هنيئًا لكم ـ أيها اليمنيون..

إب نيوز 13 ربيع الأول

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي

كم أنتم ـ أيها اليمنيون ـ عظماء!

عظماء، ومتفردون عن من سواكم من العرب والمسلمين..!

متفردون وسباقون في كُـلّ شيء..!

فكما كنتم أول من تكلم العربية، وأنشأ السـدود، وبنى ناطحات السحاب، وكنتم أول من جاء بالمصافحة، وأول من كسا الكعبة المشرفة..

كنتم أنتم أَيْـضًا أول من أقبل عليهم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فاستقبلوه بحفاوةٍ وفرحةٍ في أول مراسيم استقبال رسمي وشعبيٍ أقامه العرب، وبعد أن عزفت له الدفوف أول سلامٍ جمهوريٍ ونشيدٍ وطنيٍ على مر التاريخ:

طلع البدر علينا..

من ثنيَّات الوداع..

يومها لم تستأذنوا يهود (يثرب)،

أو تأخذوا برأي أحد منهم بالخروج كما يفعلُ معظمُ عرب اليوم، لكنكم خرجتم نكايةً بهم ورغم أنف أنفهم، فأعزكم اللهُ برسوله ودينه عليهم إلى الأبد..!

وكذلك كنتم أنتم أولَ من قدم عليه في السنة التاسعة للهجرة وأسلم طواعيةً ورغبةً من بين سائر الشعوب، فلم يذكر التاريخُ أن شعبًا بأكمله أسلم دفعة واحدة مثلكم أَو قبلكم، بما في ذلك قريش نفسها كقبيلة، والتي لم يكتمل إسلامها إلا بعد حين..!

وكنتم كذلك أَيْـضًا أول من حمل راية الإسلام، وتكفل بحمايته، ونشره والبلوغ به إلى كُـلّ الأصقاع والأرجاء في أنحاء المعمورة..

وكما أنكم كنتم كذلك..

فأنتم اليوم وحدكم من لا تزالون على العهد باقين وثابتين ومحافظين ومتمسكين بحب رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..

أنتم وحدكم اليوم من لا تزالون ترفعون راياته خفاقةً خضراء في زمنٍ لم يعد كُـلّ من حولكم من العرب يرفعون فيه سوى راياتٍ بيضاء أَو حمراء؛ حتى أصبحوا ما بين منبطحٍ للأجنبي، أَو غارقٍ في الملذات والشهوات..!

تأمركوا..

وتصهينوا واحدًا بعد آخر..

وبقيتم أنتم وحدكم – أيها اليمنيون – ثابتين في مواقفكم، ثابتين في مواقعكم تقاومون وتصرخون:

الموت لأمريكا..

الموت لإسرائيل..!

خذلوا رسولَ الله ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ـ وتخلوا عن مبادئه وقيمه، فما زادكم ذلك – أيها اليمنيون – إلا إيمانًا وثباتًا وتسليمًا وإعلاءً وانتصارًا وتعظيمًا له، وتمسكًا بدينه ومبادئه وقيمه..!

فأيُّ كيمياء عجيبةٍ وفريدةٍ هذه التي استطاعت المزج بين علاقتكم ـ أيها اليمنيون ـ برسول الله، وعلاقته بكم؛ لينتج عنها هذا الحب الراسخ المتين في نفوسكم لرسول الله وفي نفسه لكم ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..؟!

وأيةُ معادلةٍ وتدبير إلهي هذا الذي قضى بأن يذهبَ الناسُ بالشاة والبعير، وتعودون أنتم – أيها اليمنيون – برسول الله ـ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.

أن يذهب الناس بالنفط والغاز وعرضٍ من الدنيا قليل وتستحوذون أنتم وحدَكم على نصيب الأسد من حب رسول الله..؟!

فهنيئًا لكم – أيها اليمنيون – هذا الفضل العظيم..

وهذه النعمة الكبيرة المهداة..

فوالله إنه لو لم يكن من ثمار حبكم هذا لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وحبه لكم إلا أنكم ستكونون أولَ من يرد الحوض عليه يوم القيامة، لكان ذلك وحده كافيًا لكم بأن تباهوا به الدنيا بأسرها..!

فأية نعمةٍ من الله بعد هذه ترجون؟!

#جبهة_القواصم

You might also like