الجولاني ومرونة التعاطي الصلب مع حزب الله اللبناني، بدفع وتمويل إماراتي ومباركة أمريكية..!!
إب نيوز ١١ يوليو
غيث العبيدي
▪️ نظرة عامة.
بعد الحروب الأربعة التى خاضتها بعض الدول العربية إبتداءً من 1948، وإنتِهاءً في 1973، وسلسلة الهزائم الماحقة، والنكبات القاسية، والأنكسارات المروعة، والتي تسببت بخضوع الأمة وخنوعها وذهاب صيتها، أنتهت عمليآ كل خيارات العرب العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي، حتى وإن كانت بائسة وغير مخلصة ولا تحمل نوايا صادقة، لتحل محلها حالة السلام ”العربي ـ الإسرائيلي“ المشرعنة بأتفاقيات قانونية تحكمت بطبيعة علاقات الدول العربية المطبعة مع تل أبيب، وألزمتهم بالأنقضاض الدبلوماسي والأعلامي والأقتصادي، وبردود أفعال غير متوقعة، على أي طرف عربي سواء كان رسمي أو غير رسمي، ضار لليهود ويشكل خطر على الصهاينة، ومع ذلك أنتقلت الخيارات العسكرية بميزتها الراعدة، وبنواياها الصادقة وخصائصها المخلصة لحزب الله اللبناني، التي إشتغل عليها منذ 1983، ولحد هذه اللحظة، ومن ثمراتها تحرير كامل الأراضي اللبنانية، في بداية الألفية الجديدة من دنس الصهاينة، ومساندة غزة في عملية طوفان الأقصى، والدفاع عن لبنان في الحرب الثالثة، والتي مرغ حزب الله من خلالها أنوف الصهاينة بالوحل في الكثير من المرات، بقيادة درة لبنان الساطعة، صاحب القلب الشجاع، والخلق النبيل، والضحكه الهادئة، والتي كانت كافية لتبوح بسر نجاح حزب الله على كافة المستويات، وجميع الأصعدة، السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه.
▪️ موقف الدول الخليجية من حزب الله اللبناني.
اعتبرت الدول الخليجية عام 2016، حزب الله اللبناني بكافة قياداته وفصائله وتنظيماته وأنبثاقته الأخرى، منظمة أرهابية، بحجة أن جميع أنشطة الحزب تشكل تهديد مباشر للأمن القومي العربي، وتنتهك أمن وسيادة وأستقرار الدول الخليجية، فيما أعتبر مجلس الأمة الكويتي، أن اي تغريدة أو بيان يدعم أو يناصر حزب الله، جريمة يعاقب عليها القانون، وفق قوانين الجرائم الألكترونية، هذا واعتبرت السعودية أن حزب الله اللبناني يقوض طموحاتها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ويلعب دور نشط في كافة الصراعات الإقليمية، لصالح إيران وضد السعودية، وكانت أهم التزامات الحزب العسكرية، خارج الحدود اللبنانية هو؛ المشاركة المباشرة في دعم وأحتضان حكومة بشار الأسد، وحماية دمشق من السقوط بيد الجماعات التكفيرية والأرهابية، المدعومة خليجياً في سورية، ويمكننا القول أن هذا الالتزام، ووقوف حزب الله ندآ قوياً وجدارآ صلباً بوجه الرياض التي تتمتع بنفوذ كبير في السياسة اللبنانية، وداخل المجتمع السني اللبناني، كشف عن حجم الخصومة، ونوع العداوة، بين السعودية، وحزب الله اللبناني، وأسس للمزيد منها، وبنفس هذا السياق، مولت الإمارات والسعودية، عدد من المؤسسات الإعلامية، والقنوات الفضائية، والصحف والمجلات، والمنصات الأليكترونية، لشن حملات إعلامية منظمة، وخطابات عدائية، لاظهار حزب الله ”قوة مكسورة الهيبة“ ومنتهية الصلاحية، لإحباط القاعدة الشعبية لحزب الله اللبناني، ومحذره للمسؤولين اللبنانيين من التعامل أو التعاون مع كل قيادات الحزب السياسية والعسكرية، وفي كل قضاياهم الداخليه والخارجية، فما عليهم من الأن وصاعدآ، إلا تسليم السلاح إلى الحكومة اللبنانية بلا مقاومة.
▪️ أبو ظبي وفتح قناة حوار بين سوريا الجديدة والكيان الصهيوني.
على حسب آخر المعطيات والتقييمات، وجمع وتحليل المعلومات، ذات الصلة بالقناة التي فتحتها إمارة أبو ظبي، للحوار بين الأرهابي أبو محمد الجولاني سابقاً، والمطور لأحمد الشرع حالياً، رئيس حكومة سوريا الجديدة، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي ”تساحي هانغبي“ في لقاء تم برعاية وتنسيق الرئيس الاماراتي محمد بن زايد في العاصمة أبو ظبي، وبمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى مايبدوا أن الجولاني قدم تنازلات كبيرة لصالح الكيان الإسرائيلي، على أمل أن يحظى بدعم وتأييد ثالوث الشر ”الأمريكي الأسرائيلي الخليجي“ للبقاء اطول فترة ممكنه بالسلطة.
ونقلت بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية على لسان الجولاني ”الأسم الذي يليق به كأرهابي“ بينما الشرع ”الاسم الذي يليق به كروبوت مطور“ يؤدي مهام متكررة، ويتبع التعليمات الأمريكية، ويحاكي السلوك الأسرائيلي، عموماً..قالت هذه المصادر بأن الجولاني يرى هناك فرصة في المنطقة لا تتكرر الا مرة واحدة بالقرن.
وبحسب الاستخبارات الدبلوماسية، فأن الجولاني قد يلزم بأستخدام الخيار العسكري لمواجهة حزب الله اللبناني، بدعم وتمويل خليجي وبمباركة تركية أمريكية وبمقبولية الحكومة اللبنانية نفسها، ويقال بأنه أعطى مرونه في ذلك، وأعتبرها من المهام المفضله لديه، تحديداً إذا علمنا بأنه لن يخسر شئ على المستوى الشخصي، وتحت أمرته الكثيرون، ممن يطالبون بالثأر من حزب الله اللبناني، فأن استطاع إن يفعلها قد يتمكن من سوريا مثلما تمكنت عائلة الأسد منها.
وبكيف الله.