الشعار والتصدي للتطبيع

إب نيوز ٧ ذي القعدة

بقلم صادق أحمد جابر الرشاء

 

للشعار فاعليته الكبيرة في بث روح السخط والغضب المستمر في نفوس من يرددونه وله تأثير ايضاً في نفوس من يسمعون الهتاف بشكل متكرر ، وهذا يهيئ النفسيات لاستشعار خطورة العدو ويدفع لاتخاذ مواقف اكثر جدية ، ويصنع لدى المجتمع ما يشكل وقاية وتحصين يحول دون التساهل او القبول لامريكا وإسرائيل التي تحتل فلسطين و من لبنان وسوريا ويركز الأنظار على العدو الحقيقي لهذه الامة ويصنع حالة من الغليان المستمر التي تزداد كلما ازدادت توجهات أمريكا وإسرائيل في الهيمنة وومحاولة السيطرة على العالم العربي والإسلامي . مع مرور الوقت اصبح الشعار ثقافة شعبية وجزء اصيل من توجهات المجتمع وتزداد شرعية الهتاف به والقناعة المطلقة بشكل اكثر كلما تجددت الاحداث خاصة في ظل تحركات أمريكا وإسرائيل وعملاؤهم والانحطاط التي تعيشه الأنظمة العربية خاصة دول الخليج حيث التنازلات تقدم تلو التنازلات والمسارعة الى توطيد العلاقات مع الكيان الصهيوني في مجالات متعددة تجارية وسياسية وثقافية وهو ما يقدم شواهد كثيرة تؤيد الهتاف بشعار الصرخة الذي تزداد القناعة واليقين بحتميته لتهيئة الأجيال بعدم القبول بإسرائيل ولا عملاء لها و يكسب من يصرخ بالشعار اليقين والقوة عندما يرى مواقف هذه الأنظمة تتناقض مع القرآن الكريم ومع ثوابت الدين الإسلامي . وهو ما أكده السيد الشهيد رضوان الله عليه عندما اكد ان الشعار يصنع السخط في النفوس ويهيء المجتمع على عدم القابلية بالعملاء ويجعل الكثير لا يفكر او يخشى ان يصبح عميل لامريكا او إسرائيل . لقد شكل الشعار وثقافته المستوحاة من محاضرات السيد الشهيد القائد ع والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حصناً منيعاً للمجتمع امام تحركات أمريكا وعملاؤها في المنطقة في كل الجوانب الثقافية والإعلامية والسياسية والتربوية وبنى قاعدة صلبة لا تقبل العمالة ولا التطبيع وتستنكر ذلك وتتخذ مواقف معيقة ومناوئة لهذا الاتجاه وذلك عن وعي ورشد وخبرة متراكمة في ظل الصراع والحروب المفروضة على اليمن التي تشنها أمريكا وعملاؤها لايقاف وتدمير هذا المشروع الذي يعد من اقوى المشاريع على الاطلاق بل والوحيد الذي وقف في وجه الاستكبار الأمريكي والتطبيع مع اليهود .تتبلور أهمية وقوة الشعار في انه وسيلة فعالة تغيظ الأعداء وتقف عائقاً امام القبول بإسرائيل وتحصن المجتمع من ثقافة التطبيع وصناعة عملاء للاعداء سواءاً على مستوى الفرد او المؤسسات او الأنظمة واذا كان الفرد هو اصغر وحدة في تكوين المجتمع فان وجود افراد يصرخون بالشعار سيؤثر على اسرهم وذويهم وعلى المجتمع ككل وكل فرد هو عضو في اسرة او مؤسسة او حتى نظام وهذا معناه ان اثر الشعار يتغلغل في كل المستويات الدنيا والعليا ويشكل عوائق لاستفراد الكيانات الموحدة او البعض من التنظيمات الا في القليل النادر وهو ما يربك صناع القرار وخاصة الحكام ومن في مستواهم في اتخاذ قرار جريء للتطبيع العلني حتى لو كانت الفرصة مهيأة على مستوى قمة الهرم الإداري وفي حال اتخاذ ذلك فلن تقبل القاعدة الشعبية التي تاثرت بشعار الصرخة باي مبادرة او تحرك يؤشر بالقبول بإسرائيل او أمريكا . لقد زاد من قوة الشعار وشرعية ترديده والهتاف به هو ما يحصل من مسارعة و ولاء من الأنظمة العربية للتطبيع مع اليهود والكيان الصهيوني و ذلك انتقالاً من التطبيع الباطن المخفي الى التطبيع الظاهر المباشر والرسمي وهذا هو ما يكشف حقيقة منظومة النفاق والمنافقين بكل أنظمتها العميلة ومؤسساتها الدينية التي شرعنت لهذا التطبيع وهذا هو ما يخلق قناعة مطلقة بحتمية الشعار من منطلق المسئولية والواجب لترديد الشعار كسلاح وموقف ويهيئ لمرحلة جديدة من تقييم الواقع التاريخي والمعاصر للامة في ضرورة إعادة النظر الى تراث الامة وثقافتها وتصحيح هذا التراث من الثقافات المغلوطة التي أوصلت هذه الشعوب الى طريق مسدود ينتهي بها الى الارتماء في أحضان اعدائها ، ولاخذ العبرة مما يحدث والالتفات الى القضية الفلسطينية ومن يدعمها من قوى محور المقاومة الامة والرجوع الى ثقافة القرىن الكريم وما قدمه السيد الشهيد القائد رضوان الله عليه من محاضرات على ضوء القرآن الكريم لتقييم الواقع والبحث عن حل من خلال القرآن وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ٧ /11/ 1444

You might also like