إن أولياؤه إلا المتقون
إب نيوز ٨ يونيو
دينا الرميمة
ما إن تبدأ رائحة الحج تنتشر في الأفق حتى تجتاح النفس أشواق فياضة لزيارة بيت الله الحرام وتتنامى امنياتها لأن تكون في عداد من شدوا رحالهم نحوها وتحلق في سموات العشق الإلهي حال سماع نداء ربها (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) فتهتف الألسن والأرواح
(لبيك اللهم لبيك)!! أتيناك نحم مرهقين من الخطايا والهموم التي اثقلت كواهلنا راجين رضاك وقربك..
فالحج هو تجسيد للهجرة إلى الله بقلوب وأرواح رمت كل المغريات الدنيوية وتركت كل شيء لإجل إيمانها،اي انه تسليم مطلق لله وتعبيد النفس لله وحده
ونظراً لأهميّة هذه الفريضة
كشعيرة مقدسة تعظيمها من تقوى القلوب فقد أخذت مساحة كبيرة في آيات القرآن الكريم توضيحاً وتفصيلاً لمناسكها وباسمها أنزل الله سورة كاملة “الحج”.دونا عن بقية الفرائض وكان لها رمزيتها المكانية والزمانية، ففي مكة مسقط رأس النبي الكريم ومهد رسالته يحط الحجيج رحالهم وإلى أكناف اول بيت وضع للناس تتوجه قلوبهم واجسادهم طوافا وتلبية وسعيا وتروية سواء العاكف فيه والباد في أيام معلومات فيها فرصا سانحات يهديها الرحمن لعباده ليزدادوا قربا منه ومغفرة وارتقاء بأنفسهم لتغدو طاهرة مطهرة مما اثقلها من الخطايا والذنوب وفيها من الجبر العظيم لكل طالب حاجة،
وفي أيامها وَعلى أرض مكة يكون البشر والطير والحجر في مثابة وأمن لتتحقَّقَ الغَايةُ العظمى والمقاصد الكبرى لهذه الفريضة التي جاءت على هيئة أكبر مؤتمر إسلامي يجتمع فيه المسلمون من كُـلّ أقطار الأرض على اختلاف هيئاتهم ولكناتهم ومذاهبهم “لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهم ويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ في أيّامٍ مَعْلُوماتٍ” يتعارفون مع بعضهم البعض، وما بينهم تذوب كافة الخلافات العنصرية والمذهبية (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).
ويشكل تجمعهم وحدة إسلامية وقوة ترعب عدو الله وعدوهم، يعلنون براءتهم من المشركين واليهود مصداقاً لقوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ، وَرَسُولُهُ).
وغاية الله من هذه الفريضة!!
ولهذا السبب أصبحت فريضة الحج محل استهداف من قبل أعداء الله الذين عملوا على تغيب معظم مقاصد الحج عبر الإغواء الفكري ويسعون بشكل كبير لإفراغ بيت الله الحرام من الحجاج بغية تعطيل هذه الفريضة بمساعدة بعض المحسوبين على الإسلام ممن تولوا مهمة الإشراف على الحج وما كانوا أولياءه وماكانت صلاتهم في بيت الله إلا مكاء وتصدية،
فعملوا على سلب الحج روحيته وقداسته بداية من طمس وَتدمير الآثار الإسلامية والتغيير الممنهج في ملامح مكة والمدينة بغرض توسيع الحرم أَو المسجد النبوي، وبناء الأبراج التي تعود عليهم بالأموال الكثيرة وتضييق مساحة الحرم المكي فيكون ذلك عذرا لتقليص عدد الحجاج!!
ومن ثم عملوا على تسيس الحج وجعلوا منه مصيدة للعلماء والسياسيين الرافضين لسياسية أربابهم، ممن لم تستطع أيديهم الوصول إليهم في دولهم وخلال تأديتهم مناسك الحج يتم اعتقالهم ولا شك ان مثل هذه الأفعال كثرت مؤخرا سيما بعد أن اصبحت السعودية داعم رئيسي ومنفذ للكثير من الحروب في الدول العربية خدمة لأمريكا ماجعل الكثير ينتقدون سياستها وتصرفاتها وبدورها تتصيدهم من خلال موسم الحج !! وهذه الأفعال تعتبر من ضمن سياسة تخويف الناس من الحج، والتي من ضمنها ايضا ارتكاب أبشع الجرائم بحق الحجيج،
إما وهم بطريقهم إلى الحج
كما حدث في مجزرة تنومة والتي ذهب ضحيتها قرابة ثلاثة آلاف حاج يمني بطريقة بشعة لأسباب دينية وسياسية، وَأَيْـضاً لنهب ممتلكات الحجيج، وَمن ثم غيبت هذه الجريمة بشكل ممنهج من قبل آل سعود لطمس بصماتهم من على البنادق والخناجر التي قتل بها الحجاج!!
ولأن التاريخ لا يموت فقد وصلت إلينا تفاصيل جريمتهم ولو بعد حين لتضاف إلى قائمة جرائمهم بحق اليمن،
ومن الجرائم ايضا تلك التي ارتكبت أثناء تأدية مناسك الحج كحوادث التزاحم اثناء رمي الجمرات وحادثة الرافعة التي سقطت على رؤوس الحجيج في الحرم المكي وحوادث الموت للكثير نتيجة الحر الشديد حتى لا يكاد يمر موسم حج إلَّا وَفيه جريمة ومذبحة بحق أبناء الأُمَّــة الإسلامية والتي أصبح المحظوظون منها قلة في تأدية هذه الشعيرة بعد أن حدّدوا لها عدداً معيناً من كُـلّ دولة حسب ولائها السياسي لآل سعود وأربابهم اليهود، وبأموال باهظة على كُـلّ تواق للحج حتى يصبح بعيد المنال إلَّا على أرباب الأموال فتطمر هذه الفريضة وتدفن كما دفنت الكثير من العبادات وبُدعت خدمة لليهود، الذين منذ زمن يعلمون على طمسها كونها كما أسلفت سابقًا توحد الأُمَّــة على كلمة سواء ضدهم وَتحبط الكثير من خططهم ضد الإسلام وأهله..
ولعل المتتبع لمواسم الحج خلال السنوات الأخيرة،
وتحديدا سنوات كورونا التي لاشك حققت لليهود مبتغاهم بعد أن فرض القائمين على الحج القيود على الحجاج وتقليص عددهم إلى الحد الذي رأيناها فارغة تماماً إلَّا من عدد محدود من داخل المملكة، في مشهد تئن له شعيرة فقدت قدسيتها وتعظيمها؛ بسَببِ فيروس ليس ببعيد أنه لم يكن إلَّا في إطار مخطط اليهود للقضاء على الحج!!
ويؤكد كلامنا هذا أنه
وفي الوقت ذاته رأينا اكتظاظ كَبير تشهده دور الترفيه والانفتاح والابتذال التي أقيمت على مقربة من مكة والمدينة دون أن تفرض عليهم أية إجراءات احترازية حتى كأن فيروس كورنا قد نأى بنفسه عنها، وهنا المفارقة العجيبة التي تؤكّـد أن كورونا ليس إلَّا ذريعة!
وفي ذات الوقت فقد جعلوا من الأيّام الفضيلة كرمضان وأيام الحج مواسم لتنظيم مهرجانات للرذيلة وتسميتها بأسماء مواسم الحج والعمرة في تشويه متعمد لشعائر جعلها الله محطات روحيه وَإيمَـانية، ومورس ضدها ابتزاز كبير في رفع تكاليف الحج والعمرة كانت سببا في حرمان الكثير منها وحتى القادرون عليها نأوا بانفسهم عنها بعد علمهم إن الكثير من أموال الحج تذهب لصالح أمريكا التي تستخدمها في شن حروب على المسلمين وتسليح الصهاينة الذين يقتلون الشعب الفلسطيني للاستيلاء على ارضهم ومقدسات أمة واخر حروبهم التي يمارسونها في غزة منذ عشرون شهرا!!
من هنا صار لزامًا علينا كأمة مسلمة أن نتحَرّك جميعاً لاستنقاذ المشاعر المقدسة من يد من نصبوا لها الكمائن القذرة ومكنوا الأعداء الطامحين والطامعين بالاستيلاء على كُـلّ مقدسات الأُمَّــة ومناسك فرضت عليها وبالتالي غإن التهاون أمام استهداف الحج هو تهاون و تضييع للدين بكله وبذلك سنتعرض بسبب تهاوننا فيه لعقوبة الله وسخطه الذي سيجعلنا اضحوكة التأريخ و الأمم