أمريكا .. نظام القمع والكذب

 

إب نيوز ٢٣ شوال

عبدالملك سام .

“كلما حاولتم إسكاتنا أصبح صوتنا أعلى”.. هكذا علا صوت طلاب الجامعات الأمريكية أثناء فظ الصهاينة اعتصام طلاب جامعة كولومبيا المطالب بوقف الإجرام الإسرائيلي على غزة، أفراد الشرطة كسروا ومزقوا وبعثروا أملاك المعتصمين بغل وحقد كبيرين، وأعتقلوا الطلاب واساتذتهم بعد أن حاصروهم لأيام منعوا خلالها الأكل والشرب عنهم، هذا بالإضافة لما قامت به العصابات اليهودية من أعمال كالأعتداء على المعتصمين وتصويرهم للتحريض عليهم والأعتداء على أسرهم واماكن عملهم!

القصة لم تنتهي لأن هؤلاء الطلاب المسالمين ليسو أشخاصا عاديين، وليسو دون المستوى كالبقية الساكتين، فهؤلاء أشخاص يملكون ضميراً ووعياً بالغ الأثر والتأثير، ويكفي أن نعرف أن أعتصامات مماثلة في الماضي قد أدت لأيقاف حرب فيتنام وأسقاط حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وغيرها من الاحداث المهمة! ورغم خطورة ما يفعله هؤلاء الطلاب على مستقبلهم الأكاديمي فهم لم يخضعوا أو يسكتوا، بل واجهوا تحريضات اللوبي الصهيوني، وعنف الشرطة الغاضبة، واعتداءات العصابات اليهودية، وتهديدات إدارة الجامعة ومجلس النواب وأعضاء الكونجرس وحتى الرئيس! وفي هذا الموقف المشرف درس في الحرية لكل الشعوب العربية المليونية الساكتة الخانعة!!

المضحك المبكي أن رئيسة الجامعة التي بدأت المعركة تدعى (نعمت شفيق)، وتصريحاتها التحريضية ضد طلاب الجامعة ضاهت تصريحات (نتنياهو) في عدوانيتها وكذبها حتى بات التفريق بينهما صعب! ورغم موقفها المخزي فقد تعرضت لاستجواب مذل أمام الكونجرس، وهو استجواب رفضت أن تتحمل مهانته رئيستا جامعتي هارفرد وبنسلفانيا فأستقالتا رغم أن أصولهما ليست عربية، ولكن هذه الدنسة تحملته! وصدقوني أنها ستخسر منصبها عاجلا أم أجلا؛ فهذا جزاء المنافقين دوماً.

أهم نتائج اعتصام الطلبة الأحرار هو أنهم فضحوا دعاوى الحرية والديموقراطية التي صدع النظام الأمريكي بها رءوس العالم، وهذه الفضيحة سيتناقلها الأباء للأبناء. ورغم صعوبة التنبؤ بما ستئول إليه تبعات فظ الإعتصام السلمي، وبعيداً عن ما إذا قد سيستمر الاعتصام ويتصاعد مستقبلاً، فالمؤكد أن هؤلاء الفئة سيزدادون فاعلية كلما تصاعد الأضطهاد الصهيوني ضدهم، وهم وأبنائهم أكثر المرشحين لإحداث التغييرات مستقبلاً؛ فمن يقومون بالتغييرات المصيرية هم دوماً الشجعان والشرفاء والصادقين. أما الخزي والفشل فهو مصير الساكتين والجبناء والقاعدين.

…..

*الذي يقول أن المقاطعة لا تفيد: شبكة مطاعم كنتاكي تغلق أكثر من 100 فرع من أصل 600، وتنهي أعمالها تماما في ماليزيا. مقاهي ستاربكس خسرت 15% من قيمة أسهمها، و11 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسرحت 10% من موظفيها. هذه مجرد أمثلة لتأثيرات المقاطعة؛ فقاطع، وأستمر، ولا تصدق المثبطين.. قاطع.

You might also like