تعز اليوم بين ضياع الدولة ويقظة الشعب

إب نيوز 21 سبتمبر

كتبت/سعاد الشامي

ضياع الدولة في تعز لم يكن وليد اللحظة ولا محض صدفة، بل نتيجة مباشرة لارتباط ما يسمى بالشرعية بأجندة الخارج وتحالفاته المشبوهة، التي لم تر في اليمن سوى ساحة نفوذ وصراع، ولم تجعل من الشرعية سوى أداة خيانة بيدها، تتحرك حيث يملى عليها، وتعبث حيث يراد لها أن تعبث.

لقد تحولت تعز إلى صورة مأساوية للارتزاق؛ سلطة مفرغة من مضمونها، وقيادات غارقة في الفساد والارتهان، ميليشيات تتناحر في الشوارع وترهب الناس، فيما الأمن غائب، والدولة ضائعة، والخدمات الضرورية والاساسية للحياة شبه منعدمة والأسعار كل يوم في ارتفاع والعملة كل يوم في انهيار كل هذا ليس سوى ثمرة طبيعية لسلطة خائنة باعت الأرض والعرض، وألقت بمصير تعز في مهب الفوضى.

لكن أبناء تعز اليوم ، رغم جراحهم، لم يعودوا مخدوعين فقد تكشفت الحقائق، وسقطت الأقنعة، وارتفع صوتهم بالرفض الصريح”برع برع يا عصابة… خليتم تعز خرابة”.

 هذا الهتاف ليس مجرد غضب عابر بسبب حادثة اغتيال الاستاذة افتهان المشهري وحسب، بل هو صادر عن تراكمات من الآلام والأوجاع ، هو شهادة حية على وعي شعبي متقد، يرفض بقاء هذه السلطة، ويقاوم محاولات تركيعه، ويؤكد أن مدينة الثقافة والعلم لن تُسلم لعصابة جعلت من الاحتلال سندًا لها ومن الفوضى مشروعها الوحيد.

كماهي أيضا رسالة لكل ابناء الشعب اليمني أن يشكروا الله على نعمة القيادة الحكيمة في المناطق المحررة من أدوات الخيانة ، ويستشعروا نعم السيادة والأمان والاستقرار التي يعيشونها وإلا لكان لحق بهم مالحق بتعز وعدن وغيرها من المدن المحتلة.

وفي الاخير لن يكون لتعز وغيرها من المدن المحتلة خلاص من فوضى العصابات وارتهانها للخارج إلا بعودتها إلى حضن الوطن الحر، فذاك هو الحل الوحيد لتحريرها من الخيانة واستعادة كرامتها وأمنها، ولتصير من جديد قلعة للوعي والحرية لا ساحة للفوضى و للخراب.

You might also like