قَسَمُ من نُور الوَحي.

إب نيوز 19 يوليو

كتبت/ سعاد الشامي

في حقبةٍ ماضيةٍ من زمنٍ غابرٍ كثر فيه الصمت عن الحق وتزايدات الأصوات التي تبرر للباطل وتضلل العقول وتُبيع المواقف بثمن بخس، أبصر الإمام زيد بن علي عليهما السلام ببصيرة القرآن مالا تراه العيون الخاضعة وأطلق القَسم الشهير “والله مايدعني كتاب الله أن أسكت” وأعلن أمام الجميع أن القرآن ليس مجرد كلام يُتلى وحسب بل رسالة تحمل على الاكتاف.

القرآن لايدعك ساكتًا، لأنه يُقيم الحجة وينذر ويأمر ، ويدفعك لتكون شاهدًا لله في كل حال، فإنتمائك إلى القرآن يعني أن تكون صوتًا لايصمت ، وموقفًا لايساوم وضميرًا لايخون.

لم يسكت الإمام زيد عليه السلام في وجه الطغيان ؛بل تحرك بالقرآن ، قاوم به أهل الباطل ، وزمرة الضلال وعتاولة الظلم، وسألت دماؤه الطاهرة من أجل الحفاظ على القيم والمبادئ التي وضعها الله في القرآن الكريم لتنظيم حياة البشرية بالقسط.

نعم ارتقت روح الإمام زيد عليه السلام إلى ملكوت الأحياء المقيمين في ضيافة الله ؛ لكن ظل مبدأ الإمام زيد منهج حياة لكل الأحرار والصادقين من حملة القرآن في كل زمان ومكان .

فإذا آمنتم بالقرآن فلا تسكتوا عن نصرة المظلوم ، فالسكوت يزيد الظلم انتشارًا ، ولاتبرروا صمتكم بالخوف ، فالخوف لا يُلغي الواجب ولايُعفي عن المسؤولية.

وإذا سكن القرآن وجدانكم فلا تسكتوا والباطل يُسيطر ، والأنفس البريئة تُزهق ، والفساد ينتشر ، والأموال تُنهب ، والحقوق تُسلب ، وصوت الحق يُمقع، والدين يُستغل لتبرير الطغيان.

قوا أنفسكم من داءِ الذل ، وارفعوا صوت القرآن مواقفًا تشهد على عظمة رسالة الله ،وانصروا كتاب الله بالتطبيق العملي لكل ما جاء فيه، واستندوا في تحرككم على وعد الله بالنصر والعزة لعباده المؤمنين المجاهدين.

You might also like