آلة، لا يتقن سوى ما تم تعبئته به من معلومات، بينما لو سألته سؤال بسيط في أساسيات الدين فإنه سيعجز عن إجابتك، ولتتيقن من ذلك يكفي أن تقارن بين مستوى ثقافة جيلك وثقافة جيل أبوك، فرغم أن حجم الكتب زاد، إلا أن أبوك يفهم مجالات أكثر، حتى على مستوى مواسم المزروعات وأنواع العسل وبحور الشعر والأحداث السياسية …..الخ، رغم أننا ندعي بأننا بتنا نعيش في قرية صغيرة!

اليوم – ولعلي لا ابالغ – لو قالوا لأطفالنا أن النبي (ص) تزوج أم المؤمنين عائشة وعمرها سبع سنوات لصدقوا، ولو قالوا لهم أن المسجد الأقصى ليس في فلسطين لصدقوا، ولو قالوا لهم أن الإنسان حط على سطح القمر منذ عقود بمكوك ذاكرته 5 ميجا بايت فقط لصدقوا، ولو قالوا لهم أي شيء غبي وتافه فإنهم سيصدقوه طالما ومصدر هذه المعلومة هو العم (جوجل)!

عزيزي رب المنزل، عزيزتي ربة المنزل.. حافظوا على المنزل ومن فيه قبل أن تجدوا أنفسكم بلا عمل، وتحاسبون على شيء ضاع من أيديكم بينما أنتم مشغولين بجلسات النميمة على مواقع التواصل الإجتماعي!

عدد من يصدقون الخزعبلات في إزدياد، ونعيش جهلا “مودرن” لا يلبس الدجالين فيه ملابس رثة وهم ينفثون البخور، بل صاروا اليوم يلبسون ملابس رسمية ويتحدثون مستخدمين مصطلحات أجنبية حتى نصدقهم، وأصبحوا أكثر تأثيرا بعد أن فصلونا عن بعض، وبعد أن تأكدوا بأنه قد تم تلقيننا الخرافات مسبقا.. اليوم باتوا قادرين على أن يحرقوا بلدا كاملا في عدة أيام فقط!

أخطر نقطة في الموضوع هي أن يظن بعضنا أنهم في منأى عن الخطر، بينما هم منغمسين فيه وهم لا يشعرون، وهذا الأمر يمكن قياسه بمدى ما تقضيه من الوقت في مواقع التواصل الإجتماعي، ومقارنته بما تقضيه من وقت مع أهلك. أيضا يمكنك أن تفكر بمصادر المعرفة التي تعتمد عليها، فلو كانت من المواقع التي لا تعرف من أنشاءها فلا حول ولا قوة إلا بالله.. لا تخجل، وقف مع اخوانك هناك.. بعيدا.. أبعد.. إبتسم من فضلك!

لذلك الفيلسوف الذي قال لي أنه لا بأس لو سمحت لأبني أو بنتي القاصرين بإستخدام الهاتف… أرجوك قل لي بماذا سترد عليهم لو سألوك عن الرموز التالية: ????????‍??‍♂??‍❤️‍?‍??‍❤️‍?‍??‍?‍?‍??????❤️‍???✡??⚧?‍??????????.
– ملحوظة: هذه التي تذكرتها فقط، وهناك المزيد مما لم أجده في هذا التطبيق! يرجى ممن لديه المزيد إرسالها في التعليقات مع معناها.

You might also like