رسالةٌ إلى سيدي الإمام !

 

إب نيوز ١ سبتمبر

بقلم / بتول عرندس

سيدي أتسمح لي بأن أخاطبك بأبي؟!
يا أبانا، أربعةُ عقدٌ مضت على مضضٍ وألم، ولا زلت حيٌ حاضرٌ تحكي مشاهدُ الذكرى كثير الذكريات. لم أرْك، لكنني عشتُ وروحُك ونهجك وكلماتُك رفيقةُ دربي، يا ابن سلالة آل الصدر النبلاء، آل العلم والفخر والدفاع عن العقيدة.

كيف تغيبُ يا أبتاه وصورُك محفوظةٌ في محاريب المساجد وكثيرٌ من طهر روحك لا زال رنانًا في تراتيل الكنائس. سيدي، ما غيّبوك الا ﻷنك كيوسُف عزيزٌ عند ربك ويعقوبِيك. جمعٌ من مسلميّ ومسيحيّ لبنان ابيضت أعينهم بعد سني الإنتظار، يا فصل الخطاب وقافية الوحدةِ والمحبةِ والتعايش.

كعليٌ أنت أيتمنا رحيلك، آلمنا، أفجعنا فثرنا كما علّمتنا بوجه الغدة السرطانية وأخواتها ثرنا ثورةً حسينيةً ودحرنا الصهاينة ومرتزقتهم مرتين، في 2000 وفي 2017، فكنا لك كأصحاب جدك الحسين (ع) أوفى الأوفياء وأشرف الشرفاء. وحتى تعود، حتى يعود حسنُ وجهك ونورك، ها هم حواريُك في محاريب العزّ يكملون دربك، درب المجد والكرامة.

أبي، سيدي الإمام الصدر، من فيض علمك نهلت بعضًا فوجدتُ في نهجك صراط مستقيمًا وعنه لن أحيدْ. يا أب الفقراء والمحتاجين، يا أب المحرومين، يا سند البقاعيين والجنوبيين أنت لطفُ الأمة الغائب فسلامُ على إسمك وقلبك وروحِك. أنت موسانا، فافلق بعصاك بحر شوقنا وظللّنا بكراماتِ حبّك. اقسم سيدي بأن ألطاف النصرِ أنت وسيلتها، واقسم أنك تصلي من أجلنا، من أجل لبنان، كل لبنان، لمسيحيه ولمسلميه.

You might also like