نحن وأمريكا !

إب نيوز ١٨ مايو

 عبدالملك سام –

عندما ابرمنا مع الأمريكيين اتفاقا بوساطة عمانية أتجه الكثير من الأشخاص الذين ليس لهم داعي لمهاجمة القيادة والحكومة اليمنية بإعتبارهم استسلموا أمام الأمريكيين! وكأن هؤلاء المنتقدين ممن قد أنفقوا الكثير من أموالهم ودمائهم دعما للجيش اليمني لنصرة غزة ومواجهة الأمريكيين حتى يتكلموا بهذه الوقاحة؟!

هم أغبياء لدرجة لا يمكن تخيلها؛ فمنذا يعتقد أن الأمريكيين يمكن أن يوقفوا عدوانهم لو كانوا واثقين أننا أضعف منهم، أو لأننا طلبنا ذلك منهم؟! على العكس تماما، فأمريكا لا تهاجم بلدا إلا لو أعتقدت أنه ضعيف كفاية لتهزمه، وكل الناس يعرفون ذلك، عدا الأغبياء بالطبع!

كنت كتبت في مقالات سابقة أننا بإذن الله وصلنا إلى درجة لا يمكن بعدها أن ندخل أي معركة قادمة إلا وننتصر.. وكتبت أيضا أننا بصدد تغيير كبير على وشك الحدوث لو قام جيشنا بإغراق حاملة طائرات أمريكية واحدة، وأن هذا كفيل بسقوط الامبراطورية الامريكية في كل العالم كقوة مهيمنة منفردة.

طبعا، لم أكن بأنتظار أن يصدق هذا الكلام الجميع، ولكن ما كنت أتكلم عنه لم يكن مجرد أماني وإنما تحليل قائم على وقائع وأحداث وتطورات ومعلومات، وإن كنت لا أعرف متى بالضبط، ولكني كنت قد أصبت وأنا أتكلم مع بعض الزملاء عندما قلت أننا بإنتظار الاعلان عن سلاح جديد قريبا، وقد كان.

اليوم نعرف بأنه لولا الاتفاق الذي سارع الأمريكيون لإبرامه مع اليمنيين لكنا رأينا لا محالة مشهدا فريدا لغرق لحاملة الطائرات (ترومان)، وصدق أو لا تصدق فلن ألوم أحد على عدم تصديق ذلك، ولولا ثقتنا بالله وقيادتنا وعدالة قضيتنا لما أنطلقنا في مواقف الحق بعزة وكرامة منذ أكثر من عشر سنوات، ونثق أيضا بأن القادم أعظم وأكثر ابهارا بإذن الله.

هناك من سيسأل طالما والأمر على هذا النحو فيما يخص الموقف الأمريكي، فما الذي جعل الطرف اليمني يوافق على هذا الأتفاق خاصة وأنا أدعي أن الامريكيين كانوا قريبين من ضربة قاصمة وهزيمة مدوية لا محالة؟! وهنا لابد أن أؤكد أولا بأن الأتفاق لا يعني أبدا أن أمريكا نجت مما كان سيحدث، بل أنها قامت بتأجيله فقط حتى تجد حلا للمأزق اليمني الذي ظنت أنه لقمة سائغة وفي متناول يدها.

أما لماذا وافق اليمنيون على الأتفاق؛ فمن أجل فلسطين أولا، وهناك أشياء لا تقال علنا، وقد أتفقت معكم سابقا بأنه ليس كل ما يعرف يقال! ثم أنا لا أريد أن أطيل عليكم حتى لا تعتبروني ثرثارا خرف، وأنا واثق أنكم لو فكرتم بالأحداث خلال فترة معينة، وقمتم بربط (كلمات) معينة بـ (احداث) معينة بـ (ترتيب) معين فستعرفون الجواب، ولكن أعدكم أن للكلام بقية.. قريبا!

You might also like