التحولات السياسية ومراحل تفكيك الشرق الأوسط..!!

إب نيوز ١٤ أكتوبر

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

دون تنسيق كاف مع الحلفاء العرب، ومن خلال تتبع زمني للأحداث السياسية وتحولاتها الجوهرية، التي شملت أغلب الحكومات العربية من جانب، ومسار الصراعات وتأثيراتها وتحالفاتها وإستقطاباتها، من جانب أخر، بدأ النظام العالمي المعاصر بتدشين مراحل تفكيك المنطقة الإقليمية، لفك محاور وتحالفات قديمة، وبناء تحالفات أخرى، ومحاور مغايرة، أكثر تأثير واقوى فاعلية، وفق حسابات سياسية وتسويات عالمية جديدة، تقوم على مبدأ ”قوة الضغط القصوى“ لرسم المسار السياسي والامني والاقتصادي للمنطقة في المرحلة القادمة.

▪️ المرحلة الأولى.

يمكن أن نقول إن هذه المرحلة بدأت مع بداية الحرب على الإرهاب، والتي قامت بتقسيم المنطقة إلى دول مستقرة وأخرى غير مستقرة، وزج غير المستقرة منها بتسويات عالمية ناقصة، لتبقى في حالة عدم الثبات الأمني والسياسي، كما في الحالة العراقية واللبنانية والفلسطينية والسورية واليمنية والليبية والسودانية، حتى تنمو فيها ظواهر سياسية إستسلامية مستدامة تعلن نهاية عصر المقاومة وتلتقي مع ما يريده النظام العالمي المعاصر، مثلما حصل مع الحالة السورية تماماً.

▪️ المرحلة الثانية.

بدأت هذه المرحلة مع بداية مخطط الديانة الأبراهيمية والتي غالبا ما تشير إلى صهر الديانات الرئيسية الثلاث ”الإسلامية والمسيحية واليهودية“ في ديانة أبراهيمية واحدة، وتتبنى رؤية شاملة مرتبطة بالنظام العالمي المعاصر في إشارة إلى أمريكا وإسرائيل، ووفق حركات إستراتيجية تدريجية تتجاوز الأنماط التقليدية القديمة، للوصول إلى مرحلة عربية أكثر إستسلام وأقوى ارتباط بأسرائيل، كما في الحالة الخليجية والمغربية، مع بقاء المراجعات مستمرة مع باقي الحالات العربية الأخرى.

▪️ المرحلة الثالثة.

أو يمكن أن نطلق عليها مرحلة ما بعد ”طوفان الأقصى“ والتسويات العالمية الجديدة في قطاع غزة، تحديداً وإن هناك معطيات عدم ممانعة عربية في كل ما طرح وسيطرح لاحقاً من صيغ جديدة لتحالفات جديدة، ستدار من فلسطين وتحديداً من قطاع غزة، لكونها ستشكل مع الحالة الخليجية، منطقة محورية لكل التوجهات السياسية العالمية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، ومنهما ستنطلق مقاربات جديدة مع إسرائيل، ومنهما ايضا سيعاد ترتيب الابعاد الاستراتيجية للمنطقة، ومنهما ستبدأ مرحلة التحولات إجتماعية عميقة ومؤثرة ستربك المشاهد الإسلامية في الدول العربية كثيراً.

علمآ أن كل الدراسات والتقارير الرسمية، سبقت كل مرحلة مما تقدم أعلاه، بمدد زمنية غير قليلة، فهي ليست وليدة اللحظة، وسبق وأن خطط لها بدقة عالية وعناية كبيرة.

وبكيف الله.

You might also like